كتاب أميركي يلقي الضوء على قصص لم تُروَّ عن بطولات قوات النخبة الإماراتية في عدن
سلط كتاب أميركي الضوء على قصص لم تُروَّ عن بطولات قوات النخبة الإماراتية في عدن
كشف كتاب أميركي عن البطولات الفريدة لقوات النخبة الإماراتية وتضحياتهم، التي منعت ميليشيات الحوثي الإرهابية من السيطرة على مدينة عدن اليمنية، وساهمت في تحريرها من أيدي الميليشيات الإرهابية في 2015.
ونشرت مجلة" بروفايل بوك" الأميركية كتابا من تأليف الخبير الأميركي البارز الزميل في برنامج "ليفر" في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج مايكل نايتس حمل اسم"(25) يوماً إلى عدن) "القصة التي لم تُروَّ عن قوات النخبة الإماراتية في الحرب باليمن"، وصدر باللغتين العربية والإنجليزية.
الشهداء الإماراتيون الخمسة
ويتحدث الكتاب عن أبطال إماراتيين خاضوا المعركة إلى جانب شركائهم اليمنيين، وأفرد الكاتب جزءًا كبيراً من الكتاب للحديث عن الجنود الإماراتيين الـ (5) الذين استشهدوا في المعركة.
ونشرت صحيفة "ذا ناشيونال" الأميركية مقالة للمؤلف (مايكل نايتس) يروي فيها مهمته في إنجاز الكتاب الذي يروي الصراع وذروة تحرير مدينة عدن الساحلية في تموز (يوليو) 2015، مستنداً إلى كلمات الجنود والبحارة والطيارين الإماراتيين أنفسهم، وفق ترجمه موقع الأمناء نت.
وتساءل نايتس عن كيف كان شكل كتابة التاريخ العسكري الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب، باستخدام كلمات الجنود والبحارة والطيارين أنفسهم؟"، ليجيب بأن كتاب "(25) يوماً إلى عدن" يروي الصراع وعملية تحرير مدينة عدن الساحلية في أول معركة حقيقية في الحرب في اليمن، التي بدأت عندما طلبت الحكومة اليمنية الدعم الدولي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجامعة العربية.
قتال أشباح بجانب أهم ممر مائي
وأضاف نايتس أن الخليجيين كانوا كمن رسم خطاً في الرمال لمنع الحوثيين المدعومين من إيران من الهيمنة على الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية والاستيلاء على الممرات الملاحية الرئيسية التي تربط نصفي الكرة الشرقي والغربي عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وقال الكاتب الأميركي: "في الأيام الأولى للحرب، صعّدت الإمارات من وتيرة مساعدتها لمقاتلي المقاومة اليمنية في السيطرة على مدينة عدن الساحلية الجنوبية، وهي واحدة من أهم المواقع الاستراتيجية على المحيط الهندي، كونها ضمت أكثر الموانئ ازدحاماً في العالم قبل عقود فقط. وأوضح الكاتب أنه لو تمكن الحوثيون من السيطرة على عدن، فلن يقتصر الأمر على سيطرتهم على ثاني أكبر مدينة في اليمن بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء، ولكنّهم سيقبعون أيضاً على جانب أهم نقطة اختناق بحرية تسيطر على 20% من حركة النفط العالمية".
وأشار نايتس إلى رواية أحد الأبطال الإماراتيين قائلاً: "أخبرني أحد جنود القوات الخاصة الإماراتية أن حرب اليمن هي قصة قتال قوات النخبة العربية لأشباح من الجبل، بجوار أهم ممر بحري في العالم".
5 سنوات من العمل والتدقيق
وكشف نايتس أن الكتاب استغرق منه أكثر من (5) أعوام للبحث الدقيق والكتابة والتحقق من الحقائق، وذلك لأن المؤرخ العسكري يتحمل مسؤولية كبيرة، كون مهمته هي الحافظ على ذكرى أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلدهم ومن أجل زملائهم المحاربين"، وأردف: "يجب أن تكون كتابة التاريخ دقيقة تماماً قدر الإمكان، لأنّها هديتنا للأجيال القادمة. وهذا لا يعني فقط الاحتفال بالانتصارات والإنجازات التي نفتخر بها، ولكن أيضاً مواجهة الحقائق الصعبة واللحظات الحزينة، وتعلّم الدروس التي يمكن أن تساعد الوطن وجنوده من بحارة وطيارين على مواجهة تحديات جديدة".
وأوضح نايتس أنه لا بد من التحدث إلى العديد من المشاركين للعمل على الأحداث التي لم تدون في السجلات الرسمية، ويجب على المرء الاطلاع على السجلات للعثور على الأشياء التي ينساها البشر، لفهم المعركة بشكل أدق، يجب على المرء ، كما يحتاج المؤرخ أيضاً إلى إجراء أقرب دراسة خارطة للتضاريس ثم السير على الأرض، وهذا بالضبط ما فعله في عدن.
وقال نايتس: إنّه أجرى مقابلات مع المقاتلين اليمنيين والقوات الخاصة الإماراتية الذين تم إدخالهم سراً إلى الخط الدفاعي في عدن.
وشدد على أن معركة عدن هي قصة هذه الشراكة بين اليمنيين والإماراتيين الذين صمدوا أولاً، ثم عززوا المنطقة الدفاعية بحراس الفرسان الإماراتيين ومدفعية القوات البرية، وأخيراً شنوا هجوماً مفاجئاً على الحوثيين، الذين انتهى بهم المطاف مطرودين خارج عدن.
وأوضح: "عملت القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي الإماراتية على مدار الساعة، وفي ظل ظروف مروعة، لإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة ومواصلة القصف الدقيق والثقيل على العدو. لقد كان جهداً جماعياً حقيقياً؛ فالقوات الإماراتية والمقاومة بأكملها تتجه نحو هدف واحد هو مساعدة اليمنيين على تحرير عدن".
الحديث مع الأبطال الإماراتيين
ولفت نايتس إلى أنه من غير المعتاد السماح للغرباء بالتحدث إلى العسكريين الإماراتيين حول معاركهم، لكن أثناء بحثي وكتابة هذا الكتاب، قضيت مئات الساعات في المقابلات والعيش جنباً إلى جنب مع أفراد الجيش الإماراتي. في كثير من الحالات جمعت قصصهم أثناء انتشارهم على جبهات القتال في اليمن، خلال زياراتي إلى الخطوط الأمامية، وقد تفضلوا بتخصيص أمسياتهم وأوقات فراغهم لإعادة سرد قصة عدن من وجهة نظرهم.
وأشار نايتس أنه في أوقات أخرى قام بزيارتهم مع عائلاتهم في الإمارات.