صانع الأزمات.. من هو زعيم البوليساريو إبراهيم غالي؟

يعد زعيم البوليساريو إبراهيم غالي صانع الأزمات

صانع الأزمات.. من هو زعيم البوليساريو إبراهيم غالي؟
إبراهيم غالي

يحفل تاريخ إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو بسلسلة من النزاعات والخلافات، وجمع غالي بين الشقين الدبلوماسي والعسكري في الجبهة التي تتنازع مع المغرب حول "الصحراء الغربية"، فمن هو إبراهيم غالي؟
 
من هو؟

وُلِد إبراهيم غالي عام 1949 في مدينة السمارة بالصحراء الغربية، وتشير تقارير إلى أنه لم يتلقَّ تعليما مدرسيا نظاميا، بل اقتصر تعليمه على كتاتيب بسيطة، وأصبح غالي أميناً عاماً للبوليساريو في التاسع من يوليو عام 2016، بعد وفاة أمينها العام السابق محمد عبدالعزيز، كما انتُخب في العام نفسه رئيسا للجمهورية الصحراوية التي أعلنتها الجبهة من طرف واحد عام 1976، وتقلد إبراهيم غالي خلال السنوات الـ10 الماضية مسؤوليات عدة، تتعلق بشؤون الأمن والدفاع وكان في ذلك الوقت أحد أشهر العسكريين الذين قادوا الجبهة ضد المغرب بين عامي 1976 و1986، وبعد اجتماعات مع محمد البصيري وغيره من السياسيين الصحراويين، قرر المجتمعون تشكيل "المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء الغربية" من الاستعمار الإسباني، عام 1969، بزعامة البصيري، وأصبح غالي أمين سرها، ويعتبر غالي أحد المؤسسين والقادة الأصليين لجبهة البوليساريو في عام 1973 وانتخب أول أمين عام للحركة في مؤتمرها التأسيسي.

وأصبح غالي وزيرا للدفاع، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1989، مع انتهاء الحرب مع المغرب، لكنه عاد وتقلد المنصب نفسه مرة أخرى بين عامي 1993 و1998، وفي عام 2013، رفعت ضده دعوى في إسبانيا بتهمة التعذيب والإبادة الجماعية والقتل والإرهاب، وتم تعليق القضية ثم استئنافها بعد أن توجه إلى إسبانيا في عام 2021 للعلاج، ومثل غالي الجبهة في العديد من المؤتمرات والمفاوضات الدولية، وعين ممثلا لها في إسبانيا بين عامي 1999 و2008، ثم سفيرا في الجزائر في عام 2008 وحتى 2016، عندما انتخب أمينا عاما للجبهة.

رجل النزاعات
 
ارتبط اسم غالي بسلسلة من النزاعات بشأن الصحراء الغربية جرت إليها إسبانيا وألمانيا، وتسببت في تصاعد تنافس إقليمي شامل بين المغرب والجزائر، والأخيرة أكبر داعم للبوليساريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية التي يعتبرها المغرب جزءا من أراضيه، وفي يوليو 2016، اختير إبراهيم غالي أمينا عاما جديدا للجبهة، ورئيسا لـ"الجمهورية العربية الصحراوية"، التي أعلنت الجبهة قيامها من جانب واحد، وتعد الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين المغرب وإسبانيا، العام الماضي، من أهم المحطات في تاريخ غالي بعد انتخابه أمينا عاما للجبهة، وتسبب وصوله إلى إسبانيا بسرية تامة، في أبريل 2021، لتلقي العلاج إثر إصابته بكوفيد-19 بهذه الأزمة، قبل أن تنتهي في مارس الماضي مع تغير مفاجئ في موقف مدريد من قضية الصحراء الغربية اعتبر منحازا لصالح الرباط، وخلال هذه الأزمة، دخل في مايو 2021 أكثر من 10 آلاف مهاجر في غضون 24 ساعة إلى جيب سبتة مع اتهامات للمغرب بالتراخي في عمليات التدقيق الحدودية، ووجهت اتهامات للرباط أيضا باختراق هواتف بعض أعضاء الحكومة الإسبانية بما في ذلك رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، وفي يونيو 2021، مثل غالي، عبر الفيديو من المستشفى الذي يعالج فيه، أمام قاضي تحقيق بالمحكمة الوطنية في مدريد في قضية التعذيب والاحتجاز المرفوعة ضدة بعد أن أعيد فتحها.
 
أزمة جديدة

وفي نوفمبر 2021، قال غالي: إن الجبهة قررت "تصعيد.. الكفاح المسلح" ضد المغرب لفرض سيطرتها على كامل أراضي الصحراء الغربية، وكانت الجبهة قررت، في 13 نوفمبر 2020، إنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991، ردا على عملية عسكرية مغربية لإبعاد مجموعة من عناصر البوليساريو، أغلقت الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا المجاورة، وعاد اسم غالي مرة أخرى إلى بؤرة الأضواء، قبل أيام، بعد استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد، له، على غرار رؤساء دول وحكومات آخرين حضروا قمة في تونس، وتحدث معه في القاعة الرئاسية بالمطار، وعلى إثر ذلك، استدعى المغرب سفيره في تونس، للتشاور، وردا على قرار المغرب، قررت تونس استدعاء سفيرها بالرباط، وقال المغرب: إن قرار تونس دعوة غالي لحضور ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا التي تستضيفها تونس "يعد عملا خطيرا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي".