شتاء 2020 الأكثر قسوة على اللاجئين حول العالم.. فلماذا؟

شتاء 2020 الأكثر قسوة على اللاجئين حول العالم.. فلماذا؟
صورة أرشيفية

شتاء هو الأكثر قسوة على اللاجئين العرب حول العالم في ظل استعداد العالم لمواجهة موجات فيروس كورونا وتضاعف خطورته مع حلول فصل الشتاء، في ظل تدهور وضع مئات الآلاف من اللاجئين العرب حول العالم الذين باتوا يعيشون بالفقر المدقع بسبب تبعات تفشي وباء فيروس كورونا التي أكد الخبراء تسببها في انخفاض النمو الاقتصادي العالمي إلى النصف بسبب تعطل الأعمال التجارية، وهو ما أدى إلى وقوع من 40 إلى 60 مليون شخص إضافي في فقر مدقع في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقاً لتوقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والبنك الدولي.
 
عدد اللاجئين وصل لمستوى قياسي ومعظمهم يلجأ لدول الجوار وليس الغرب

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أعلنت أن عدد اللاجئين في العالم قد ارتفع بنهاية عام 2019 بمقدار تسعة ملايين شخص ليبلغ نحو ثمانين مليونا، وهو مستوى قياسي غير مسبوق، ويعادل نحو واحد بالمائة من سكان العالم.

ويتصدر السوريون ومواطنو جنوب السودان والفنزويليون والأفغان والروهينغيا الفارون من ميانمار أعداد اللاجئين والنازحين.


المنظمات الدولية أكدت أن أسوأ المتضررين من التبعات الاقتصادية لفيروس كورونا مع بداية الشتاء القادم هم اللاجئون الذين يعيشون على هامش المجتمع في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وهي التي تستقبل وحدها أكثر من 85% من لاجئي العالم حاليًا.


وذكر فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة "أن هذا الرقم الذي يقارب 80 مليونا، وهو أعلى رقم سجلته المفوضية منذ البدء في جمع هذه الإحصائيات بشكل منهجي، هو بالطبع مبعث قلق كبير".


وأضاف: هذا بالمناسبة يمثل حوالي واحد بالمائة من سكان العالم، مضيفًا أن حوالي 73 بالمائة من اللاجئين يلتمسون المأوى في دولة مجاورة على عكس الفكرة الشائعة عن تدفقهم على الغرب.
 
العدوى تضرب مخيماتهم.. المعدل الحقيقي لإصابة اللاجئين غير معروف


ضاعف فيروس كورونا وموجاته المنتظرة من معاناة اللاجئين خاصة في التجمعات الأكثر عرضة للمرض مثل مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط.


من جانبها، حذرت وكالات إغاثة والأمم المتحدة من ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بين اللاجئين والنازحين في أنحاء الشرق الأوسط، حيث تم الإبلاغ عن أولى الإصابات بين السوريين الذين يعيشون في مخيمات في الأردن.


وتشير إلى أن المعدل الحقيقي للإصابة بين 18 مليون نازح في المنطقة غير معروف بسبب النقص المزمن في الاختبارات، لكن بيانات الأمم المتحدة تظهر أنه تم التأكد من إصابة أكثر من ألف بفيروس كورونا في الأردن وسوريا والعراق والأراضي الفلسطينية ولبنان.


المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أكدت أن قسماً كبيراً من النازحين السوريين يقيمون في أماكن غير آمنة، ويحتاجون إلى دعم المنظمات الإنسانية للتغلب على ظروف المناخ القاسية خلال أشهر الشتاء المقبلة، محذرة من نقص التمويل الذي تعاني منه هذه المنظمات.


وتضيف: أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكدت هذا الأسبوع ظهور فيروس كورونا في مخيم الزعتري، أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن، ومخيم الأزرق الأصغر. ويقطن المخيمين معا حوالي 120 ألف شخص، ما يثير مخاوف من تفشي المرض خارج نطاق السيطرة مع تدابير التباعد الاجتماعي التي يستحيل فرضها.

الشتاء القادم.. قد يكون الأخير الذي يراه آلاف اللاجئين


يقول، فادي خالد، 34 عاما، لاجئ فلسطيني، في مخيم عين الحلوة بلبنان، خلال الشهور الماضية نعاني من عدم وجود عمل وانهيار الاقتصاد اللبناني وهو ما ضاعف من الأزمات التي نعيشها، خاصة مع تفشي وباء كورونا وتداعياته من جهة والأزمات التي تضرب لبنان من جهة أخرى، فلا نعرف إلى أين نذهب خاصة مع اختفاء المساعدات الدولية وصعوبة وصولها إلينا.


وتابع خالد: حالات تفشي كورونا تزداد يوميًا وفي ظل انهيار خدمات الرعاية الصحية تزداد المخاوف بشكل كبير، فمنذ انفجار مرفأ بيروت ويعيش اللاجئون في لبنان أسوأ لحظات حياتهم، مضيفًا أن في مخيمه فقط توفي أكثر من 27 لاجئا فلسطينيا وسوريا بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، وأصيب المئات بسبب غياب وسائل الوقاية والرعاية الصحية، مضيفًا أن عشرات الآلاف يدركون أن هذا الشتاء قد يكون الأخير الذي يراه عدد كبير للغاية من اللاجئين.
 
المخيمات ممتلئة عن آخرها.. والتباعد الاجتماعي مستحيل


في السياق ذاته، يقول نزار ربيع، 40 عاما، لاجئ سوري في تركيا، الأمر يتجاوز حالة الرعب التي يعيشها جميع اللاجئين هنا في تركيا، فالمخاطر لا تقتصر فقط على تفشي وباء كورونا في المخيمات الممتلئة عن آخرها بشكل يجعل التباعد الاجتماعي أمرًا مستحيلاً.


وأضاف ربيع: الآثار الثانوية لتفشي وباء كورونا هي الأخطر بالنسبة لنا فالبطالة والصعوبات الاقتصادية في تركيا أصبحت تهدد حياتنا فأكثر من نصف اللاجئين كانوا يعيشون في فقر مدقع قبل ظهور كورونا، ومع تفشي الوباء ازدادت الصعوبات بشكل غير مسبوق وارتفعت نسبة اللاجئين الذين يعيشون في فقر مدقع إلى 80% تقريبًا.


وتابع: الرعب الحقيقي الذي نعيشه هو ارتفاع الأسعار في تركيا بشكل جنوني وخاصة أسعار المواد الغذائية، فلا نستطيع الذهاب إلى الأسواق وينظر إلينا دائمًا بأننا مصابون بالمرض أو سبب الأزمات الاقتصادية التركية، حاولنا مرارًا الهروب إلى أوروبا ولكن دائمًا ما ينتهي الأمر باحتجازنا.