توماهوك وقنابل خارقة.. التفاصيل السرية للضربة الأميركية على النووي الإيراني

توماهوك وقنابل خارقة.. التفاصيل السرية للضربة الأميركية على النووي الإيراني

توماهوك وقنابل خارقة.. التفاصيل السرية للضربة الأميركية على النووي الإيراني
قصف إيران

في لحظة بدا فيها أن الدبلوماسية قد تمنع الصدام، تحركت السماء بصمت، لم يكن أحد ليتخيل أن قاذفات الشبح الأميركية من طراز B-2 ستحمل رسائل الحرب من قلب ميزوري إلى أعماق الأراضي الإيرانية، في مهمة وصفتها واشنطن بأنها "حاسمة وساحقة"، وفيما كان العالم يترقب نتائج قمة مجموعة السبع، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حسم قراره: لن تنتظر واشنطن فرصة تفاوض قد لا تأتي، فجرى تنفيذ ضربة معقدة، متعددة الأذرع، استهدفت ثلاثة من أهم المنشآت النووية الإيرانية، ورافقتها غواصات أميركية أطلقت عشرات صواريخ "توماهوك" في عملية جرت بتكتم كامل تحت اسم رمزي هو "مطرقة منتصف الليل"، ورغم أن العملية كانت عسكرية في ظاهرها، فإن أبعادها الجيوسياسية تتجاوز بكثير مجرد استعراض قوة، فما الذي دار خلف الكواليس وكيف صيغ القرار وكيف نُفّذ بهذه الدقة المذهلة.

*ضربة موسعة*


في سردية مدهشة جمعت بين التعقيد التكنولوجي والحسابات السياسية، كشفت مصادر أميركية عن تفاصيل الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد مواقع نووية إيرانية، أبرزها منشأة "فوردو" في محافظة قم، والتي لطالما وُصفت بأنها الحصن المحصن في قلب الجبال.

العملية لم تكن وليدة اللحظة، بل جرى التخطيط لها في توقيت بالغ الحساسية، فخلال حضوره قمة مجموعة السبع، أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب البنتاغون بضرورة الشروع في وضع خطة ضربة موسعة، لكنه أبقى على خيار الإلغاء مفتوحًا حتى اللحظة الأخيرة، في حال ظهرت بوادر اختراق دبلوماسي، وفق ما أفاد به مسؤول رفيع لموقع "أكسيوس".

ترامب، الذي غضب علنًا من تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعية للتهدئة، بدا مصممًا على التحرك، وقال في إحدى جلسات القمة: "هذا الأمر أكبر من مجرد حرب.. إنه يتعلق بمستقبل الردع"، وفق تسريبات لوسائل إعلام أميركية.

*مطرقة منتصف الليل*


العملية حملت الاسم الرمزي "مطرقة منتصف الليل"، وشاركت فيها سبع قاذفات من طراز B-2 سبيريت، القاذفة الأغلى والأكثر تطورًا في الترسانة الأميركية، انطلقت من ولاية ميزوري إلى قاعدة في المحيط الهادئ، كجزء من خطة تمويه معقدة.

في الوقت نفسه، تحرك سرب آخر نحو الشرق مباشرة، قاطعًا أكثر من 12 ألف كيلومتر، مدعومًا بعمليات متكررة لإعادة التزود بالوقود جوًا.

اللافت، أن الرحلة استمرت 37 ساعة، هي الأطول في تاريخ المهمات الهجومية الأميركية من هذا النوع، حيث تناوب الطيارون على النوم داخل قمرة القيادة المجهزة بثلاجات وأفران ميكروويف ومساحة للراحة، في دلالة على مدى الاستعداد للعملية.

عند اقتراب القاذفات من أهدافها، اتجهت ست منها نحو منشأة فوردو شديدة التحصين، بينما وجهت الأخرى قنابلها نحو نطنز.

وفي اللحظة ذاتها، أطلقت غواصات أميركية من بحر العرب 30 صاروخ توماهوك، وُزّعت بدقة بين موقعي نطنز وأصفهان.

المشهد كان متناسقًا بشكل مذهل في السماء، ألقت القاذفات 12 قنبلة خارقة للتحصينات فوق فوردو وقنبلتين على نطنز، وفي الأعماق، أُغلقت فوهات الغواصات بعد تنفيذ المهمة وغاصت من جديد في صمت، طوال العملية، حافظ الطيارون على صمت لاسلكي شبه تام، لضمان السرية المطلقة.

فور انتهاء الضربة، أعلن ترامب من واشنطن أن "المنشآت الإيرانية تم تدميرها بالكامل"، ووجّه الشكر لأطقم القاذفات التي هبطت مجددًا في قاعدة "وايت مان" الجوية في ميزوري.

ووصف الضربة بأنها "قوية ودقيقة"، مشيرًا أن الخيارات المطروحة باتت اليوم بين "السلام الكامل أو الكارثة الشاملة".

*تصعيد إقليمي*


ومع أن واشنطن لم تعلن بعد الحصيلة التفصيلية للأضرار، تشير التقارير الأولية إلى أن فوردو تعرضت لدمار جزئي في بنيتها التحتية، وأن نطنز خرجت من الخدمة مؤقتًا، في حين تواصل الأقمار الصناعية تقييم ما جرى في منشأة أصفهان.

الضربة أثارت اهتمامًا عالميًا، ليس فقط بسبب أبعادها التقنية والعسكرية، بل بسبب ما تعنيه من تحوّل حاد في قواعد الاشتباك بين واشنطن وطهران.

ويخشى مراقبون، أن تكون هذه العملية بداية لمرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي، خصوصًا إذا ما قررت إيران الرد بعمليات غير متوقعة في ساحات النفوذ، من العراق إلى سوريا ولبنان، أو حتى داخل الخليج العربي.

ويرى محللون، أن اختيار "فوردو" كهدف رئيسي يحمل دلالة رمزية عميقة، إذ لطالما اعتُبرت المنشأة آخر خطوط الدفاع الإيرانية ضد أي تدخل خارجي في برنامجها النووي.

 وكان من المفترض أن تكون آمنة داخل الجبال، إلا أن التكنولوجيا الأميركية أثبتت قدرتها على اختراق التحصينات، وتوجيه الرسائل بقنابل بدل الكلمات.