عقوبات أميركية تطال قيادات حوثية بارزة.. من هم وما دورهم؟
عقوبات أميركية تطال قيادات حوثية بارزة.. من هم وما دورهم؟

في إطار جهودها الرامية إلى تقويض القدرات العسكرية والمالية لجماعة الحوثي المدعومة من إيران، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على قيادات بارزة داخل الجماعة، وتشمل العقوبات سبعة مسؤولين متهمين بتهريب الأسلحة وجمع التمويل بطرق غير قانونية، إضافة إلى مسؤول آخر متورط في إرسال مقاتلين يمنيين للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، وجاءت هذه الخطوة بعد تصنيف الولايات المتحدة الجماعة رسميًا كـ"منظمة إرهابية"، ما يعكس تصاعد المواجهة بين واشنطن والحوثيين الذين كثّفوا هجماتهم ضد السفن الدولية في البحر الأحمر، مهددين خطوط الملاحة العالمية.
الشخصيات المستهدفة
*محمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثيين وأبرز مهندسي علاقاتهم الخارجية*
يُعد عبدالسلام، المقيم في سلطنة عمان، الوجه الدبلوماسي الأبرز لجماعة الحوثي، إذ لعب دورًا أساسيًا في تمثيل الجماعة دوليًا وإدارة مفاوضاتها السياسية. إلى جانب دوره كمتحدث رسمي، كان عبدالسلام مسؤولًا عن الإشراف على شبكات التمويل الداخلية والخارجية للحوثيين، حيث عمل على تأمين موارد مالية لدعم الأنشطة العسكرية للجماعة.
كما ساهم في توثيق العلاقات مع روسيا، حيث زار موسكو أكثر من مرة والتقى مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية، ونسّق مع عسكريين روس لترتيب زيارات وفود حوثية إلى روسيا بهدف تعزيز التعاون العسكري واللوجستي. وتُتهم الجماعة، بدعم من عبدالسلام، بتلقي مساعدات عسكرية روسية سرّية تشمل معدات دفاعية وتقنيات متطورة.
*إسحاق عبدالملك المرواني رجل الظل ومهندس التواصل الخارجي*
يُعد إسحاق المرواني أحد الشخصيات المقربة من محمد عبدالسلام، حيث لعب دورًا بارزًا في ترتيب اللقاءات رفيعة المستوى بين الجماعة ومسؤولين روس. يُعرف بكونه أحد المساعدين الرئيسيين لعبدالسلام، إذ شارك في وفود رسمية زارت موسكو لإجراء مناقشات مع مسؤولين من وزارة الخارجية الروسية، في محاولة لتعزيز الدعم السياسي والعسكري للحوثيين.
كما تولّى تنسيق الجهود الدبلوماسية لتوسيع نفوذ الجماعة إقليميًا ودوليًا، بما في ذلك توثيق العلاقات مع قوى أخرى مؤثرة، مثل الصين. وتُشير التقارير إلى أنه ساهم في تطوير استراتيجيات الحوثيين لكسب دعم دولي وتقليل الضغط عليهم، من خلال التفاوض على صفقات تسليحية ومساعدات لوجستية غير معلنة.
مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى ومسؤول ملف العلاقات مع بوتين
يُعتبر مهدي المشاط أحد أبرز الشخصيات القيادية في الجماعة، حيث يرأس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، وهو الهيئة التنفيذية التي تدير المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن. تولّى المشاط دورًا رئيسًا في تعزيز علاقات الحوثيين مع روسيا، وكان على تواصل مباشر مع القيادة الروسية، بما في ذلك الرئيس فلاديمير بوتين. كما أشرف على مفاوضات تهدف إلى الحصول على دعم عسكري روسي، سواء عبر شراء أسلحة أو تأمين تقنيات دفاعية متطورة. ووفقًا لوزارة الخزانة الأميركية، لعب المشاط دورًا بارزًا في تنسيق التعاون بين الحوثيين وموسكو، بما في ذلك الترتيب لصفقات سرية قد تشمل معدات عسكرية تستخدمها الجماعة في استهداف السفن بالبحر الأحمر.
محمد علي الحوثي القائد العسكري وصانع القرار السياسي
يُعد محمد علي الحوثي واحدًا من أكثر الشخصيات نفوذًا داخل الجماعة، إذ كان رئيس اللجنة الثورية العليا سابقًا وعضوًا بارزًا في المجلس السياسي الأعلى.
ووفقًا للعقوبات الأميركية، تولّى الحوثي مسؤولية التنسيق مع روسيا والصين لضمان عدم استهداف السفن التابعة لهاتين الدولتين خلال الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، في خطوة تعكس محاولات الجماعة للحفاظ على علاقاتها مع القوى الكبرى.
كما تورّط الحوثي في ترتيبات سفر وفود حوثية إلى موسكو لمناقشة الدعم الروسي، وسعى لضمان استمرارية إمدادات السلاح والتكنولوجيا للجماعة.
وتشير التقارير إلى أنه لعب دورًا بارزًا في تنفيذ استراتيجيات الجماعة العسكرية والسياسية، مستفيدًا من شبكة علاقاته الدولية لضمان استدامة نفوذ الحوثيين في اليمن.
علي الهادي رئيس غرفة تجارة صنعاء ومسؤول تمويل شراء الأسلحة
منذ تعيينه رئيسًا لغرفة تجارة صنعاء في مايو 2023، أصبح علي الهادي من أبرز الشخصيات المتورطة في عمليات التمويل السرية للحوثيين، حيث استخدم موقعه الرسمي كغطاء لإنشاء شبكة مالية معقدة تهدف إلى تمويل شراء الأسلحة والمعدات العسكرية.
ووفقًا لوزارة الخزانة الأميركية، اعتمد الهادي على شركات وهمية لتأمين صفقات تسليحية، وسافر إلى روسيا لمناقشة صفقات تتعلق بالحصول على معدات دفاعية متطورة. كما استغل نفوذه داخل القطاع التجاري في صنعاء لتوجيه الاستثمارات نحو مشاريع تعزز قدرات الجماعة العسكرية، بما في ذلك تمويل عمليات تصنيع الأسلحة محليًا.
عبدالملك العجري ممثل الحوثيين في المحافل الدولية ومسؤول التنسيق المالي
برز عبدالملك العجري كأحد المفاوضين الرئيسيين باسم الحوثيين في الاجتماعات الدولية، حيث شارك في وفود سياسية وعسكرية زارت موسكو، وعمل على توطيد العلاقات مع كبار المسؤولين الروس.
وتكشف التقارير أن العجري لم يقتصر دوره على التنسيق الدبلوماسي، بل امتد إلى الدفاع عن الجماعة في المحافل الإعلامية والاقتصادية، حيث أصدر بيانات رسمية تهدف إلى مواجهة العقوبات الدولية المفروضة على المؤسسات المالية المرتبطة بالحوثيين. كما شارك في تصميم استراتيجيات مالية لمساعدة الجماعة على تجاوز العقوبات الغربية، وتأمين قنوات بديلة لتحويل الأموال والاستثمار في مشاريع ذات طابع عسكري.
خالد جابر مسؤول التمويل غير المشروع وتنسيق عمليات التهريب
يُعد خالد جابر أحد العناصر الرئيسة في شبكة التمويل الحوثية، حيث لعب دورًا أساسيًا في تنظيم عمليات تحويل الأموال ودعم الأنشطة غير المشروعة للجماعة.
ووفقًا للولايات المتحدة، يتمتع جابر بعلاقة وثيقة مع المسؤول المالي للحوثيين، سعيد الجمل، حيث عملا سويًا على إنشاء شبكة سرية لتمويل العمليات الحوثية.
كما تورّط في ترتيب صفقات غير مشروعة تشمل تهريب الأسلحة والأموال عبر قنوات مالية ملتوية.
وشملت أنشطته السفر إلى روسيا للمشاركة في اجتماعات رسمية مع مسؤولين من وزارة الخارجية الروسية، في إطار مساعي الجماعة لتأمين دعم اقتصادي وعسكري مستدام.
عبدالولي الجابري متورط في تجنيد مقاتلين يمنيين لصالح روسيا
يُعد الجابري أحد أبرز المتورطين في إرسال مدنيين يمنيين إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب القوات الروسية.
ووفقًا للعقوبات الأميركية، قامت شركته "الجابري" بتنظيم عمليات نقل المرتزقة، حيث جرى استقطاب يمنيين عبر إغراءات مالية وإرسالهم إلى جبهات القتال الأوكرانية.
ويُشير تقرير وزارة الخزانة إلى أن الجابري استخدم نفوذه لتسهيل تجنيد هؤلاء الأفراد وتنسيق عمليات نقلهم إلى مناطق الصراع، ما عزّز من الروابط بين الحوثيين وروسيا على مستوى العمليات العسكرية.