إيران العامل المشترك.. المخدرات تغرق العراق واليمن وسوريا.. ما القصة؟
أغرقت إيران بالمخدرات العراق واليمن وسوريا
صعدت ميليشيات إيران ومهربو المخدرات التابعون لها عملية تصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة والحشيش، مع اقتراب فصل الشتاء الذي تزداد فيه عملية التهريب خاصة باتجاه الأردن، حيث يزداد نسبة تهريب المخدرات والسلاح إلى المنطقة من قبل الميليشيات التي من بينها حزب الله والميليشيات السورية وميليشيا الحوثي الإرهابية.
سياسات إيران
من جانبه، يقول سامي بشير المرشد المحلل السياسي السعودي، تمثل إيران تهديدا بالغا على المنطقة بتهريب السلاح والمخدرات، حيث إن هذه هي البضاعة التي يبيعونها منذ أربعة عقود في المنطقة.
وأوضح المرشد في تصريحات لـ «العرب مباشر» أن السياسة الخارجية لإيران تجاه جيرانها تعتمد اعتمادًا كبيرًا على التهديد بنشر المخدرات والسلام باستخدام الميليشيات التابعة لهم، ومنذ قيام هذا النظام لم يتغير الأمر كثيرًا، خاصة أن النظام الإيراني في مأزق شديد الآن ويعجز عن الوفاء بالتمويلات بشكلٍ كافٍ فيطلق أيدي الميليشيات لتوفير بعض السيولة المالية عبر بيع السلاح والمخدرات ليتفرغ للسيطرة على الانتفاضة غير المسبوقة في الداخل الإيراني.
وأضاف: لذلك ليس لديه الآن من سلاح إلا ابتزاز المنطقة وابتزاز العالم والتهديد بنشر الفوضى والإرهاب.
في السياق ذاته، يقول يوسف المسالمة - أحد أعضاء تجمع أحرار حوران - في درعا، إن إيران استغلت العملية العسكرية التي شنها الجيش السوري مع فصائل موالية له ضد داعش في محافظة درعا، للتمركز على مناطق قرب الحدود مع الأردن، بهدف الاستعداد لزيادة تهريب المخدرات في الشتاء. مضيفًا أن إيران لا تلتزم باتفاق المصالحة الذي عقد عام 2018 بين المعارضة والنظام والذي نص على ابتعاد الميليشيات عن الحدود بمسافة 60 كيلومتراً.
استعداد أردني
على الجهة المقابلة، يتوقع الأردن بأنه مقبل على فترة تزداد فيها محاولات التسلل وتهريب المخدرات بسبب فصل الشتاء والأجواء الضبابية، وعلى الرغم من ذلك، يقول مصدر أردني، إن القوات المسلحة على الحدود مستعدة للتعامل مع كافة السيناريوهات، ووضعت خطة مسبقة وقواعد اشتباكات جديدة للقضاء على كافة أشكال التهريب.
وقال المحلل السياسي عامر ملحم، إن الأردن يبذل جهوداً كبيرة منذ بدء الأزمة في سوريا وتحولها إلى عاصمة "مخدرات" تديرها ميليشيات موالية للحرس الثوري الإيراني على رأسها حزب الله اللبناني، ويملك حزب الله اللبناني سجلاً طويلاً في تجارة وتهريب المخدرات، كما هو الحال عند ميليشيات أخرى مدعومة من طهران في العراق واليمن.
وأضاف ملحم في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن الفراغ الذي تركته روسيا في جنوب سوريا بفعل الحرب على أوكرانيا، منح الميليشيات مساحات واسعة للتحرك والبحث عن مصادر للمال كتهريب المخدرات والسلاح، مؤكدًا أن الأهداف التي تجنيها إيران من تهريب المخدرات، تتمثل بالحصول على موارد مالية في ظل العقوبات الغربية، وتدمير المجتمعات العربية.
إيران العامل المشترك
وإلى جانب سوريا، يشهد العراق انتشاراً واسعاً للمخدرات، في وقت تحاول فيه السلطات بذل جهود أكبر لمنع وصول هذه الآفة إلى المواطنين وخاصة الشباب، ونقلت وسائل إعلام عراقية عن رئيس مركز حقوق الإنسان في العراق، علي العبادي، قوله: إن العراق بات الأكثر بين دول المنطقة تعاطياً وترويجاً للمخدرات التي يدخل 80% منها من إيران، وحمل العبادي الحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن تزايد نسب تعاطي المخدرات، وأرجع الأمر إلى عدم جدية الأجهزة الأمنية في الحد من هذه الظاهرة.
وفي اليمن، يقول تقرير: إن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حولت اليمن إلى سوق مفتوح للمخدرات، وذكر التقرير أن اليمن بات سوقاً للكثير من السلع المحظورة كالمخدرات منذ بداية الانقلاب الحوثي بشكل كبير، وأكد أن تهريب المخدرات مرتبط بشكل وثيق بالميليشيات الانقلابية وقيادات فيها تعمل على تسهيل مرورها، وبعد إحباط محاولة بحّارة إيرانيين تهريب مخدرات إلى اليمن قبل أيام، اتهمت الحكومة اليمنية، النظام الإيراني بتعمد محاولة إغراق الأراضي اليمنية بالمخدرات ضمن إستراتيجيته للفتك باليمنيين، وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن النظام الإيراني لم يكتفِ بتهريب الصواريخ الباليستية والأسلحة لقتل اليمنين، بل عمد إلى محاولة إغراق الأراضي اليمنية بالمخدرات ضمن إستراتيجيته للفتك باليمنيين، والعبث بأمن واستقرار اليمن والمنطقة.