غضب عارم عبَّر عنه الشعب القطري على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ملاحظات ازدياد معدلات البطالة في قطر منذ أزمة المقاطعة العربية لقطر بسبب سياساتها المساندة والداعمة للإرهاب والجماعات المتطرفة، وزادت نسب البطالة بشكل غير مسبوق منذ تفشي وباء كورونا في قطر وتسجيلها أرقامًا هائلة عكست فشل حكومة تميم بن حمد في احتواء الفيروس والسيطرة عليه، آلاف التغريدات الغاضبة لشباب عجزوا عن إيجاد فرصة عمل بعد أن قامت معظم الشركات في قطر بتقليل عدد العاملين فيها، وآخرين يرغبون في تحسين دخلهم بعد قرارات القطاعات الحكومية والخاصة بتقليص الرواتب بشكل كبير.
 
الحكومة تؤكد قلة نسب البطالة ورغم ذلك.. لا تجد حلًا لها

من جانبهم وجه رواد مواقع التواصل الاجتماعي عدة رسائل للشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر طالبوه خلالها بالاهتمام بالشأن الداخلي القطري ومشاكل المواطنين بدلًا من توجيه كافة طاقته وطاقة حكومته لحل أزمات الدول الأخرى وعلى رأسها تركيا وإيران، مؤكدين أن متطلبات الشباب والشعب القطري أكثر أهمية بكثير من متطلبات بعض الشباب السوري الذين يقاتلون في ليبيا ويحتاجون لرواتبهم.

وأضاف الشباب القطري على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، قطر أصبحت تمتلئ بالشركات الوهمية التي لا تقبل توظيف أحد وتشترط على المتقدمين للعمل بها شروطًا غير منطقية، مما أصابنا باليأس من محاولة العثور على فرصة مناسبة رغم استمرار الإعلام القطري الرسمي في تصدير صورة أن قطر من أقل الدول في نسبة البطالة، كيف يصبح هناك بطالة في دولة تستقدم ملايين العمال من مختلف دول العالم، موضحين أن الأرقام الواقعية والحقيقية للعاطلين عن العمل في قطر تفوق بعدة أضعاف الأرقام المعلنة رسميًا.

وتابعوا، غلاء المعيشة خلال الفترة الماضية جعلنا ندرك جيدًا خطورة عدم وجود فرص عمل معظم من يعمل فينا يحتاج لعمل آخر لتعويض أزمة تخفيض الرواتب التي تبدوا أنها مستمرة لوقت طويل مع زيادة الاحتياجات والمتطلبات.

يُذكر أن  الكاتب القطري "فيصل محمد المرزوقي"، كان قد تحدث على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن نسبة البطالة في قطر الأقل في العالم ولا تتجاوز 1% هذه الإحصاءات الرسمية، ولكن الغريب أن هذه النسبة 1% يبدو أنها عصية على المعالجة من الجهات المعنية.

وأضاف المرزوقي شبابنا من الجنسين يرددون (أدور على شغل، ما خليت مكان ما قدمت فيه، لي سنة واثنين دون عمل) والصادم أن العاطلين جميعهم قطريُّو الجنسية وليس عمالة وافدة وجميعهم يحملون شهادات جامعية.

ونشر عدة محادثات بينه وبين شباب يبحثون عن عمل ويتم إجبارهم على العمل في تخصصات بعيدة كل البعد عن مجالات دراساتهم.
 
هروب المستثمرين السبب الأبرز في زيادة نسب البطالة

معاناة الاقتصاد القطري منذ المقاطعة العربية التي كانت السبب الرئيسي والمباشر في تقليل فرص العمل في قطر، وجاء تفشي فيروس "كورونا" ليزيد الأمور سوءًا بشكل غير مسبوق، مما دفع الحكومة لاستبدال استراتيجيات تبنتها منذ عقود بسبب نزوح الاستثمارات وكذلك انهيار مؤشرات البورصة وتخفيض تصنيفات البنوك والشركات، وبيع النظام القطري لحصص يملكها لتوفير السيولة بسبب تعويض تداعيات تفشي فيروس كورونا من جهة، ولتوفير السيولة التي يطلبها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من جهة أخرى لتحقيق المخطط الإخواني القطري التركي في ليبيا ومختلف الدول العربية.

وشكل تراجُع ودائع العملاء غير المقيمين بنسبة 24% منذ بدء مقاطعة الدوحة في يونيو 2017، أبرز الآثار السلبية على الاقتصاد القطري.

وفقدت البنوك القطرية نحو 40 مليار دولار من التمويلات الأجنبية بحسب صندوق النقد الدولي، كما تراجعت الاحتياطيات الأجنبية لمصرف قطر المركزي، حيث هبطت 17% منذ بداية الأزمة، لتصل إلى أقل من 37 مليار دولار بعد أن كانت أكثر من 45 ملياراً في عام 2016.

وبحسب خبراء، فإن البنوك القطرية لم تكن لتستمر لولا قيام الحكومة بزيادة الودائع الحكومية، فقد أظهرت بيانات المركزي القطري ارتفاع ودائع حكومة قطر وشركات القطاع العام بنحو مليارَيْ دولار و100 مليون لتصل إلى 84 مليار و900 مليون دولار في شهر مارس فقط، وذلك لتغطية نزوح رؤوس الأموال من البنوك القطرية وتهاويها أمام الخسائر المتلاحقة.
 
الأجانب مُفضَّلون على القطريين في قطر.. نحن مواطنون درجة ثانية في وطننا

في السياق ذاته، تقول "خديجة. م" 31 عامًا، نعلم أن حكومتنا كاذبة، وإحصائياتها لا تعكس الواقع نحن أسرة واحدة ولي 3 أشقاء رجال وجميعنا نعيش من أموال أبي لا أحد فينا يجد فرصة عمل مناسبة، وإذا طالب أشقائي بفرصة عمل عرض عليهم العمل في وزارة الداخلية أو الدفاع تحت إمرة بعض الضباط الأتراك ليتم إلقاؤهم في الشارع طوال اليوم مقابل رواتب هزيلة.

وأضافت خديجة، الأجانب يحتلون أعلى المناصب في قطر، ولا فرصة لشباب وبنات الوطن، فأنا أحمل ماجستير ولا أجد عمل مناسب لمجال دراستي فهل ذنبي أنني لست أجنبية أعيش في قطر.

وتابعت، سوء الإدارة الذي ندرك جميعًا أن سببه الواضح أن الحكومة القطرية غير متفرغة لحل المشاكل الداخلية للوطن، حيث يتكدس المرشحون للوظائف في مكان واحد، وهو وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، مما يسبب تأخيرًا وتشتيتًا للقوى العاملة، بسبب تكدس الطلبات، ولا أحد يفكر في أن تتولى كل جهة مسؤولية موظفيها ثم يخطروا وزارة التنمية الإدارية فيما بعد، مؤكدة أن الحلول أسهل ما يكون ولكن النظام الحاكم يشغل نفسه بأزمات خارجية ولا ينظر إلى الداخل القطري.

وأشارت خديجة إلى أن المسؤولين عن اللجان التي تبحث عن عمل للقطريين جميعهم مقيمون وليسوا قطريين ويفضلون العمالة الأجنبية على أبناء الوطن، لسهولة التحكم فيهم وعدم اعتراضهم مهما شاهدوا من فساد بحجة أنه ليس وطنهم ولا حق لهم في التدخل، لهذا يخشون من الموظف القطري الذي لن يسكت على الفساد المتفشي، لذلك نشعر في بلادنا بأننا مواطنون درجة ثانية.
  
إذا اهتم "تميم" بالداخل القطري نصف اهتمامه بالشؤون التركية والإيرانية لاختلف الحال

يقول حمد إسماعيل، 29 عامًا، الاقتصاد القطري ينهار أمام أعيننا منذ سنوات، وتحديدًا منذ أن تسبب نظام تميم بن حمد في مقاطعة أشقائنا لنا، وحاولت السلطات القطرية تصدير صورة للشعب بأنها قادرة على استيعاب تداعيات المقاطعة، إلا أن تفشي فيروس "كورونا" وتداعياته الاقتصادية جاءت كاشفة للأزمة الحقيقية التي يعاني منها الاقتصاد القطري.

وأضاف، نرى بأنفسنا أن الحكومة القطرية وعلى رأسها تميم بن حمد لا يهتمون بحل مشاكلنا، دائمًا نسمع عن تحركات الدولة لدعم النظام التركي أحيانًا والإيراني أحيانًا أخرى وتقديم المساعدات المالية لحزب الإصلاح في اليمن وتمويل الميليشيات المتطرفة في ليبيا وسوريا والعراق.

وتابع، الأزمة الحقيقية أن جميع الشباب القطري يدركون جيدًا أن في حالة اهتمام تميم بن حمد بالداخل القطري نصفَ اهتمامه بالشؤون التركية والإيرانية ودعم الاقتصاد الوطني بجزء من دعمه لجماعة الإخوان، لم نكن لنعيش تلك اللحظة التي يبحث فيها الشباب القطري عن فرصة عمل في بلادهم التي طالما قدمت ملايين فرص العالم لكل دول العالم.