أعلن قصر باكنغهام وفاة الأمير فيليب عن عمر يناهز 100 عام، وسادت حالة من الحزن على القصر الملكي وإرجاء بريطانيا، بعد وفاة الأمير المحبوب والذي كان صاحب أطول فترة حكم في بريطانيا وأطول زيجة في تاريخ العائلة المالكة والتي استمرت لما يقرب من 70 عامًا 

أطول فترة حكم

وقال القصر الملكي في بيان بعد ظهر اليوم بقليل: "توفي صاحب السمو الملكي صباح اليوم بسلام في قلعة وندسور".

وعاد الدوق، الذي كان أطول رفيق خدمة في التاريخ البريطاني، إلى قلعة وندسور في 16 مارس بعد أن أمضى شهرًا في المستشفى.

وقال بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني: إنه "ألهم حياة عدد لا يحصى من الشباب".

وقال القصر إنه سيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل "في الوقت المناسب".

وأضاف البيان أن "العائلة المالكة تشارك الناس في جميع أنحاء العالم في الحداد على فقدانه".

وأضاف رئيس الوزراء في حديثه في داونينج ستريت: "لقد ساعد في توجيه العائلة المالكة والملكية بحيث تظل مؤسسة حيوية بلا منازع لتحقيق التوازن والسعادة في حياتنا الوطنية".

وتابع: "لقد نال الأمير فيليب حب الأجيال هنا في المملكة المتحدة ، وعبر الكومنولث ، وفي جميع أنحاء العالم".

حزن بريطاني

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإنه مع انتشار أخبار وفاة الدوق في البلدة الملكية، بدأ الناس في التجمع خارج بوابات قلعة وندسور.

وترك السكان المحليون، بما في ذلك فتاة صغيرة، باقات الزهور عند مدخل القلعة.

وتسود حالة من الحزن في وندسور حيث يتأمل الناس بهدوء في أخبار وفاة الدوق، فكان هنا حيث أمضى أسابيعه الأخيرة بعد خروجه من المستشفى  قضاها آخر أيامه مع زوجته الملكة.

وقالت الوزيرة الأولى في أسكتلندا، نيكولا ستورجون، إنها "حزينة" لوفاة الدوق.

وغردت: "أبعث بأحر التعازي الشخصية - وتعازي سكوتجوف وشعب أسكتلندا - إلى جلالة الملكة وعائلتها".

وقال زعيم حزب العمال السير كير ستارمر: إن المملكة المتحدة فقدت "موظفًا حكوميًا استثنائيًا" ، مضيفًا أنه سيظل في الأذهان أكثر من أي شيء آخر "لالتزامه وتفانيه غير العاديين تجاه الملكة".

ووصفت وسائل الإعلام البريطانية الأمير فيليب بالضابط والزوج والأب.

وقال جوستين ويلبي ، رئيس أساقفة كانتربري: "لقد وضع باستمرار مصالح الآخرين على اهتماماته، وبذلك قدم مثالًا بارزًا للخدمة المسيحية".

وأضاف رئيس الأساقفة: "بينما نتعافى ونعيد البناء بعد التجربة الرهيبة لوباء الفيروس التاجي ، سنحتاج إلى الثبات والشعور العميق بالالتزام بخدمة الآخرين".

تاريخ حافل

ولد الأمير فيليب في جزيرة كورفو اليونانية في 10 يونيو 1921، وتزوج من الأميرة إليزابيث في عام 1947 ، قبل 5 سنوات من أن تصبح ملكة، وكانت أطول زيجة ملكية في تاريخ بريطانيا خدمة، حيث تخلى عن ألقابه اليونانية والدنماركية ليتزوج الملكة إليزابيث، كما غير دينه لإتمام الزيجة.

كان والده الأمير أندرو أمير اليونان والدنمارك، وهو الابن الأصغر للملك جورج الأول من اليونان.

وكانت والدته، الأميرة أليس، ابنة الأمير لويس من باتنبرج وحفيدة الملكة فيكتوريا.

وكان للأمير فيليب والملكة أربعة أبناء وثمانية أحفاد و 10 من أبناء الأحفاد.

وولد ابنهما الأول، أمير ويلز ، الأمير تشارلز ، عام 1948 ، تلته شقيقته الأميرة الملكية ، الأميرة آن ، في عام 1950 ، ودوق يورك ، الأمير أندرو ، في عام 1960 وإيرل ويسيكس ، والأمير إدوارد، في عام 1964.

للاحتفال بالذكرى السنوية لزواجهما الماسي في 20 نوفمبر 2007 ، أعادت الملكة والأمير فيليب زيارة برودلاندز حيث أمضيا ليلة زفافهما قبل 60 عامًا في نوفمبر 1947.

وفي مارس ، غادر دوق إدنبرة مستشفى الملك إدوارد السابع في وسط لندن بعد إقامة لمدة شهر لتلقي العلاج.

خضع لعملية جراحية في القلب في مستشفى آخر في لندن - سانت بارثولوميو.

وصية الأمير

وبحسب صحيفة "مترو" البريطانية، فقد عبر الأمير الراحل، عن رغبته بعدم إحداث ضجة بشأن جنازته كما أنه لا يريد أن يسجى جثمانه في قاعة وستمنستر، والتي تعتبر من المباني التاريخية، وتستخدم للاحتفالات العامة الرئيسية والتأبين.

ومن المقرر أن يتم دفنه في حدائق فروجمور في أراضي قلعة وندسور، حيث كانت الملكة تحب المشي.

ووصفه كاتب السيرة الملكية، جيلز براندريث، بأنه القوة الكامنة وراء العرش الداهية والثابتة والداعمة التي لا تفشل.

وعاش الزوجان الملكيان في مساكن منفصلة بعد تقاعد فيليب من الخدمة الملكية عن عمر يناهز 96 عاما في عام 2017.

وكان فيليب يقضي معظم وقته في التنقل بين قصر باكنجهام وقلعة وندسور ووود فارم في نورفولك، حيث يقضي الجزء الأكبر من وقته في Wood Farm.