محلل تونسي: الجماعة الإرهابية هدفها نشر الفوضى الإعلامية وتشويه الحقائق

محلل تونسي: الجماعة الإرهابية هدفها نشر الفوضى الإعلامية وتشويه الحقائق

محلل تونسي: الجماعة الإرهابية هدفها نشر الفوضى الإعلامية وتشويه الحقائق
تونس

تشهد الساحة السياسية في تونس خلال الآونة الأخيرة موجة من الشائعات والأخبار المغلوطة التي يتم ترويجها عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يُثير التساؤلات حول الجهات المتورطة في نشر هذه الأخبار والأغراض السياسية وراءها.

في هذا السياق، يبرز دور جماعة الإخوان في تونس، حيث يُعتقد أنها قد تكون وراء جزء من هذه الحملة الإعلامية، في محاولة لاستعادة نفوذها السياسي الذي تراجع بشكل كبير بعد عام 2019.

التاريخ السياسي لجماعة الإخوان في تونس

تعود جذور الإخوان في تونس إلى ستينيات القرن الماضي، حيث أسّسوا تنظيم "النهضة" الذي يُعد فرعًا من تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، وبعد الثورة التونسية في 2011، تمكنت حركة النهضة من الوصول إلى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية، لكن بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد، فضلًا عن الخلافات الداخلية، بدأ نفوذ الحركة في التراجع تدريجيًا.

الشائعات كسلاح سياسي

في السنوات الأخيرة، تزايد الحديث عن دور جماعة الإخوان في نشر الشائعات واستخدامها كأداة لاستعادة مكانتها السياسية، ويعتقد البعض أن الحركة قد تستغل هذه الشائعات للضغط على الحكومة الحالية أو لإضعاف مصداقية المعارضة والشخصيات السياسية التي تختلف مع توجهاتها. تتنوع الشائعات بين نشر معلومات كاذبة عن الأوضاع الاقتصادية أو السياسية في البلاد، إلى استهداف شخصيات سياسية بعينها، مما يخلق حالة من الفوضى الإعلامية التي يصعب تصحيحها.

الآليات المستخدمة في نشر الشائعات

تلجأ جماعة الإخوان، بحسب بعض المحللين السياسيين، إلى استخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" لترويج الأخبار المزيفة، حيث تُساهم هذه المنصات في انتشار الأخبار بسرعة وبدون رقابة.

في كثير من الأحيان، تُغلف الشائعات بصيغة تحليلات أو تقارير صحفية مغلوطة لتبدو أكثر مصداقية. كما يستخدمون وسائل الإعلام المحلية التي ما زالت تحت تأثير الحركة أو حلفائها في بعض الأحيان.

ردود الأفعال والآثار السلبية

تستمر الشائعات في التأثير على الحياة السياسية في تونس، حيث يصعب على المواطنين التمييز بين الأخبار الصحيحة والمغلوطة، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، كما يساهم هذا التراكم من الشائعات في تآكل ثقة المواطنين في المؤسسات الحكومية والقوى السياسية المختلفة.

من جهة أخرى، تُواجه حركة النهضة تحديات كبيرة في ظل الضغط الشعبي المتزايد عليها، خصوصًا بعد الأحداث الأخيرة التي شملت تصعيدًا ضد قادتها، وهذا يعزز من فكرة أن الحركة قد تستخدم الشائعات كأداة لتحقيق أهدافها السياسية.


منذر قفراش، المحلل السياسي التونسي، أثار في تصريحات عدة تساؤلات حول الدور المحتمل لجماعة الإخوان المسلمين في تونس في نشر الشائعات بهدف زعزعة استقرار البلاد.

وأكد قفراش - في تصريح لـ"لعرب مباشر" - أن ما يحدث ليس مجرد حالات عابرة، بل هو جزء من خطة منظمة تهدف إلى إضعاف الحكومة الحالية وخلق حالة من عدم الثقة في مؤسسات الدولة.

وأشار إلى أن الشائعات التي يتم ترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي قد تكون مرتبطة بالجماعة، تُساهم في نشر الفوضى الإعلامية وتشويه الحقائق، مما يُساهم في تآكل الثقة الشعبية في الحكومة.

وأضاف أن هذه التكتيكات تنسجم مع محاولة الإخوان العودة إلى الساحة السياسية بعد تراجع نفوذهم منذ عام 2019.

قفراش أيضًا أبدى قلقه من محاولات بعض الأطراف استغلال الثغرات القانونية في النظام الانتخابي التونسي، والتي قد تكون جزءًا من مخطط أوسع يستهدف استعادة نفوذ الإخوان.

ودعا السلطات التونسية والمواطنين إلى ضرورة الوعي بهذه المحاولات التصعيدية والتصدي لها لضمان استقرار البلاد وحماية مؤسساتها من أيّة محاولات لزعزعة الأمن الوطني.