مواجهات على الحدود ورئاسة شاغرة.. أين أصبح ملف رئاسة لبنان؟
مواجهات على الحدود ورئاسة شاغرة
مع استمرار المواجهات على طول الشريط الحدودي جنوبي لبنان، يزداد قلق اللبنانيين من تطور الأزمة نحو الأسوأ، بينما يبقى منصب رئاسة الجمهورية شاغراً دون أي بوادر لحل الأزمة.
اللجنة الخماسية تسعى لتقريب وجهات النظر
تسعى "اللجنة الخماسية" التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، لمساعدة لبنان في حل أزمته المستعصية.
وتشير مصادر إعلامية إلى اهتمام خاص يُوليه سفراء الدول الخمس، وبالتحديد السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري للإسراع في انتخاب رئيس للبلاد، بينما يبقى حزب الله أحد المعطلين الرئيسيين لعملية الانتخاب.
مسؤولية دستورية
من جانبه، قال محمد الرزّ المحلل السياسي اللبناني، إن الدستور اللبناني يلقي المسؤولية المباشرة على عاتق النواب لانتخاب رئيس للبلاد، تجنباً لفراغ السلطة. ويصف ما يحصل بـ"الانقلاب على الجمهورية والديمقراطية والدستور" من قبل الطبقة السياسية التقليدية.
وتابع الرزّ في تصريحات لـ"العرب مباشر": لبنان يحتاج إلى تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين عن الحراك الشعبي والمجتمع المدني والقوى المستقلة، تهدف إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون انتخابي جديد يضمن التمثيل العادل والشفافية.
وحذر من أن استمرار الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان يهدد بانهيار الدولة وانفجار الوضع الأمني والإنساني. ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفاعل لدعم الشعب اللبناني في مطالبه المشروعة وحماية سيادة واستقلال ووحدة لبنان.
ارتباط ملف الرئاسة بالأوضاع الأمنية
في سياق آخر، يقول منير ربيع، المحلل السياسي اللبناني، إن ملف الرئاسة أصبح مرتبطاً بتطورات الوضع جنوب البلاد، وتطورات غزة، ومفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل. ويؤكد الربيع لـ"العرب مباشر" على ضرورة إنجاز الانتخابات الرئاسية لتشكيل سلطة جديدة تشرف على عملية ترسيم الحدود وترتيب الوضع في جنوب لبنان.
وتابع المحلل السياسي: في هذه الظروف، يسعى سفراء الدول الخمس إلى توحيد وجهات النظر حول معايير الرئيس، والقضايا الملحة للمرحلة القادمة، والحكومة المناسبة، والخطط التي ستنفذ.
وأضاف: أن هذا الجهد مرتبط أيضا بالتجهيز لعقد اجتماع خماسي على مستوى السفراء لتبني هذه النتائج أو الاستنتاجات ثم إطلاع الشعب اللبناني عليها، مضيفًا أن هذا الأمر متصل بالمحادثات المتعلقة بتهدئة الوضع جنوب لبنان، وأي حل مقترح يجب أن يضمن التوازن في لبنان على مستوى السلطة السياسية، لأنه لا يمكن أن تأتي سلطة تفرض هيمنة طرف على آخر في ظل ما يحدث.
التحديات أمام لبنان
يواجه لبنان تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة، بدءاً من الأزمة الاقتصادية الخانقة، إلى الانقسام السياسي الحاد، والتهديدات الخارجية المتزايدة. ويبدو أن حل أزمة الرئاسة يشكل مفتاحاً لحل العديد من الأزمات الأخرى التي يعاني منها البلد.