باكستان تحت النار.. مواجهة دامية تُنهي أزمة اختطاف قطار
باكستان تحت النار.. مواجهة دامية تُنهي أزمة اختطاف قطار

تشهد باكستان تصعيدًا خطيرًا في التوترات الأمنية بعد مواجهة دامية استمرت لأكثر من 24 ساعة بين الجيش الباكستاني ومسلحين اختطفوا قطارًا واحتجزوا ركابه كرهائن وتعد هذه الحادثة واحدة من أخطر فصول التمرد المسلح الذي يضرب منطقة بلوشستان المضطربة والغنية بالمعادن منذ عقود، وفقًا لما نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
جماعة تحرير بلوشستان تتبنى الهجوم
أعلنت جماعة جيش تحرير بلوشستان وهي منظمة انفصالية مسلحة تنشط في إقليم بلوشستان مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف قطار جعفر إكسبرس الذي كان يحمل نحو 450 راكبًا خلال رحلته من مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان إلى مدينة بيشاور شمال البلاد.
ووفقًا للمسؤولين تعرض القطار لهجوم بإطلاق نار كثيف أثناء مروره عبر أحد الأنفاق في بداية رحلته مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا واحتجاز الركاب كرهائن.
عملية عسكرية واسعة للجيش الباكستاني
ردًا على الهجوم شنّت القوات المسلحة الباكستانية عملية عسكرية واسعة لمواجهة المهاجمين، وأفادت مصادر أمنية بأن المسلحين استخدموا النساء والأطفال كدروع بشرية ما زاد من تعقيد مهمة الجيش في التصدي لهم.
تحرير الرهائن والخسائر البشرية
بحلول صباح الأربعاء تمكنت القوات المسلحة من تحرير 155 رهينة وقتل 27 مسلحًا وأظهرت مقاطع مصورة ناجين من الحادث بدت على وجوههم علامات الخوف والإرهاق لكنهم تنفسوا الصعداء بعد نجاتهم وعودتهم إلى عائلاتهم.
شهادات الناجين
وأفادت إحدى النساء الناجيات بأن الهجوم كان أشبه بيوم القيامة، مشيرة إلى أنها فرّت من وابل الرصاص، وسارت على قدميها لمدة ساعتين للوصول إلى بر الأمان.
من جهته قال أحد الركاب ويدعى محمد أشرف إنه رأى أكثر من 100 مسلح على متن القطار، لكنه أكد أن النساء والأطفال لم يتعرضوا لأذى مباشر.
ضحايا ومصابون في الهجوم
أكدت الحكومة ومسؤولو السكك الحديدية أن الحادث أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص بينهم مدنيون وعناصر من قوات الأمن الباكستانية، بالإضافة إلى نقل العديد من المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
واتهمت مصادر أمنية المسلحين بالتواصل مع جهات داخل أفغانستان في إشارة إلى احتمال تلقيهم دعمًا خارجيًا.
ولطالما اتهمت الحكومة الباكستانية والجيش أفغانستان بإيواء جماعات مسلحة تُنفّذ هجمات داخل باكستان وهي مزاعم نفتها حكومة طالبان الأفغانية مرارًا.
أبعاد سياسية وأمنية للهجوم
يُمثل هذا الهجوم نقطة تحول كبيرة في تمرد جماعة جيش تحرير بلوشستان التي تسعى إلى تحقيق قدر أكبر من الاستقلال السياسي والتنمية الاقتصادية في المنطقة الجبلية الغنية بالمعادن.
رغم استمرار التمرد في بلوشستان منذ عقود فقد تصاعدت وتيرته في السنوات الأخيرة خاصة منذ خصخصة ميناء جوادر لصالح الصين، وهو مشروع رئيس ضمن مبادرة الحزام والطريق التي تقودها بكين.
يُنظر إلى ميناء جوادر على أنه مشروع استثماري واعد يحمل لقب دبي القادمة، لكنه بات يشكل كابوسًا أمنيًا بسبب الهجمات المتكررة التي تستهدف المركبات التي تنقل العمال الصينيين ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
تحذيرات من تصاعد الهجمات
يرى بعض المحللين أن هجوم الثلاثاء يعكس تطورًا في تكتيكات المسلحين، حيث أصبحوا أكثر جرأة ودقة في تنفيذ عملياتهم، مما يُشير إلى تصاعد خطير في التمرد المسلح الذي تُواجهه باكستان.