سباق مع الزمن.. هل ينجح ترامب في وقف حرب غزة قبل تنصيبه؟
سباق مع الزمن.. هل ينجح ترامب في وقف حرب غزة قبل تنصيبه؟
انضم ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف تحقيق تقدم في صفقة تشمل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن هذه الجهود تأتي كجزء من تعاون مشترك بين إدارة بايدن المنتهية ولايتها وإدارة ترامب القادمة، في محاولة لإنهاء الأزمة قبل يوم تنصيب ترامب في 20 يناير.
جهود أمريكية مكثفة
وتابع، أن انضمام ويتكوف إلى هذه المحادثات يمثل جزءًا من جهود مكثفة لتحقيق اختراق قبل تسليم السلطة رسميًا. ترامب، الذي حذر مرارًا من "عواقب وخيمة" إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه، يسعى إلى وضع حد للأزمة بشكل يضمن تعزيز موقعه في السياسة الخارجية فور توليه الرئاسة.
من جانبه، جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن هذه القضية إحدى أولوياته الرئيسية في الأشهر الأخيرة من ولايته، حيث يسعى لتحقيق تقدم ملموس يعكس التزامه بحماية الرهائن الأمريكيين وإرساء الاستقرار في المنطقة.
خلال مؤتمر صحفي عقده في منتجع مارالاغو يوم الثلاثاء، أكد ويتكوف أن المفاوضات تحقق تقدمًا، قائلاً: "نحن نحرز تقدمًا كبيرًا واتطلع للإعلان عن أمور إيجابية قبل حفل التنصيب".
في ذات السياق، أعاد ترامب التأكيد على تهديداته لحماس، معربًا عن إحباطه إزاء الوضع الراهن وقال: "إذا لم يعود الرهائن بحلول الوقت الذي أتولى فيه المنصب، فإن الشرق الأوسط سيشهد كارثة – لن يكون الأمر جيدًا بالنسبة لحماس أو أي جهة أخرى".
تفاصيل الصفقة
تشير التقديرات، أن حركة حماس تحتجز حوالي 100 رهينة في غزة، من بينهم سبعة أمريكيين، ووفقًا للاستخبارات الإسرائيلية، فإن نصف الرهائن فقط يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة، بما في ذلك ثلاثة مواطنين أمريكيين.
وتابع الموقع، أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن المرحلة الأولى منه قد تشمل إطلاق سراح 33 رهينة، منهم من هو على قيد الحياة ومنهم من يتم تسليم جثامينهم، ووقف إطلاق النار لمدة تتراوح بين ستة وسبعة أسابيع، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين بمن فيهم من أدينوا بتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين.
وفي أواخر ديسمبر، اختُتمت جولة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس دون تحقيق أي اختراق جوهري، رغم ذلك، أشار الوسطاء الأمريكيون والمصريون والقطريون إلى إحراز بعض التقدم، وإن كان غير كافٍ للتوصل إلى اتفاق نهائي.
استئناف المفاوضات
في الأسبوع الماضي، عادت الوفود الإسرائيلية إلى الدوحة لمواصلة المحادثات، بمشاركة بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، الذي انضم إلى المفاوضات يوم الأحد.
وأكد مسؤول أمريكي، أن المحادثات بين ويتكوف وماكغورك تُجرى بشكل منتظم وبنّاء، قائلاً: "هذه النقاشات تعكس حجم المخاطر، وهي ما يتوقعه الشعب الأمريكي. هدفنا المشترك هو إعادة الرهائن".
مع ذلك، أكد مسؤول إسرائيلي، أن الفجوات بين مواقف إسرائيل وحماس ما تزال كبيرة في جميع القضايا المطروحة. ورغم هذه العقبات، عبّر عن "تفاؤل حذر" بإمكانية التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة.
من جانبها، قللت حماس من شأن التهديدات التي أطلقها ترامب، وقال أسامة حمدان، أحد مسؤولي الحركة، يوم الثلاثاء: "شعب غزة يعيش أصلاً في ظروف تشبه الجحيم، ولا نخشى تهديدات ترامب".
وأضاف مسؤول آخر في حماس، أحمد عبد الهادي، أن القرار النهائي في يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقف الحرب في غزة وانسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية.
عقبات خلف الكواليس
يشير مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، أن محمد السنوار، القائد العسكري لحماس في غزة وشقيق القائد الراحل يحيى السنوار، يظهر تعنتًا في المفاوضات.
وبحسب التقارير، يرفض السنوار تقديم قائمة توضح حالة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق، بمن فيهم المرضى وكبار السن.
ورغم استمرار العقبات، يعمل الوسطاء على تحقيق اختراق قبل موعد تنصيب ترامب. ومع بقاء بضعة أيام فقط، تتزايد الضغوط على جميع الأطراف.
وبينما يعبر المسؤولون الإسرائيليون عن تفاؤل حذر، تبقى الشكوك قائمة بشأن ما إذا كانت الصفقة ستتحقق في الوقت المناسب.