بعد رصدها في هونغ كونغ وانتشارها في أوروبا.. هل تعود أشباح كورونا بسلالة NB.1.8.1؟
بعد رصدها في هونغ كونغ وانتشارها في أوروبا.. هل تعود أشباح كورونا بسلالة NB.1.8.1؟

في وقت بدأ فيه العالم يسترد أنفاسه بعد سنوات عصيبة من مواجهة جائحة كورونا، عادت المخاوف إلى السطح مجددًا مع ظهور متحور جديد من الفيروس يُعرف باسم NB.1.8.1.
السلالة التي انطلقت من هونغ كونغ وسرعان ما رُصدت في المملكة المتحدة، أعادت التساؤلات القديمة: هل نقترب من موجة جديدة؟ وهل باتت البشرية أمام فصل جديد من الصراع مع الفيروس الذي غيّر ملامح العالم؟
وبحسب هيئة الصحة العامة في المملكة المتحدة، تم تسجيل سبع حالات مؤكدة بهذا المتغير في أيرلندا الشمالية، وسط مخاوف من وجود حالات غير مكتشفة بسبب سرعة انتشاره وتخفيه المناعي.
وعلى الرغم من تشابه الأعراض العامة للمتحور الجديد مع سابقيه من سلالات كورونا، فإن ما يثير القلق حاليًا هو تزايد ارتباطه بأعراض في الجهاز الهضمي لم تكن بارزة بهذا الشكل في النسخ السابقة.
حيث أبلغ عدد من المصابين عن شعورهم بالتهاب في الحلق، وسعال خفيف، وارتفاع في درجة الحرارة، إلى جانب آلام عضلية واحتقان في الأنف مصحوب بإرهاق عام.
غير أن اللافت هو ظهور مجموعة من الأعراض الهضمية غير التقليدية، مثل: الغثيان والقيء، وانتفاخ البطن، والإسهال أو الإمساك، بل وحرقة المعدة، وهي أعراض بدأت تُرصد بشكل متكرر وتستدعي مراقبة علمية دقيقة.
هذا التطور دفع منظمة الصحة العالمية إلى تصنيف NB.1.8.1 ضمن قائمة “المتغيرات قيد المراقبة”، خاصة بعد أن أظهرت البيانات ارتفاع نسبة الإصابة به عالميًا من 2.5% إلى 10.7% خلال أربعة أسابيع فقط.
سرعة الانتشار هذه، إضافة إلى قدرته على التحايل على المناعة المكتسبة من الإصابة السابقة أو التطعيم، جعلته أحد أكثر السلالات إثارة للقلق في الوقت الراهن.
وقد تم رصد المتحور الجديد في عدد من الدول إلى جانب هونغ كونغ، منها أستراليا والولايات المتحدة وتايلاند، إلى جانب وجهات سياحية أخرى في آسيا، ما يعزز من احتمالية انتشاره عالميًا بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا.
ورغم غياب الدلائل على أن السلالة NB.1.8.1 أكثر فتكًا من سابقاتها، إلا أن خصائصها التي تجمع بين سرعة الانتقال وظهور أعراض جديدة غير مألوفة، تضعها تحت المجهر العالمي.
ويتخوف عددٍ من الخبراء من أن تؤدي إلى موجة جديدة من الإصابات مع حلول الشتاء، ما لم تتخذ الجهات الصحية خطوات استباقية لمواجهتها.
في عالم ما بعد الجائحة، لم يعد التراخي خيارًا، ولا التطمينات العابرة كافية. التحورات الفيروسية تواصل مفاجآتها، والعالم مطالب بالبقاء في حالة تأهب دائمة. فالسلالة NB.1.8.1 ليست مجرد تطور في شجرة الفيروس، بل تذكير حاد بأن كوفيد-19 لم يُغلق ملفه بعد.. بل أعاد ترتيب صفحاته.