يواجه إخوان تونس خلال هذه الفترة مرحلة عصيبة عقب فتح ملفاتهم وجرائمهم من القضاء التونسي، بعد حكم البلاد خلال السنوات الماضية، انتشر فيها الفساد والإرهاب ونشر الشائعات والأكاذيب وإثارة الفوضى والشغب والتطرف.

وفي تونس التي لفظت الإخوان منذ 25 يوليو 2021، تاريخ قرارات رئاسية وضعت البلاد على مسار الإصلاح، يحاول التنظيم الإرهابي كعادته الركوب على الأحداث والتواريخ في محاولة لتطويعها لإشعال التوتر وإشعال الفتن والفوضى، إلا أن النظام التونسي يواصل سعيه للقضاء على الفساد الإخواني في البلاد.

الحكم على برلمانيين ومحامٍ تابعين للإخوان

قضت محكمة تونسية أحكاماً بالسجن على أربعة برلمانيين ومحامٍ تابعين للنهضة الإخوانية الذراع الإخوانية في تونس، وذلك بتهمة إهدار حق موظف عمومي والاعتداء على مؤسسة دولة وبث الفوضى في مطار تونس قرطاج الدولي. 

وشملت الأحكام سجن البرلماني الإخواني عن حزب ائتلاف الكرامة سيف مخلوف سنة وشهرين مع النفاذ العاجل في القضية المعروفة باسم "واقعة المطار"، فضلا عن 7 أشهر للبرلماني الإخواني نضال سعودي، والبرلماني ماهر زيد 5 أشهر مع النفاذ العاجل، كما حكم على البرلماني محمد العفاس بالسجن 5 أشهر.

وحكم القضاء بالسجن لمدة 11 شهرا في حق محامي الإخوان مهدي زقروبة مع النفاذ العاجل و5 سنوات حرمانا من ممارسة مهنة المحاماة.

وفي 15 مارس 2021، تهجم مخلوف على أفراد الأمن بمطار تونس قرطاج رفقة نواب من حزبه من "ائتلاف الكرامة"، من أجل السماح لامرأة تونسية متورطة بقضايا إرهابية ممنوعة من السفر، للهروب خارج البلاد، كما أوقف مخلوف عمل السلطات الأمنية العاملة ببوابة العبور، وتوعد الأمن العاملين فيها بعد أن منعوه من تهريب المرأة وفق تعليمات وزارة الداخلية التونسية.

تجميد أرصدة وحسابات بنكية

وخلال الفترة الماضية، أشارت تقارير محلية، إلى تجميد حسابات بنكية وأرصدة للعديد من القادة بحركة النهضة الإرهابية في إطار قضية شبهة تبييض أموال بقضية نماء تونس،  فقد مضت القائمة 101 بين ذوات طبيعيين ومعنويين.

ومن أبرز الأسماء المدرجة بالقائمة القياديون بحركة النهضة عادل الدعداع وعامر العريض، وابنة القيادي السابق بحركة النهضة، ورئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي، وصهر زعيم الحركة راشد الغنوشي محمد الحشفي، ومحمد العش المعروف بقربه من نجل رئيس حركة النهضة معاذ الغنوشي.

والأسبوع الماضي أمر القطب القضائي المالي بإدراج معاذ الغنوشي نجل الغنوشي في التفتيش (لوائح الشرطة الدولية) على خلفية شبهات غسل الأموال، باعتباره مقيماً في بريطانيا، كما ستشمل التحقيقات شخصيات أخرى متهمة في شبهات غسل الأموال.

حرب حقيقية ضد الفساد والإرهاب

ومن جانبه، قال المحلل السياسي التونسي حازم القصوري، إن الفساد الإخواني ضرب جميع القطاعات، وبالتالي هناك مرحلة مفصلية في تاريخ تونس، وخاصة ما أفسدته العشرية السوداء من التحام المارقين على القانون وخرق لجميع القوانين في البلاد، وبالتالي بات لازما تصويب هذه الأخطاء ومواصلة الإصلاحات في البلاد وتنفيذ مبدأ سيادة القانون على الجميع، مع احترام المحاكمة العادلة في تونس. 

وأضاف القصوري في تصريحات لـ"العرب مباشر": أعتقد أن تونس تخوض حربا حقيقية ضد الفساد والإرهاب، مشددا على ضرورة تطبيق القانون ومواصلة الإصلاحات الشاملة للخروج من الأزمة.