بسياسة الإفقار.. جهاد إيران الخفي لإفراغ لبنان من مسيحييها على يد حزب الله
تجاهد إيران لإفراغ لبنان من مسيحييها على يد حزب الله
قال حبيب مالك، زميل أول في شؤون لبنان ومسيحيي الشرق الأوسط، لصحيفة "بريتبارت نيوز" في مقابلة خاصة: إن لبنان هدف لإستراتيجية منهجية ومحسوبة من قبل إيران وأتباعها لإفراغ البلاد من مسيحييها.
ويرى مالك أن إيران و"وكلاءها" يعملون عن عمد على تهيئة الظروف (الفقر، والانهيار، وعدم الاستقرار، والخوف، واليأس) التي تُجبر مسيحيي لبنان على الهجرة.
وقال مالك لموقع "بريتبارت نيوز": "الوكيل الإيراني الرئيسي المهيمن الآن على لبنان هو حزب الله، الجماعة الشيعية اللبنانية المسلحة التي تدين أولاً بالأجندة الإيرانية الأيديولوجية والتوسعية، وليس لبنان".
الشر الغبي والشر الماكر
وأشار إلى أن لبنان اليوم يواجه تهديداً جديداً وغير مسبوق على عكس الآفات السابقة، إنه الفرق بين ما أسميه"الشر الغبي" للدولة الإسلامية (داعش) و"الشر الماكر" لحزب الله وأسياده الملا الإيرانيين.
وزعم مالك أن حزب الله "فعل كل ما في وسعه أولاً للتعجيل بسقوط لبنان، ثم من خلال حماية الطبقة الحاكمة للمافيا الإجرامية المسؤولة عن السقوط، لمنع اتخاذ أي إجراءات لبدء تعافي لبنان".
وأكد مالك أن التخريب المتعمد لقطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية والنظام المصرفي أدى إلى هجرة "متسارعة" لشباب غالبيتهم من المسيحيين، والتي تفاقمت بسبب ضربات حزب الله الإرهابية التي قتلت وجرحت وشردت مئات الآلاف من المسيحيين.
حزب الله وتغيير هُوِيّة لبنان
وأشار إلى سعي حزب الله بشكل نشط ومتعمد إلى "تغيير هوية لبنان كدولة ومجتمع: من مجتمع حر ومنفتح له صلات عربية وغربية قوية إلى مجتمع يتمتع بعلاقات أقوى إن لم تكن حصرية مع إيران وسوريا الأسد والصين وغيرهما من الدول المعادية الغربية".
وأشار إلى أنه في نقاشات خاصة مع مجموعات مسيحية، قال ممثلو حزب الله: "صراحة إن مجتمعهم مجهز بشكل أفضل لتجاوز أي إجراءات مسيحية للتعامل مع السقوط الحر للبنان إلى وضع الدولة الفاشلة".
التحذير من رواية كاذبة
كما حذر مالك من انتشار "رواية كاذبة" حول أوضاع المسيحيين في سوريا ولبنان، ظهرت بشكل خاص في ذروة الأنشطة الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار إلى أن الكثيرين اعتقدوا أنه عندما يتعلق الأمر بـ "الاختيار بين العيش في ظل وحشية نظام الأسد أو تحمل الدمار المتعطش للدماء لداعش (داعش) ، فإن الخيار الأول كان أفضل بكثير".
أصر على أن هذه رواية خاطئة، لأنها "اختيار بين شر فوري وجذري ولكن شرير، والشر الأكثر مكرًا لشكل بطيء ومنهك من الحكم الاستبدادي".
أدوات إيران ضد المسيحيين
وأضاف مالك أنه ليس من قبيل المصادفة أن يكون بشار الأسد حليفًا قويًا للنظام الإيراني، وأن داعش كانت أداة ملائمة في يد إيران والأسد ضد السنة الأكثر اعتدالًا وضد المسيحيين وضد المصالح الغربية؛ على حد تعبيره.
وقال مالك: إن حرب إيران على المسيحيين في المنطقة، وليس فقط في لبنان، لكنها كانت متعمدة كجزء من الهدف الأكبر المتمثل في إنشاء الهلال الشيعي الممتد من إيران إلى لبنان عبر كل من العراق وسوريا".
العقبة في وجه هيمنة إيران
واختتم مالك حديثه أنه نظرًا لأن أيديولوجية النظام الإيراني تكره الحرية حرفيًا، فهي ترى المسيحيين الأصليين، وخاصة اللبنانيين الذين قاوموا الأمر على مر القرون ودفعوا تكلفة باهظة من حيث الأرواح والموارد، عقبة كبيرة في وجه هيمنتهم على المنطقة.