خبير في أمن المعلومات: الإخوان تستخدم الإنترنت كسلاح دعائي لتزييف الوعي

خبير في أمن المعلومات: الإخوان تستخدم الإنترنت كسلاح دعائي لتزييف الوعي

خبير في أمن المعلومات: الإخوان تستخدم الإنترنت كسلاح دعائي لتزييف الوعي
شبكة الإنترنت

في ظل ما يشهده العالم من تصاعد في الحروب الإعلامية وحروب المعلومات، كشفت تقارير أمنية وإعلامية متقاطعة عن تصاعد نشاط جماعة الإخوان المسلمين على منصات الإنترنت، حيث تعمل الجماعة بشكل مكثف على توظيف الفضاء الإلكتروني كأداة رئيسة لتزييف الوعي وبث الرسائل التحريضية.

وبحسب محللين في شؤون الأمن الرقمي، تعتمد الجماعة على شبكة واسعة من الحسابات الوهمية واللجان الإلكترونية لإعادة إنتاج روايات مضللة، وترويج الأكاذيب، والتلاعب بالرأي العام، خاصة في القضايا السياسية والاقتصادية التي تخص مصر والمنطقة العربية.

وتعمل هذه الشبكات تحت غطاء إعلامي منظم، يشمل قنوات على يوتيوب وصفحات ممولة على فيسبوك وتويتر ومنصات أخرى، يتم من خلالها نشر محتوى مشوّه يستهدف تشويه صورة الدولة، وإثارة البلبلة، وبث مشاعر الإحباط والتشكيك في مؤسسات الدولة الوطنية.

وتُؤكد تقارير دولية أن الجماعة تعتمد على أساليب رقمية حديثة في التضليل، من بينها استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى مزيف، وتضخيم اتجاهات معينة عبر ما يُعرف بـ"التريند الصناعي"، إلى جانب التلاعب بالمقاطع المصورة وتزييف الصوت والصورة لخدمة رواياتها.

ويرى خبراء أن جماعة الإخوان باتت تتعامل مع الإنترنت باعتباره ساحة قتال بديلة، بعد تضييق الخناق على نشاطها الميداني والتنظيمي في عدد من الدول، مشيرين إلى أن الجماعة تستهدف بشكل خاص الشباب، عبر محتوى عاطفي وتعبوي يعتمد على التأثير النفسي والانفعالي أكثر من الحقائق.

وتحذر المؤسسات المعنية بمكافحة التطرف من خطورة هذا التوظيف السيبراني، باعتباره أحد أبرز أدوات "الاختراق الهادئ"، الذي يهدد استقرار المجتمعات، ويُعيد إنتاج خطاب الكراهية والفرقة داخل المجتمعات العربية.

في المقابل، بدأت بعض الدول اتخاذ خطوات لتعزيز المواجهة الرقمية مع هذا النوع من التهديدات، عبر رصد المحتوى التحريضي، وملاحقة الحسابات المرتبطة بالتنظيمات المتطرفة، إضافة إلى دعم المبادرات الإعلامية التي تنشر الوعي الرقمي وتكشف أساليب التضليل.

أكد الدكتور كريم سامي، خبير أمن المعلومات، أن جماعة الإخوان المسلمين تعتمد بشكل مكثف على الفضاء الإلكتروني كمنصة بديلة لبث رسائلها الموجهة وتزييف وعي المتلقين، في ظل تقلص نفوذها السياسي والتنظيمي على الأرض، مشيرًا إلى أن الجماعة "تتعامل مع الإنترنت باعتباره أداة هجومية منظمة تهدف إلى إرباك المجتمعات وتشويه الحقائق".

وأوضح سامي، في تصريحات خاصة للعرب مباشر ، أن الجماعة تستخدم شبكات من اللجان الإلكترونية والحسابات الوهمية لنشر الشائعات ومحتوى مضلل، مستغلة طبيعة المنصات الرقمية التي تسمح بسرعة الانتشار وغياب التدقيق، مشيرًا إلى أن "جزءًا كبيرًا من هذا النشاط يتم من خلال خوادم خارجية ومراكز تشغيل إلكتروني تتبع الجماعة في دول بعينها".

وأضاف أن الجماعة طورت أساليبها الرقمية خلال السنوات الأخيرة، بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعديل الصوت والصورة، مما يجعل بعض المواد التي يتم ترويجها "قابلة للتصديق" لدى المتلقي غير الواعي بخطورة التضليل الرقمي.

وأشار خبير أمن المعلومات إلى أن الجماعة تستهدف بشكل خاص الشباب والفئات المهمشة، من خلال محتوى عاطفي وهادف إلى زرع مشاعر الغضب والرفض، مضيفًا: "الهدف ليس فقط نشر أكاذيب، بل خلق حالة من التشويش الذهني والارتباك العام تجاه كل ما هو رسمي".

واختتم سامي تصريحه بالتحذير من خطورة ترك هذه المساحات دون رقابة أو وعي مجتمعي، مؤكدًا أن مواجهة التضليل الإلكتروني "يجب أن تتم من خلال إعلام رقمي موازي، وحملات توعية سيبرانية، وجهود تشريعية تحاصر منابر التحريض".