بعد رفض إرسال القوات أو الانضمام للناتو.. هل تخلَّى الغرب عن أوكرانيا خوفًا من حرب عالمية جديدة؟

رفض إرسال القوات أو الانضمام للناتو

بعد رفض إرسال القوات أو الانضمام للناتو.. هل تخلَّى الغرب عن أوكرانيا خوفًا من حرب عالمية جديدة؟
صورة أرشيفية

تدعم أكثر من 50 دولة أوكرانيا في دفاعها ضد الغزو الروسي واسع النطاق. ومع ذلك فإن صراع أوكرانيا الوجودي في أكبر حرب تشهدها أوروبا منذ عام 1945 يتوقف حالياً في الأساس على دولتين، وكانت الزعامة الأميركية، فضلاً عن الدعم المالي والمادي لكييف، تشكل ضرورة أساسية لبقاء أوكرانيا، فألمانيا هي ثاني أكبر مورد للأسلحة والمال، متقدمة بفارق كبير عن بقية الدول. 
 
تخلِّي الغرب عن أوكرانيا 

وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإنه قبل كل شيء، فرضت واشنطن وبرلين إستراتيجية واضحة المعالم على بقية مؤيدي أوكرانيا، حيث تعتمد على ثلاثة مبادئ، وسوف يساعد التحالف الغربي أوكرانيا، لكنه لن يرسل قوات حلف شمال الأطلسي إلى الأرض (وهذا، كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إرسال القوات لأوكرانيا يعني اشتعال الحرب العالمية الثالثة)، وسوف تدعم أوكرانيا بقدر ما يلزم وأخيراً، سوف تتعهد بالتزامات أمنية ولكن ليس بضمانات (سوف تحصل كييف على الأسلحة، ولكن ما دامت هناك حرب، فلن تحصل على عضوية حلف شمال الأطلسي مع وعدها بالدفاع المشترك). 

وتابعت أن المخاطر والجهود التي ينطوي عليها الأمر هائلة للغاية، حتى أن هذه الإستراتيجية تم تحديدها وإدارتها بواسطة كادر صغير ومتماسك على أعلى المستويات الحكومية، ونظير مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، هو مستشار الأمن القومي للمستشار أولاف شولتز، ينس بلوتنر. ويتعقبه عن كثب فولفجانج شميدت، اليد اليمنى لشولز في كل مكان، والذي يعد دوره النشط في السياسة الأمنية غير عادي إلى حد ما في منصب رئيس أركان المستشارية. 
 
مساعدات هائلة 

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن حجم المساعدات الأميركية والألمانية منذ اندلاع الحرب الروسية في فبراير 2022 مذهل بكل المقاييس، وقد أعلنت كل من واشنطن وبرلين للتو عن زيادات كبيرة وأن بايدن وشولتز، مثلهما كمثل مستشاريهما، ملتزمان بإخلاص بالدفاع عن أوكرانيا.  

وتابعت أن الأزمة هي أن الإستراتيجية الغربية مع أوكرانيا لا تعمل، وفشلت كييف في تحقيق أي انتصار، كما اعترف مؤخراً فاليري زالوزني، رئيس أركان قواتها المسلحة ويكافح حلفاؤها لتوفير الذخيرة والصواريخ التي تحتاجها كييف وفي الوقت نفسه، تستعد روسيا لشتاء آخر من قصف المدن ومحطات الطاقة الأوكرانية، وبناء اقتصاد الحرب واستخدام الانقسامات السياسية بين الغرب وبقية العالم كسلاح.  

وأضافت أن صعود اليمين المتشدد عبر الفضاء عبر الأطلسي، والحرب بين إسرائيل وحماس، يعملان بشكل خطير على الحد من النطاق الترددي لصناع السياسات، وفي زيارة قمت بها مؤخراً إلى برلين وإلى مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في بروكسل، وجدت الدبلوماسيين المتمرسين متحدين في حالة من الكآبة.