يتواصل كشف علاقات الفساد والمحسوبية في صفقات الحكومة التركية يومًا بعد يوم، خصوصًا هؤلاء المقربين من دائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ممن تم منحهم الصفقات المشبوهة لأجل تحقيق مصالح مالية واسعة تحت عين وبصر أردوغان نفسه.

كشف تحقيق أجرته صحيفة "بيرجون" اليومية التركية، عن أن الشركات المملوكة لفؤاد توسيالي، الذي عينه الرئيس أردوغان كعضو في مجلس إدارة صندوق الثروة التركي، تلقت أكثر من مليار ليرة في مناقصات الأنابيب على مدى عشر سنوات مضت.

وقال تحقيق الصحيفة التركية: إن الشركات المملوكة لرجل الأعمال فؤاد توسيالي المقرب من أردوغان، حصلت على 1.17 مليار ليرة تركية في مناقصات الأنابيب العامة بين عامي 2012 و 2021، لافتة إلى أنه بعدها وفي عام ٢٠١٨، تم تعيين توسيالي كأحد أعضاء مجلس إدارة صندوق الثروة التركي.

وأوضح التحقيق أن توسيالي يمتلك شركة قابضة تسمى مجموعة توسيالي القابضة، والتي تشرف على مجموعة من الشركات، مضيفا أن هذه الشركات معًا تلقت 43 مناقصة منفصلة بين عامَيْ 2012 و 2021، على رأسها مناقصات "شراء الأنابيب" من المؤسسات العامة.

وأوضح التحقيق أن الشركة المساهمة لخطوط الأنابيب ونقل البترول التركية "بوتاس"، وهي شركة تابعة لوزارة الطاقة، أعطت معظم المناقصات لشركات توسيالي، كما تلقى مكتب آخر لمجموعة توسيالي اسمه توساليك سناي أنونيم، العامل تحت مظلة الشركة القابضة، 19 مناقصة منفصلة من الدولة في فترة الست سنوات بين عامي 2016 و 2021، بإجمالي 942 مليون ليرة - منحت ١١ منها لشركة بوتاس. كما تم منح سبعة مناقصات أخرى من قبل المديرية العامة للأشغال الهيدروليكية الحكومية، وواحد من المديرية العامة لمؤسسة البترول التركية.

كذلك، تلقت شركة توساليك بروفايل فيساك إنداستريسي أنونيم، وهي شركة أخرى تابعة لشركة توسالي، 23 مناقصة منفصلة يبلغ مجموعها 61 مليون ليرة بين عامي 2012 و 2021. وقد تم منح غالبية هذه العطاءات - 15 مناقصة - من قبل مؤسسة البترول التركية، وهي مؤسسة تابعة للحكومة.

وأشار التحقيق إلى أنه عندما سيطر حزب العدالة والتنمية الحاكم على إسطنبول، حتى عام 2019، تلقى توسيالي وشركاته أيضًا عطاءات كبيرة من المدينة.

وفي عام 2014 ، منحت المديرية العامة لإدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول لشركة توسالي "ديس تيكاريت أنونيم ستركت"  صفقة بقيمة 126.43 مليون ليرة مقابل مد أنابيب المياه. وباعت الشركة أنابيب شديدة الانحدار بملايين الدولارات إلى إدارة الصرف الصحي في إسطنبول، في إطار هذه الصفقة.

وأضاف التحقيق، أنه تم منح الإشراف على مشاريع البناء الكبيرة لشركات توسالي الفرعية. وتم منح إدارة مشروع المنطقة الصناعية فيليوس، في منطقة شمال البحر الأسود التركية ، لشركة تابعة لشركة توسيالي القابضة في عام 2019. 

وفيما يتعلق بمشاركة الشركة في المشروع، كشف النائب حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي دينيز يافوز يافوزيلماز، عن أن "مجموعة توسالي القابضة ليست منخرطة في مشروع فيليوس كمستثمر، ولكن كشريك لحزب العدالة والتنمية".

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن شركة توسيالي هي واحدة من العديد من الشركات المملوكة لحلفاء أردوغان الذين استفادوا من المناقصات الحكومية تحت حكم حزب العدالة والتنمية. 

كما يشرف محمد جنكيز، الملياردير والحليف المقرب للرئيس، على شركة جنكيز القابضة، التي تلقت معظم المناقصات العامة من أي شركة. وتشتهر شركته بالإشراف على مشاريع البنية التحتية والتشييد واسعة النطاق بملايين الدولارات. 

وعلاوة على ذلك، كانت الشركة التابعة لوالد صهر أردوغان، عضوًا في مجلس إدارة الشركة التي قدمت أعمال بناء وإصلاحات واسعة النطاق للسكك الحديدية الوطنية التركية.

وبالمثل، فإن توسيالي، مثله مثل جنكيز وآخرين ممن استفادوا من هذه المناقصات، فهو مؤيد صريح لحزب العدالة والتنمية. وفي عام 2019، حضر تجمعًا لحزب العدالة والتنمية قبل الانتخابات في جنوب إسكندرون، وكان يدعو علنا للتصويت لمرشح حزب العدالة والتنمية المحلي.