بين الانسحاب والتهديدات.. اتفاق الهدنة بين إسرائيل ولبنان على المحك
بين الانسحاب والتهديدات.. اتفاق الهدنة بين إسرائيل ولبنان على المحك
بعد أشهر من المواجهات الدامية على الحدود، تواجه الهدنة التي أوقفت النزاع بين إسرائيل ولبنان توترات متزايدة، مع تبادل الجانبين الاتهامات بارتكاب انتهاكات، بينما تسابق الولايات المتحدة الزمن لضمان استمرار الاتفاق، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
انتهاك إسرائيلي
وتابعت الصحيفة، أنه رغم الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، قدم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن الدولي متهمًا إسرائيل بتنفيذ حوالي 800 هجوم بري وجوي منذ بدء وقف إطلاق النار، من جهتها، تتهم إسرائيل "حزب الله"، بالاحتفاظ بمقاتلين وأسلحة، بما في ذلك صواريخ، في جنوب لبنان؛ مما يشكل انتهاكًا للاتفاق ويهدد أمنها.
وأضافت، أنه مع اقتراب الموعد النهائي في 26 يناير لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، تبدو المخاوف الإسرائيلية متزايدة بشأن قدرة الجيش اللبناني، المدعوم من الولايات المتحدة، على تنفيذ الاتفاق ومنع "حزب الله" من إعادة بناء قدراته بالقرب من الحدود.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن عدم تنفيذ الجيش اللبناني لالتزاماته سيؤدي إلى تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية.
جهود أمريكية
وصل مسؤولون أمريكيون، إلى بيروت لمناقشة تنفيذ الاتفاق، وأعلنوا أن إسرائيل بدأت انسحابها التدريجي من المناطق الساحلية مثل الناقورة، مع تسليمها إلى الجيش اللبناني.
ورغم انسحاب القوات الإسرائيلية من مدن مثل صور والخيام، لا تزال تحتفظ بوجودها في مناطق أخرى.
وأكد المبعوث الأمريكي الخاص، عاموس هوكشتاين، أن تنفيذ الاتفاق يواجه تحديات ولكنه يحرز تقدمًا، مشيرًا أن الانسحاب الكامل من لبنان سيتم قبل الموعد النهائي.
وتابعت الصحيفة الأمريكية، أنه رغم التراجع النسبي في عمليات "حزب الله"، أطلق تهديدات مبطنة باستئناف العمليات العسكرية إذا لم تلتزم إسرائيل بالانسحاب.
وفي خطاب بتاريخ 4 يناير، أشار الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إلى احتمال اتخاذ خطوات عسكرية إذا لم يتم الوفاء بالاتفاق.
ويرى محللون إسرائيليون، أن الاتفاق يعاني من عيوب رئيسية، بما في ذلك ضعف إنفاذه والاعتماد على الجيش اللبناني الذي فشل سابقًا في تنفيذ اتفاقيات مشابهة.
نائب الأدميرال الإسرائيلي، إيليعازر ماروم، وصف الاتفاق بأنه "إشكالي للغاية"، معربًا عن الحاجة إلى المزيد من الوقت لاستهداف بنية "حزب الله" التحتية ومصادرة أسلحته.
مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في 20 يناير، يراقب الطرفان توجهات الإدارة الجديدة بشأن الشرق الأوسط. في الوقت ذاته، يواجه "حزب الله" تحديات داخلية في لبنان، حيث يُنظر إليه كخاسر رئيسي في الصراع.
رغم نجاح الهدنة في وقف القتال العنيف، تبقى التوترات مرتفعة مع احتمالية تجدد المواجهات إذا انهار الاتفاق؛ مما يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.