هدنة الـ30 يومًا.. روسيا أمام اختبار صعب في حرب أوكرانيا

هدنة الـ30 يومًا.. روسيا أمام اختبار صعب في حرب أوكرانيا

هدنة الـ30 يومًا.. روسيا أمام اختبار صعب في حرب أوكرانيا
ترامب وزيلينسكي

مع توقيع أوكرانيا على مقترحات الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، يتزايد الضغط الآن على الكرملين لاتخاذ قرار بشأن قبول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا، وإن كان ذلك بشكل مؤقت، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.


تشير التصريحات الصادرة عن المسؤولين الروس إلى احتمال وجود اتصالات مع ممثلين أمريكيين "في الأيام القليلة المُقبلة"، لكنهم لم يوضحوا بعد ما إذا كانت شروط وقف إطلاق النار، كما تم تحديدها خلال المحادثات الأمريكية الأوكرانية في السعودية يوم الثلاثاء، ستكون مقبولة لديهم.

لحظة حاسمة


وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه بالنسبة لموسكو، هذه لحظة حاسمة قد تتطلب تقديم تنازلات صعبة إذا كانت جادة بشأن تحقيق السلام.


وتابعت أنه لطالما زعم الكرملين أنه منفتح على المفاوضات لإنهاء النزاع، لكنه أصر في الوقت ذاته على ضرورة تحقيق أهدافه الطموحة في الحرب، مثل السيطرة على جميع المناطق التي ضمّها من أوكرانيا.


وفي لقاء جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن يوم 28 فبراير، ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون بين البلدين والتوصل إلى حل سياسي للصراع القائم.


وفي الأسبوع الماضي فقط، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمام مجموعة من الأرامل والأمهات الباكيات لجنود روس قُتلوا في المعارك بأن موسكو لن "تتراجع أبدًا".


ومن المحتمل أن ينظر المتشددون الروس المؤيدون للحرب، الذين غالبًا ما يحظون بدعم ضمني من الكرملين، إلى وقف إطلاق النار باعتباره خيانة، ومع ذلك، قد يكون تقديم بعض التنازلات أمرًا لا مفر منه.

اجتماعات جدة


وقد عقد مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون وسعوديون اجتماعًا في جدة يوم الثلاثاء لمناقشة تفاصيل وقف إطلاق النار.


وتابعت الشبكة الأمريكية، أنه حتى إذا تمكن المفاوضون الروس من فرض شروطهم الخاصة على وقف إطلاق النار – مثل انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة كورسك، وهي الجيب الصغير من الأراضي الروسية الذي استولت عليه القوات الأوكرانية ويشهد معارك طاحنة الآن – فمن الصعب تخيل أن المطالب الإقليمية الأكبر لموسكو، ناهيك عن هدفها المتمثل في إخراج حلف الناتو من جناحها الغربي، ستتم تلبيتها.


وأضافت أن هذا التطور قد يُشكل أيضًا نقطة تحول حاسمة في العلاقة غير التقليدية بين بوتين وترامب، فالرئيس الأمريكي، الذي قدم حديثًا تنازلات وإطراءات لموسكو، قد يتوقع الآن من بوتين أن يبدي تجاوبًا مماثلًا.


وفي الواقع، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بعد انتهاء محادثاته مع المسؤولين الأوكرانيين في جدة، قائلًا: "الكرة الآن في ملعبهم"، في إشارة إلى الروس.


وقبل أيام قليلة فقط، زعم ترامب أن الروس "يمتلكون كل الأوراق". أما الآن، سواء كان ذلك مقصودًا أم لا، فقد يكون ترامب قد كشف عن مناورة بوتين السياسية.