أمير الدبلوماسية الثلاثية.. الوطن العربي يودع الشيخ صباح الأحمد
بعد مسيرة طويلة من العمل الإنساني والمساعي لتحقيق السلام العربي، رحل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، عن عمر يناهز ٩١ عاماً، متأثراً بمرضه، في أميركا، حيث نعاه الوطن العربي ببالغ الأسى والحزن.
وفاة الأمير
وقبل دقائق، أعلن الديوان الأميري الكويتي في بيان بثه التلفزيون الحكومي، وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي كان يخضع للعلاج بأحد المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية منذ يوليو الماضي.
وقال الشيخ علي جراح الصباح، وزير شؤون الديوان الأميري الكويتي، في بيان بثه تلفزيون الكويت: "ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت".
وقطع التلفزيون الكويتي الحكومي بثه المعتاد في وقت سابق، الثلاثاء، وبدأ في إذاعة آيات من القرآن الكريم.
نعي الدول العربية
ونعى الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وغرد "السيسي"، من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي الخاص بالتدوينات القصيرة "تويتر": "أنعى ببالغ الحزن والأسى وفاة المغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حيث فقدت الأمة العربية والإسلامية، قائداً من أغلى رجالها، وإذ أعرب عن خالص التعازي لدولة الكويت الشقيقة حكومةً وشعباً، وأدعو الله عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته، ويلهم أسرته الصبر والسلوان"، وجه السيسي بإعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء مصر لمدة 3 أيام، اعتباراً من اليوم الثلاثاء.
كما قدم مفتي الديار المصرية، شوقي علام، "خالص العزاء وصادق المواساة لدولة الكويت الشقيقة قيادة وحكومةً وشعباً"، مشيداً بجهود "فقيد الأمة العربية والإسلامية الملموسة، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، وما حققه من التقدم والتنمية في دولة الكويت الشقيقة".
ونعى الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، وفاة أمير الكويت، عبر حسابه بموقع "تويتر": "فقدنا اليوم أخاً كبيراً وزعيماً حكيماً مُحبّاً للأردن سمو الشيخ صباح الأحمد رحمه الله كان قائداً استثنائياً وأميراً للإنسانية والأخلاق، كرّس حياته لخدمة وطنه وأمته ولم يتوانَ في مساعيه الخيّرة عن بذل كلّ جهدٍ لوحدة الصف العربي، نعزي أنفسنا والشعب الكويتي الشقيق بهذا المُصاب الجلل".
كما نعى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أمير الكويت، معلناً الحداد لمدة 3 أيام اعتباراً من الثلاثاء، وتنكيس الأعلام في البلاد، وأيضاً نعى نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمير الكويت بالقول: "رحم الله أب الكويت الحاني.. وقلب الخليج النابض.. وأمير الإنسانية النبيل الشيخ صباح الأحمد الصباح.. حط رحاله عند رب رحيم كريم عظيم بعد أن خدم وقدّم وأكرم شعبه، تعازينا لإخوتنا وأحبابنا شعب الكويت.. ولكافة الشعوب العربية والإسلامية المحبة لأمير الإنسانية.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
من جانبه، وصف ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمير الكويت بأنه "رجل الحكمة والتسامح والسلام"، وقال في تغريدة على "تويتر": "رحم الله الوالد والقائد العربي الكبير الشيخ صباح الأحمد.. رجل الحكمة والتسامح والسلام، أحد الرواد الكبار في العمل الخليجي المشترك، ستظل مواقفه التاريخية المخلصة في خدمة وطنه وأمته والإنسانية، خالدة في ذاكرة الأجيال.. خالص عزائنا ومواساتنا إلى آل الصباح الكرام والشعب الكويتي الشقيق".
فيما أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون، عن "ألمه الشديد لغياب أمير دولة الكويت.. عن عمر قضاه في خدمة بلده وشعبه والدول العربية الشقيقة وقضاياها، وكان مثالاً للمروءة والاعتدال والحكمة، ويفقد لبنان بغياب الشيخ صباح شقيقاً كبيراً وقف إلى جانب اللبنانيين في الظروف الصعبة التي مروا بها خلال الأعوام الماضية. ولم يوفر جهداً إلا وبذله في سبيل استقرار لبنان ووحدته وسيادته، كما كان يسارع دائماً إلى دعم الشعب اللبناني الذي لن ينسى ما قدمه الراحل الكبير في المحن التي توالت على الوطن الصغير، لقد أعاد إعمار الكثير من مدنه وقراه التي تهدمت، وأسهم في إطلاق مشاريع عمرانية وإنمائية كثيرة. وقبل كل ذلك، كان الراحل الكبير الصوت الصارخ في المحافل الإقليمية والدولية دفاعاً عن الحق العربي عموماً وعن القضايا العادلة، وفي مقدمها قضية فلسطين.. وعندما اعتدي على الكويت، قاد الراحل الكبير مسيرة تكللت بتحرير أراضي الكويت وعودة السيادة كاملة من دون نقصان".
أيضاً نعى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، الأمير الراحل، قائلاً: "تنطوي بغياب أمير الكويت المغفور له بإذن الله.. صفحة من التاريخ العربي كتبها بحروف من ذهب رجل عظيم تنقل في مقاليد الحكم والمسؤولية على مدى عقود، زخرت بالإنجازات والنجاحات والمبادرات التي ستبقى راسخة في وجدان شعبه والشعوب الشقيقة، إنني باسمي الشخصي وباسم كتلة وتيار المستقبل أنعى إلى اللبنانيين حكيم العرب الشيخ صباح الأحمد، الشخصية الدبلوماسية والسياسية والقيادية العربية الفذة التي ناصرت قضايا العرب والمسلمين، ولم تتخلَّ عن لبنان في أصعب الظروف".
شائعات تسبق الوفاة
منذ صباح اليوم، تصدر هاشتاج "أمير الكويت" مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تداول رواد المواقع وبعض الصحف غير المعروفة أنباء عن وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في المستشفى الذي يتلقى العلاج به بالولايات المتحدة الأميركية، منذ يوليو الماضي.
وعقب ذلك، وفي أول رد رسمي على شائعات وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد نفى مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي ما تردد بشأن وفاة الأمير، حيث كتب الغانم في تغريدة على حسابه الشخصي على "تويتر": "اللهم ارزق أميرنا ووالدنا فوق عمره عمراً، وفوق صحته عافية، واجعل سعادته كظله ترافقه ولا تفارقه، وأبقه ذخرا وسنداً لبلده وأمته يا رب العالمين".
وفي 23 يوليو الماضي، توجه الصباح إلى الولايات المتحدة الأميركية، لاستكمال العلاج الذي بدأه في مستشفى بالبلاد، وذلك بناء على نصيحة الطاقم الطبي، حيث كان أجرى عملية جراحية بأحد مستشفيات الكويت، وقال وزير شؤون الديوان الأميري إنها تكللت بالنجاح.
وقبل ذلك، فوض أمير الكويت ولي عهده الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بممارسة بعض اختصاصاته الدستورية.