مفاوضات القاهرة.. هل يتسبب غياب إسرائيل في تعطيل هدنة غزة؟

تسبب غياب إسرائيل في تعطيل هدنة غزة

مفاوضات القاهرة.. هل يتسبب غياب إسرائيل في تعطيل هدنة غزة؟
صورة أرشيفية

تجري في القاهرة مفاوضات بين حركة حماس و وسطاء مصريين وأمريكيين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد حربًا مستمرة منذ خمسة أشهر، لكن الجانب الإسرائيلي لم يشارك في الجولة الأخيرة من المحادثات، مطالبًا حماس بالكشف عن قائمة الرهائن الذين تحتجزهم، وتأمل واشنطن في إبرام اتفاق قبل بدء شهر رمضان، في حين تصر حماس على الحصول على اتفاق شامل ينهي الحرب نهائيًا، فهل يتسبب غياب المفاوضين الإسرائيليين في تعطيل الهدنة؟ 

وصل إلى القاهرة وفد من حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، للمشاركة في مفاوضات مع وسطاء مصريين وأمريكيين، بهدف التغلب على العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في القطاع.  

وكان من المتوقع أن ينضم إلى المفاوضات وفد إسرائيلي، الذي يشن حملة عسكرية على غزة منذ نوفمبر الماضي، ردًا على إطلاق صواريخ من القطاع على أهداف إسرائيلية. 

لكن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ذكرت، أن إسرائيل قررت مقاطعة المحادثات، بسبب رفض حماس الإفصاح عن قائمة الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم في غزة، والذين يقدر عددهم بأكثر من 200 رهينة، بينهم نساء ومصابين.  

وقالت الصحيفة: إن مسؤولين إسرائيليين أكدوا أنه "لا يوجد سبب لإرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة، ما لم تقدم حماس إجابات واضحة". 

وأفادت وكالة رويترز للأنباء، أن مسؤولا فلسطينيًا قال: إن المفاوضات لم تحقق تقدما ملموسًا، وأنه لم يصدر أي تعليق رسمي عن الجانبين.  

وأضاف المسؤول، أن حماس تريد الحصول على اتفاق شامل يضمن وقف الحرب نهائيًا، وإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وتخفيف الحصار الإسرائيلي على غزة، والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم التي هجروا منها بسبب الحرب. 
 
اتفاق الأسابيع الستة 

من جانبه، قال مسؤول أمريكي للصحفيين: إن هناك اتفاقًا مطروحًا على الطاولة، يقضي بوقف إطلاق النار لستة أسابيع، وإطلاق سراح عشرات الرهائن من النساء والأطفال وكبار السن والجرحى، وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، وتأجيل بعض القضايا الصعبة لمراحل لاحقة. 

وأكد المسؤول، أن إسرائيل وافقت على هذا الاتفاق، وأن الأمر يعتمد على موافقة حماس، وأعرب المسؤول عن أمله في إبرام الاتفاق قبل بدء شهر رمضان، الذي يبدأ بعد أسبوع تقريبًا. 

وتأتي هذه المفاوضات في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، حيث تهدد إسرائيل بشن هجوم واسع النطاق على رفح، المدينة الحدودية بين غزة ومصر، حيث يعيش أكثر من نصف سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وتقول إسرائيل إنها تريد تدمير الأنفاق التي تستخدمها حماس لتهريب الأسلحة والمقاتلين. وتحذر حماس من أن أي هجوم إسرائيلي سيؤدي إلى رد فعل عنيف. 

وفي سياق متصل، سيجتمع بيني جانتس، العضو في حكومة الحرب الإسرائيلية، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في واشنطن يوم الثلاثاء، لبحث الوضع في غزة والمنطقة. 
وسيزور المبعوث الأمريكي آموس هوكستين بيروت، غدا الإثنين، للعمل على وقف التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعد تبادل لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي. 
 
المدنيون يدفعون ثمن التعنت 

من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية: إن المدنيين الذين يعيشون مجاعة حقيقية في غزة الآن هم من يدفعون ثمن تعنت أطراف المفاوضات، موضحًا أن مصر بمساعدة الوسطاء يبذلون جهودًا كبيرة للاتفاق على هدنة الأسابيع الستة كبداية وحجر أساس للتفاوض حول انهاء الحرب. 

وأضاف لـ"العرب مباشر"، أن الهدنة القصيرة الأجل لن تحل المشاكل الجذرية في غزة، وأنه يجب أن تتبعها مفاوضات جادة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وسيادية، وحذر من أن أي تأخير أو تعطيل في تنفيذ الاتفاق سيؤدي إلى تجدد العنف والدمار في القطاع. 

وفي رأيه، فإن الدور الأمريكي في الوساطة هو مهم وضروري، لكنه ليس كافيا، وأنه يجب أن يشارك فيه أيضًا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى.  

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الصراع في غزة ليس مجرد نزاع بين حماس وإسرائيل، بل هو جزء من القضية الفلسطينية التي تحتاج إلى حل عادل وشامل ودائم. 
 
نتنياهو يماطل 

في السياق ذاته، يقول المستشار طه الخطيب، المحلل السياسي الفلسطيني: إن نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب لخدمة مصالحه. 

وأوضح الخطيب لـ"العرب مباشر"، أن نتنياهو ينتظر نتائج الانتخابات الأمريكية، آملا في فوز ترامب الذي يدعمه ويخفف من الضغوط الخارجية عليه. 

وأشار الخطيب إلى أن نتنياهو يطرح شروطًا جديدة في مفاوضات قطر بشأن تحرير الأسرى الفلسطينيين، وهذه الشروط تتناقض مع اتفاقية باريس 2، بهدف إرجاء حل النزاع، مضيفًا أن عجز نتنياهو عن تحقيق أي نجاح في قضية العثور على أسرى يزيد من الضغوط عليه خاصة. 

 وأضاف، أن زيادة الضغط العسكري سيؤدي إلى مزيد من خسائر إسرائيل في صفوف الأسرى لدى حماس بسبب الهجمات الإسرائيلية.  

وختم قائلًا: إن استمرار نتنياهو في هجومه وفقدان المزيد من الأسرى سيزيد من ضغط الشارع الإسرائيلي عليه، مما سيدفعه نحو التوصل إلى تفاهم واتفاق يوقف هذا الضغط.  

وذكر أن هناك اختلافًا في الآراء بين التقدم والتراجع بشأن تحقيق التسوية والوصول إلى اتفاق من جانب الإسرائيلي. وقال: إن وجود احتجاجات عامة داخل إسرائيل، بالإضافة إلى انضمام قطاعات أخرى مثل الهستدروت وأصحاب العمل، قد يسرع ويساهم في إزاحة نتنياهو.