نداء الإمارات للسلام: دعوة عربية لحماية الأبرياء في فلسطين

نداء الإمارات للسلام: دعوة عربية لحماية الأبرياء في فلسطين

نداء الإمارات للسلام: دعوة عربية لحماية الأبرياء في فلسطين
رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد

في ظل تصاعد التوترات والأزمات، تبرز الإمارات كصوت ينادي بالعدالة والإنسانية، الانتهاكات المستمرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية لا تمر دون صدى، حيث تأتي الإدانة الإماراتية لتؤكد على ضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن، ومع كل قطرة دم تُراق، ومع كل نفس يُختطف تحت وطأة العنف، ترتفع الأصوات مطالبة بالسلام والحماية.

*الإمارات تدين الانتهاكات الإسرائيلية*

أدانت دولة الإمارات واستنكرت بأشد العبارات الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة التي ادت إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء، مؤكدة رفض دولة الإمارات القاطع لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية.

وشددت الوزارة على أن الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق.

وأكدت الوزارة ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، مؤكدة على أهمية أن ينعم المدنيون والمؤسسات المدنية بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية، وعلى ضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع.

*الضمير العربي*

يقول د. ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، تأتي الإدانة الإماراتية للأعمال الإسرائيلية كصدى لصوت الضمير العربي الجمعي، الذي ينادي بإلحاح لحماية الأرواح البريئة والممتلكات المدنية التي تُعتبر حجر الزاوية لأي مجتمع مستقر.

وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، هذا الموقف ليس مجرد تعبير عن التضامن، بل هو تأكيد على الالتزامات الأخلاقية والقانونية التي تحكم العلاقات الدولية، مضيفًا، أن هذا الاستنكار يأتي كدعوة ملحة للمجتمع الدولي للتحرك بشكل جماعي وحاسم لفرض احترام القوانين الدولية التي تحمي المدنيين في أوقات النزاع، ولضمان أن تظل البنية التحتية المدنية خارج دائرة الاستهداف.

وتابع صافي، إن الحاجة إلى تدخل دولي فعّال تتجاوز الإجراءات الدبلوماسية الرمزية، مطالبة بخطوات عملية تضمن تطبيق القانون الدولي بصرامة وتحمي حقوق الإنسان بلا تمييز.

في هذا السياق، تعكس الإدانة الإماراتية الرغبة في رؤية عالم يسوده العدل والسلام، حيث يتم التعامل مع الانتهاكات ليس فقط كجرائم ضد شعب معين، بل كجرائم ضد الإنسانية جمعاء، إنها تمثل نداءً للعمل الجاد من أجل حماية الأبرياء وضمان عدم تكرار مثل هذه الأفعال المؤسفة في المستقبل".

*وقف إطلاق النار ضرورة إنسانية*

في السياق ذاته، يقول المحلل السياسي الفلسطيني إياد جودة، أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار ليست مجرد خطوة استراتيجية في مسار الدبلوماسية الدولية، بل هي ضرورة إنسانية ملحة تهدف إلى وضع حد للمعاناة والخسائر في الأرواح. إنها تمثل الأمل في إنهاء الصراع المستمر الذي يحصد الأبرياء ويدمر الحياة اليومية للمدنيين.

وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إدانة الإمارات والدول العربية أمرًا هامًا، ولكن لكي تكون هذه الدعوة فعّالة، يجب أن تتبعها خطوات عملية وملموسة.

وتابع المحلل السياسي، من الضروري إنشاء آليات رقابة دولية قوية ومستقلة، قادرة على مراقبة الوضع على الأرض وضمان التزام جميع الأطراف بشروط وقف إطلاق النار. هذه الآليات يجب أن تكون مجهزة بالسلطة والموارد اللازمة للتدخل عند الضرورة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، ولتقديم تقارير موضوعية وشفافة حول أي انتهاكات قد تحدث.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك التزام دولي بدعم جهود السلام من خلال توفير المساعدات الإنسانية والدعم الاقتصادي والتقني لإعادة بناء ما دمرته الحرب. يجب أن يشمل هذا الدعم إعادة تأهيل المؤسسات المدنية وتعزيز القدرات المحلية لضمان استدامة السلام والتنمية.

وفي نهاية المطاف، يجب أن يكون الهدف هو تحقيق سلام دائم يستند إلى العدالة والاحترام المتبادل. يستحق الشعب الفلسطيني، مثله مثل جميع الشعوب، العيش في أمان وسلام، وله الحق في تقرير مصيره وبناء مستقبله دون خوف من العنف أو التهديدات.

 إن السلام الدائم ليس مجرد حلم، بل هو غاية يمكن تحقيقها من خلال الإرادة السياسية والتعاون الدولي.