من مواقع القتال إلى منصات التواصل.. الجنود الإسرائيليون في مرمى تهديدات الأمن السيبراني

من مواقع القتال إلى منصات التواصل.. الجنود الإسرائيليون في مرمى تهديدات الأمن السيبراني

من مواقع القتال إلى منصات التواصل.. الجنود الإسرائيليون في مرمى تهديدات الأمن السيبراني
الجيش الإسرائيلي

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية "CYFOX" المخاطر الأمنية التي يتسبب بها جنود الجيش الإسرائيلي عند نشرهم للصور والفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث قامت الدراسة بتحليل حالات نشر جنود لمحتويات شخصية من مناطق القتال؛ مما كشف عن معلومات حساسة قد يستغلها أعداء إسرائيل، حسبما نقلت صحيفة "جيورزاليم بوست" الإسرائيلية.

دراسة جديدة

وجدت الدراسة، أن العديد من الجنود يكشفون عن تفاصيل عملية دون قصد، مثل المواقع الاستراتيجية والبيانات الشخصية.

وتتيح تقنيات "المخابرات المفتوحة المصدر" (OSINT) للكيانات المعادية استخدام هذه البيانات المتاحة علنًا لربط المعلومات ببعضها البعض؛ مما يساعدهم في تحديد المباني والمواقع وحتى هوية الجنود، وفي بعض الحالات، يقوم الجنود أنفسهم بنشر تفاصيل حساسة في منشوراتهم.

وتشكل هذه التسريبات تهديدات أمنية كبيرة قد تعرض الأمن الوطني للخطر، وقد تؤدي إلى تهديد أرواح الأفراد وضرر في سمعة الجيش الإسرائيلي عالميًا.

وقد استغلت التنظيمات المسلحة هذه المعلومات لتخطيط لهجمات موجهة، في حين استخدمتها الأطراف المعادية لأغراض دعائية وللضغط القانوني على الجنود الإسرائيليين في الخارج.

وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت الجهود لملاحقة الجنود الإسرائيليين قانونيًا، وهي ليست جديدة، فقد سعت جماعات مؤيدة للفلسطينيين إلى اعتقال الجنود الإسرائيليين في الخارج. 

في ديسمبر 2024، دعا الناشطون في تشيلي إلى اعتقال جنود إسرائيليين مزعومين في البلاد، وفي الشهر السابق استهدفت مجموعة في هولندا ثلاثة من جنود الجيش الإسرائيلي خلال زيارتهم لمدينة أمستردام.

تهديدات تطارد الجنود الإسرائيليين

ومنذ بداية عام 2025، تم تقديم شكاوى ضد الجنود في فرنسا وبلجيكا، كما وردت تقارير عن احتجاز أو استجواب جنود إسرائيليين في ألمانيا واليونان وقبرص بشأن مزاعم جرائم حرب.

وفي إحدى القضايا البارزة، اضطر أحد الجنود الإسرائيليين للفرار من البرازيل لتجنب الاعتقال، ما دفع وزير الخارجية "جدعون ساعر" إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة حماية الإسرائيليين واليهود في الخارج.

ينسب الخبراء هذه المشكلة إلى نقص الوعي بأمن المعلومات، مؤكدين الحاجة الملحة إلى فرض قوانين أكثر صرامة تحظر التصوير والنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي في المناطق العملياتية، بالإضافة إلى تحسين تدريب الجنود.

وتشير الدراسة أيضًا إلى العواقب الأوسع للأنشطة غير المحسوبة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك كيف تستغل جماعات الدعاية الفلسطينية منشورات الجنود لتشويه صورة الجيش الإسرائيلي.

ومن الأمثلة التي ذُكرت في الدراسة، منشور على فيسبوك لأحد النشطاء المؤيدين لفلسطين في فرنسا يظهر صورة لجنود من الجيش الإسرائيلي وهم يرتدون ملابس نسائية، ويُزعم أنها التُقطت من منزل فلسطيني.

كما تظهر منشورات أخرى جنودًا في مواقف تبدو مرحة، تم استخدامها لاحقًا كدعاية معادية لإسرائيل. إلى جانب الأضرار التي قد تلحق بالسمعة، فإن الجنود الذين يظهرون في مثل هذه الصور قد يواجهون أيضًا مخاطر أمنية شخصية.

وإضافة إلى ذلك، تزايدت المخاطر بسبب استخدام تطبيقات التنقل في القواعد العسكرية، حيث حذرت تقارير من أن بيانات تطبيقات مثل "ويز" و"جوجل مابس" قد تساعد حزب الله في تحديد مواقع عسكرية، وذلك مشابه لحادثة تم فيها قصف صالة طعام في قاعدة تدريب إسرائيلية.

وفي هذا السياق، أكدت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي - في بيان لها- أن الجيش يتخذ تدابير مستمرة لضمان أمن جنوده، وأنه يُمنع تمامًا على الجنود الكشف عن مواقعهم سواء في إسرائيل أو في الخارج من أجل تجنب المخاطر غير الضرورية.

وأضاف البيان، أن هذه الإرشادات تُعزز بشكل منتظم، ويتم التعامل مع الانتهاكات عبر القنوات القيادية والانضباطية عند الحاجة.