في اختبار حاسم بعد اعتراف بالفشل.. من هو قائد الجيش الإسرائيلي الجديد

في اختبار حاسم بعد اعتراف بالفشل.. من هو قائد الجيش الإسرائيلي الجديد

في اختبار حاسم بعد اعتراف بالفشل.. من هو قائد الجيش الإسرائيلي الجديد
الجيش الإسرائيلي

وسط أجواء مشحونة وتصاعد في التوترات الأمنية، يتولى الجنرال إيال زامير قيادة الجيش الإسرائيلي في مرحلة مفصلية، تتزامن مع اعتراف المؤسسة العسكرية والسياسية بإخفاقها في منع هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، يأتي تعيين زامير ليحل محل هرتسي هاليفي، الذي دفع ثمن الإخفاق العسكري باستقالته، وسط ضغوط متزايدة لإعادة بناء ثقة الداخل الإسرائيلي بقدرة الجيش على الحسم، ومع تهديد الهدنة الهشة بالانهيار، يجد زامير نفسه أمام تحدٍ متعدد الجبهات، من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، وصولًا إلى التهديد الإيراني المتصاعد.

ملف ثقيل بانتظار زامير


مع تسلمه منصبه الجديد، يُواجه زامير تحديات هائلة تبدأ من استمرار العمليات العسكرية في غزة، ولا تنتهي عند تصاعد العدوان الاسرائيلي في الضفة الغربية، حيث نشر الجيش الإسرائيلي دباباته للمرة الأولى منذ عقدين.


ويرى المراقبون أن مهمته ليست مجرد قيادة عسكرية، بل إعادة تعريف استراتيجيات الردع الإسرائيلي، خاصة في ظل ضغوط الداخل الإسرائيلي لاستعادة هيبة الجيش.


وأكد زامير خلال مراسم تنصيبه أن الحرب مع حماس لم تُحسم بعد، قائلًا: "هذه لحظة تاريخية، حماس تلقت ضربات مؤلمة لكنها لم تُهزم بعد"، في إشارة واضحة إلى استمرار العمليات العسكرية في القطاع.

نهج صارم ضد إيران


لا تقتصر تحديات زامير على الساحة الفلسطينية، فالتوتر مع إيران يُشكل ملفًا رئيسًا في أجندته العسكرية.


في ورقة سياسات كتبها عام 2022، دعا زامير إلى نهج أكثر تشددًا لمنع طهران من تطوير برنامجها النووي، مشددًا على ضرورة اعتماد "إجراءات هجومية" لضمان تفوق إسرائيل العسكري.


رؤيته هذه تتماشى مع توجهات نتنياهو، الذي أكد أخيرًا أن إسرائيل تعمل على "إنهاء المهمة ضد محور الإرهاب الإيراني".

*خلفية عسكرية صلبة*


ينحدر زامير، البالغ من العمر 59 عامًا، من خلفية عسكرية متميزة، إذ بدأ مسيرته في سلاح المدرعات، على عكس معظم رؤساء الأركان السابقين الذين خدموا في وحدات النخبة مثل المظليين أو لواء غولاني.


خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، قاد عمليات واسعة في الضفة الغربية، بما في ذلك اجتياح مخيم جنين عام 2002، الذي شهد معارك ضارية بين قوات الأحتلال الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية.


تولى زامير مناصب بارزة عدة، منها قيادة المنطقة الجنوبية بين 2015 و2018، حيث أشرف على العمليات ضد أنفاق حماس.،كما شغل منصب نائب رئيس الأركان، حيث لعب دورًا في تنفيذ خطط عسكرية طويلة المدى لتعزيز قدرات الجيش.

*رؤية عسكرية حازمة*


يصف المقربون من زامير أسلوبه العسكري بأنه "صارم ودقيق"، وهو ما يُؤكده الجنرال الإسرائيلي السابق أمير أفيفي، الذي قال: "زامير يدرك طبيعة الحروب الكبرى ويعرف كيف يخوضها".
وأضاف أن القائد الجديد وضع مسبقًا "خطة مفصلة للغاية" للسيطرة على قطاع غزة بالكامل.


في المقابل، يرى بعض المحللين أن التحدي الأبرز الذي سيُواجهه زامير هو استعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي بالجيش، خاصة بعد الانتقادات التي طالت القيادات العسكرية لفشلها في احتواء الهجوم المفاجئ لحماس.


ويقول المتحدث العسكري السابق جوناثان كونريكوس إن زامير مطالب بإعادة هيكلة الجيش وتعزيز جاهزيته لمواجهة سيناريوهات حرب متعددة الجبهات.

إسرائيل في مواجهة عام القتال المستمر


في أول تصريحاته بعد توليه منصبه، قال زامير إن عام 2025 سيكون "عام القتال المستمر"، مشددًا على ضرورة تعزيز الاعتماد على القدرات الذاتية للجيش الإسرائيلي. التصريح يعكس بوضوح طبيعة المرحلة المقبلة، حيث من المتوقع أن تشهد إسرائيل تصعيدًا عسكريًا في أكثر من جبهة، في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية وغياب حلول سياسية مستدامة.


ومع تصاعد التهديدات، يجد زامير نفسه في موقف حساس، فإما أن ينجح في استعادة هيبة الجيش الإسرائيلي، أو أن يُواجه مصير سلفه، وسط مطالبات داخلية بمحاسبة القيادات العسكرية عن الفشل في منع هجوم حماس. فهل سيتمكن من قيادة الجيش نحو تحقيق الأهداف المعلنة، أم أنه سيكون مجرد حلقة جديدة في سلسلة من الإخفاقات؟