حرب غزة.. هل ستنجح المشاورات والمفاوضات في إنضاج الوساطة لوقف إطلاق النار؟

مشاورات لوقف إطلاق النار في غزة

حرب غزة.. هل ستنجح المشاورات والمفاوضات في إنضاج الوساطة لوقف إطلاق النار؟
صورة أرشيفية

أكثر من شهر على دمار قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس ضد إسرائيل، لتقوم الأخيرة بقصف مستمر واجتياح لقطاع غزة؛ ما أدى إلى دمار القطاع وسط معاناة مستمرة للسكان المقدرين بما يقرب من 2 مليون ونصف مواطن فلسطيني.

تحركات أممية وعربية تهدف إلى وقف إطلاق النار المستمر لأكثر من 35 يوماً وأكثر وأدى إلى قتل أكثر من 11 ألف مواطن فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال وهم الفئة الأكثر تضرراً بالحرب بعدما أوقعت الحرب أكثر من 4 آلاف طفل، وسط حصار بلا مياه وطعام.

تحركات سياسية من أجل وقف إطلاق النيران

وتسعى عدد من الدول العربية والأممية لمباحثات وقف إطلاق النار مع تسارع الحرب وزيادة العنف في قطاع غزة، حيث هناك سعي لوساطة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، تفضي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بطابع إنساني.

ذلك بعدما أعلنت واشنطن منذ أيام عن هدنة يومياً تقدر بساعات لوقف إطلاق النيران، ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن في ظل رفض إسرائيلي للهدنة سوى بتسليم الرهائن المقدرين حتى الآن بحوالي 250 شخصاً وأكثر من إسرائيل وجنسيات أخرى.

وتسعى الوساطة لإطلاق سراح الأجانب من المحتجزين مقابل هدنة بضعة أيام تسهم في تخفيف وطأة العمليات العسكرية الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ 7 أكتوبر.

مساعٍ عربية بتنسيق أميركي

وترغب الولايات المتحدة في تحقيق إنجاز على الأرض يمكن تسويقه في الداخل الأميركي، عقب تنامي الانتقادات حتى داخل الإدارة الأميركية لنهج البيت الأبيض في التعامل مع أزمة غزة، ومع الرغبة الأميركية ظهرت المشاورات بين مصر وقطر مؤخراً والتي تحمل رغبة أميركية لإنضاج وساطة تؤدي إلى ممرات وهدن إنسانية مؤقتة، وتسليم أسرى في أوضاع حساسة، خصوصاً كبار السن وأصحاب الأمراض، أو المدنيين منهم، وذلك بعد نجاح قطر ومصر في تسليم 4 من الرهائن للجانب الإسرائيلي في أكتوبر الماضي.

وتسعى حماس لتخفيف الضغوط الدولية عليها، ولكن مع ذلك تريد هدنة إنسانية لحماية المدنيين داخل قطاع غزة وهم الأكثر تضرراً بالقصف الإسرائيلي.

على نفس النهج القاهرة 

كان أبرز قيادات المكتب السياسي لحركة حماس قد توجه إلى العاصمة المصرية للقاء الوزير عباس كامل، مدير المخابرات العامة المصرية، وبالطبع كان الوضع في غزة، هو العنوان المعلن للقاء من دون إعلان للتفاصيل، ويهدف بشكل أساسي للهدنة لمدة ثلاثة أيام مقابل تسليم 12 رهينة ولكنهم من المدنيين لدى حماس.

وقال الباحث السياسي، مختار غباشي، إن إمكانية التوصل إلى هدنة أطول من هدنة الساعات الأربع التي فشلت بعد إعلان الولايات المتحدة عنها عن طريق الجهود المصرية - القطرية والتي يمكنها أن تبلور اتفاقاً أكثر صموداً بفضل العلاقات والانخراط الإيجابي الذي تمتلكه تلك الدول مع أطراف مؤثرة في معادلة الصراع مثل حماس وإسرائيل.

وأضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن قطر لديها حضور قوي في هذا الملف بفعل اتصالاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة وإيران وحركة حماس نفسها، ولذلك فإن البحث عن مشاروات الهدنة مثمر جداً من الجوانب المعلنة، ولكن في نفس الوقت تسعى القمة العربية لإعلان ما بداخل العرب من ضغوطات على كل الجوانب، حيث يسعى العرب لضمان العلاقات مع الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل بشدة في ظل أن إدارة بايدن لا تريد الخسارة الإستراتيجية مع العرب أيضاً في ظل تنامي صيني وروسي في المنطقة.