شهر يونيو يؤرق قطر.. من المقاطعة الدبلوماسية للفضائح الرياضية
يبدو أن شهر يونيو سيظل مؤرقاً للنظام القطري، فمع الذكرى الثالثة للمقاطعة العربية للدوحة بسبب دعمها للإرهاب، تلقت حالياً عدة صفعات قوية ومتتالية في عدة مجالات، على رأسهم الرياضة التي تسعى فيها بضراوة لفرض نفسها على العالم.
منظمة التجارة العالمية
يعتبر آخر تلك الصفعات، هو إعلان منظمة التجارة العالمية، إسقاط 5 ادعاءات قطرية ضد السعودية، مشددة على أنه لا دليل على مزاعم الدوحة بشأن قرصنة حقوق البث في السعودية.
وأكدت أن إجراءات السعودية ضد قطر، كانت ضرورية وحتمية من أجل حماية أمنها، مشيرة إلى أن السعودية كانت تهدف من ذلك الإجراء إلى وضع حد للإرهاب الذي تثيره قطر.
وأضافت المنظمة العالمية: أن قطع السعودية لعلاقتها مع قطر، جاء بعد تنصل الدوحة من الاتفاقيات الدولية والإجراءات العالمية المتفق عليها، لذلك أقدمت المملكة على قطع العلاقة مع الدوحة لعدم تخلي الثانية عن دعم التطرف.
وتابعت أن السعودية قطعت العلاقة الدبلوماسية مع قطر لتدخلها بالشؤون الداخلية للبلدان ودعم الإرهاب، وهو ما أثبتته الوثائق المهمة التي تقدمت بها المملكة بشأن أخطار سياسات قطر، حيث ترى أن قرار فريق التحقيق لا يقبل بوجهة نظر قطر، ومن ثَمَّ جاء قرار إسقاط الدعاوى الخمسة ودعم الموقف السعودي.
ساركوزي وسان جيرمان
واحدة من الفضائح التي هزت قطر، هي الوثائق التي نشرها موقع "ميديا بارت" الفرنسي، وكشفت وجود مصالح شخصية بين قطر والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ما يعني شبهات فساد تحيط بدور كبير لباريس وراء فوز الدوحة بشرف تنظيم مونديال 2022.
وكشفت وثائق "ميديا بارت" تعرض ساركوزي لضغوط قوية من أجل الانحياز لقطر، بالإضافة لتوثيقها أنه بعد 6 أشهر من تلك الصفقة المشبوهة، تولى سيباستيان بازان، أحد المقربين من السياسي الفرنسي، إدارة عملية بيع نادي باريس سان جيرمان لقطر، ما أكد الشكوك حول تواجد صفقة سرية بين الطرفين.
وارتبط ساركوزي بملف شبهة منح قطر تنظيم مونديال 2022 لعلاقته مع ميشيل بلاتيني، الذي كان في تلك الفترة يشغل منصبي رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الدولي "الفيفا".
لاجاردير
ولذلك، تم الكشف عن فضيحة أخرى تورط فها ساركوزي، حيث إنه كان يشغل منصب المستشار القانوني لشركة "لاجاردير" الفرنسية قبل دخوله عالم السياسة وبعد خروجه من الرئاسة، فاتضح أنه قائد صفقة المونديال لصالحها على أكمل وجه.
الاستثمار في "لاجاردير" الفرنسية كان المقابل لدعم ملف قطر بالمونديال، حيث إنه عقب ذلك اشترت الدوحة أسهم فيها لمساعدة مالكها على الاحتفاظ بسلطة القرار هناك، وهو ما مثل فضيحة مدوية خلال الأيام الأولى من شهر يونيو لقطر.
فرنسا من جديد
لم يقتصر الأمر على ذلك النحو، حيث تورطت كشف الموقع ذاته في وثائق جديدة، تورط فرنسا في إنشاء شبكة قنوات "بي إن سبورتس" عام 2012، من خلال صفقة مشبوهة بين قطر ومسؤولين فرنسيين، بعد عامين من موافقة المكتب التنفيذي للفيفا على منح قطر حق تنظيم كأس العالم 2022.
وفضح التحقيق الاستقصائي لموقع "ميديا بارت" أن أطرافاً سياسية فرنسية دفعت قطر لإنشاء شبكة رياضية من أجل ضخ أموال ضخمة بهدف شراء حقوق بث مباريات الدوري الفرنسي، لتجنب إعلان الأندية المحلية إفلاسهم لتراجع دخلها بشدة حينها، في إطار صفقة المونديال المشبوهة.
وسرعان ما استجابت قطر، وأطلقت "بي إن سبورتس" فرنسا، واشترت حينها حقوق بث الدوري الفرنسي بعد منحة سرية من قِبل فريدريك تيرييز، رئيس الرابطة الفرنسية لكرة القدم، ما أسهم في إنقاذ كرة القدم الفرنسية.
هدايا ناصر الخليفي
ناصر الخليفي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة beIN الإعلامية، ورئيس مجلس إدارة شركة قطر للاستثمارات الرياضية، ومنصب الرئيس التنفيذي لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، وعضو مجلس إدارة في جهاز قطر للاستثمار منذ عام 2015، ورئيس الاتحاد القطري للتنس منذ عام 2008، يعتبر هو صاحب الرشاوى الرياضية الأكبر بالعالم، أحدثهم تم الكشف عنها منذ أيام.
تعددت رشاوى الخليفي من أحل استمالة الآخرين بهدف الحصول على حق استضافة مونديال كأس العالم 2022 وشراء بث عدد من أهم المباريات الرياضية العالمية، حيث تم الكشف عن عدد من الرسائل الإلكترونية التي تم تبادلها ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان وجيروم فالكي الأمين العام السابق للفيفا.
وتم رصد عدد من الرسائل بين الخليفي وفالكي ترجع لعام 2015 وتحديداً يوم 24 فبراير 2015، أي اليوم ذاته الذي زارت فيه لجنة خاصة من الفيفا قطر من أجل إجراء مناقشات تحضيرية بشأن كأس العالم 2022.