قاتل ومهندس للفساد ... مَن هو "محمد باقر قاليباف" رئيس البرلمان الإيراني الجديد؟

قاتل ومهندس للفساد ... مَن هو
صورة أرشيفية

رغم كونه يعتبر صوتا للشعب، إلا أن السلطة الإيرانية ما زالت تحاول فرض هيمنتها على جميع الأجهزة والمجالس بها، لذلك انتخب مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان)، اليوم، النائب محمد باقر قاليباف القائد السابق في الحرس الثوري والسياسي المحافظ، رئيسا للمجلس في دورته الجديدة، لعام واحد، خلفا لعلي لاريجاني.


ووفقا لما ذكرته وكالة "فارس" الإيرانية، فقد حصل "قالیباف"  على 230 صوتا من أصوات النواب الحاضرين في جلسة المجلس اليوم، والبالغ عددهم 264 نائبا من أصل 290 نائبا، حيث كانت المنافسة أمام النائبين فريدون عباسي الذي حصل على 17 صوتا، ومصطفى ميرسليم الذي حصل على 12 صوتا.
كما تم انتخاب أمیر حسین قاضي زادة هاشمي بـ 208 أصوات وعلي نیكزاد بـ 196 صوتا ليكونا النائبين الأول والثاني لرئيس المجلس على التوالي.


من هو "قاليباف"؟


ولد "محمد باقر قاليباف" عام 1961 في مدينة مشهد، حصل على درجة الماجستير في الجغرافيا السياسية بجامعة طهران والدكتوراه في نفس المجال في جامعة "تربية مدرس"، حول التحقيق في تطور المؤسسات المحلية في إيران المعاصرة.


انضم للحرس الثوري عقب ثورة الخميني، وخلال الحرب الإيرانية العراقية أصبح قائدا للواء الإمام رضا، حيث وجهت له حينها اتهامات باستخدام الأطفال وطلاب المدارس لاكتشاف حقول الألغام، بينما قتل شقيقه خلال تلك الحرب.


وفي 1994، عين قائدا لمقر خاتم الأنبياء للإعمار، أحد الأذرع الاقتصادية للحرس الثوري، ثم تم تعيينه قائدا للقوات الجوية التابعة للحرس الثوري بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي عام 1997، وبعد عامين تولى رئاسة الشرطة عام 1999، ليجري عدة عمليات اعتقال واحتجاز جماعي للنشطاء الثقافيين والصحفيين والفنانين ونشطاء المجتمع المدني.


 كما تم تعيينه ممثلا للرئيس محمد خاتمي خلال حملة لمكافحة التهريب في عام 2002، وفي سبتمبر 2005، تم انتخابه عمدة لمدينة طهران من قِبل مجلس مدينة طهران، وسبق أن ترشح ثلاث مرات للانتخابات الرئاسية، لذلك وجه طموحاته إلى البرلمان.

هيمنة الحرس الثوري


يعتبر انتخاب "قاليباف"، البالغ من العمر 58 عاما، الذي ينتمي للتيار السياسي المحافظ، رئيسا جديدا للمجلس، خطوة تعزز من هيمنة المتشددين والحرس الثوري والمؤسسات الأمنية على السلطة.


وأثار فوزه حالة من الجدل الكبير، بسبب ارتباطه بفضائح فساد كبرى خلال فترة عمله عمدة لمدينة لطهران، من اختلاس وإهدار أكثر من 5 مليارات دولار، فضلا عن تورُّط حملته الانتخابية بعصابات الاتجار بالمخدرات.


وجهت له اتهامات بأنه دائم الخوض في الهوامش السياسية، وأنه لا يمتلك معرفة كافية بقوانين ولوائح البرلمان الإيراني، تخوله رئاسة البرلمان، أو خوض التجربة البرلمانية سابقا.

رئيس البرلمان الجديد "قاتل"!


ومن ناحيتها، أثار انتخاب "قاليباف"، غضب "مريم رجوي"، زعيمة المعارضة الإيرانية، حيث وصفته بـ"القاتل"، لتورطه في قتل الكثير من أبناء الشعب الإيراني وخاصة أعضاء "مجاهدي خلق".


كما اعتبرته "توأم الملا الجلاد رئيسي"، في إشارة إلى "إبراهيم رئيسي" رئيس السلطة القضائية في البلاد.
وقالت زعيمة المعارضة الإيرانية: إن قاليباف هو أحد الشخصيات الرئيسية في القمع والقتل، وهو أحد قادة السرقة والنهب في نظام الملالي، مشيرة إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي كان يخطط منذ فترة طويلة لإعداد مرشحين للفصائل المتنافسة وإجراء مسرحية انتخابية لمثل هذا البرلمان والحكومة.


وأكدت أنه "ليس هناك شك بأن اختيار قاليباف على رأس البرلمان الرجعي خطوة جادة نحو سقوط النظام".