قالت مجلة "نيوزويك" إن برلمانيا ألمانيا بارزا حث أوكرانيا على قبول خسارة "مؤقتة" للأراضي على أمل إنهاء حربها مع روسيا.

حل نهائي للصراع 

وقال مايكل كريتشمر، رئيس وزراء ولاية ساكسونيا، لمجلة دير شبيجل يوم الأربعاء إن "الوقت قد حان للتوصل إلى حل نهائي" للصراع المستمر منذ 23 شهرًا، بينما دعا كييف إلى النظر في تجميد الحدود الحالية مقابل وقف إطلاق النار.

وقال كريتشمر: "ربما يتعين على أوكرانيا أن تقبل أولاً أنه لا يمكن لأوكرانيا الوصول إلى مناطق معينة مؤقتًا في حالة وقف إطلاق النار". وأضاف: "لم يصبح أي متر مربع من الأراضي الأوكرانية روسياً... ولكن كما هو الحال في الصراعات الكبرى الأخرى، فقد حان الوقت للتوصل إلى حل نهائي".

روسيا جارة خطيرة

كما حث كريتشمر الحكومة الألمانية على اتخاذ "منعطف كامل" فيما يتعلق بسياساتها تجاه موسكو، محذرا من أن روسيا "جارة خطيرة لا يمكن التنبؤ بها" لألمانيا وأن "إضعاف" موقفها "يضع الأساس لمزيد من الصراعات".

وقال كريتشمر: "لسوء الحظ، تمثل الحكومة الفيدرالية الموقف الأساسي: نحن لا نريد المفاوضات، فقط تسليم الأسلحة"، قبل أن يشير إلى أن المشرعين الأميركيين لديهم فهم أفضل للوضع ويدركون "أنه لا يمكن كسب الحرب في هذا الوضع". 

إدانة أوكرانية

وسرعان ما رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليه نيكولينكو بإدانة تصريحات كريتشمر في بيان تمت مشاركته على فيسبوك يوم الأربعاء، بحجة أن قبول أي خسارة للأراضي "سيؤدي حتماً إلى المزيد من العدوان" من روسيا.

وقال نيكولينكو: "إذا واجهت أوكرانيا خسارة مؤقتة للأراضي، فإن القوات الروسية ستصبح أقرب إلى ألمانيا وساكسونيا على وجه الخصوص". "إن التنازل عن الأراضي سيؤدي حتماً إلى المزيد من العدوان الروسي، والذي سيتجاوز بلا شك حدود أوكرانيا. السلام في أوروبا يعتمد على هزيمة موسكو".

وأضاف: "نحث السياسي الألماني على النظر إلى الحقيقة في عينيه". "هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  هو تدمير أوكرانيا وزعزعة استقرار أوروبا بأكملها... "التحول" الوحيد في سياسة ألمانيا تجاه روسيا قد يكون تقديم دعم أكبر لأوكرانيا. ونحن ممتنون للغاية لأن الحكومة الفيدرالية الألمانية تشاركنا هذا النهج."

ألمانيا تضاعف دعمها لأوكرانيا 

وقال متحدث باسم سفارة ألمانيا في واشنطن العاصمة لمجلة نيوزويك عبر البريد الإلكتروني يوم الأربعاء إن الحكومة الألمانية "ستضاعف دعمها لأوكرانيا" في عام 2024. وأشار المتحدث إلى أن المستشار الألماني أولاف شولتز "أكد في عدة مناسبات أن ألمانيا تقف إلى جانب أوكرانيا بقوة".

وفي العام الماضي، أعلن بوتين أنه سيضم ولايات دونيتسك وخيرسون ولوهانسك وزابوريزهيا الأوكرانية. لم يتم الاعتراف بهذه الخطوة دوليًا وظلت المناطق كلها تحت السيطرة المقسمة مع استمرار الحرب.

اتفاق وقف إطلاق النار

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت أن بوتين "مستعد لعقد اتفاق" لوقف إطلاق النار، بعد أن أشار عبر القنوات الدبلوماسية الخلفية إلى أنه سيكون على استعداد لإنهاء الحرب مع تجميد الحدود في مواقعها الحالية.

وقد أوضحت أوكرانيا أنها لا تنوي السماح ببقاء أي جزء من أراضيها في أيدي روسيا، وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارا وتكرارا بأن الحرب لن تنتهي حتى تستعيد كييف شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014.