خلافات تضرب صفوف المرتزقة في ليبيا.. ماذا يحدث؟

خلافات تضرب صفوف المرتزقة في ليبيا

خلافات تضرب صفوف المرتزقة في ليبيا.. ماذا يحدث؟
صورة أرشيفية

نشبت خلافات حادة بين المقاتلين السوريين الذين يعملون كمرتزقة في ليبيا، بسبب تخفيض رواتبهم من قِبل الجهات التي تستأجرهم، وأشار مصدر مطلع إلى أن بعض هؤلاء المقاتلين لم يعودوا إلى سوريا منذ أكثر من عام، في حين هرب آخرون إلى المدن الليبية للبحث عن فرص عمل أو هجرة.

وأضاف المصدر لـ"العرب مباشر": أن "المرتزقة" السوريين يمتنعون عن الذهاب إلى ليبيا، بعد أن تم خفض رواتبهم بمقدار 200 دولار شهريا، بعد انخفاض وتيرة القتال هناك، وكان هؤلاء المقاتلون يحصلون على حوالي 2500 دولار شهريا، مقابل المشاركة في الحرب الأهلية الليبية.

وتابع المصدر: إن هذا الخلاف يعيق عمليات تبديل المجموعات، التي كان من المفترض أن تتم كل ثلاثة أشهر، لكن بعض المقاتلين السوريين ما زالوا في ليبيا منذ أكثر من سنة، دون أن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم.

من جانبه، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 3000 مقاتل سوري موالٍ لتركيا فروا من القواعد العسكرية في ليبيا في سبتمبر الماضي، وانتشروا في المدن الليبية، بحثا عن عمل أو طريقة للهجرة إلى دول أوروبية.

وأشار إلى أن ليبيا تعتبر ممرا رئيسيا للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، في ظروف محفوفة بالمخاطر.

وذكر المرصد أن عدد المرتزقة السوريين في ليبيا كان يبلغ نحو 7000 مقاتل، قبل هروب جزء منهم. وأوضح أن بعض هؤلاء المقاتلين ينتمون إلى مجموعات مسلحة تدعمها تركيا في غرب ليبيا، وبعضهم ينضوي تحت ميليشيا فاغنر الروسية في شرق ليبيا.

وأشار المرصد إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها مقاتلون سوريون في حروب خارج بلادهم. وقال إن تركيا وروسيا أرسلتا آلاف المقاتلين السوريين كمرتزقة لصالح أطراف تدعمها في ليبيا وناغورني قره باخ، وفقا لوكالة فرانس برس.


وتشهد ليبيا الغنية بالنفط أعمال عنف منذ الإطاحة بزعيمها معمر القذافي في عام 2011، ومقتله في انتفاضة مدعومة بحملة قصف نفذها حلف شمال الأطلسي.

وباتت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا ميدانا للمعارك التي تخوضها ميليشيات قبلية وجهاديون ومرتزقة، وممرا رئيسيا لعبور المهاجرين اليائسين إلى أوروبا.

وأرسلت قوى أجنبية عدة مقاتلين وأسلحة، مؤججة حربا دموية بالوكالة، تعكس تباعدا وانقسامات جيوسياسية أكبر في الشرق الأوسط وداخل حلف شمال الأطلسي.