الصفقة المشبوهة

أبرم المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر أحمد طنطاوي صفقة مشبوهة مع الإخوان

الصفقة المشبوهة
محمود بدر.. صحفي مصري  عضو مجلس النواب.. مؤسس حملة تمرد

مثل الغريق الذي يبحث عن "القشة" ليتعلق بها وجدت جماعة الاخوان الإرهابية قشتها في المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي ، فقد بحثت الجماعة كثيرا عن أي شخص يمهد لها العودة أو يفتح لها بابا من الأمل لتعود مرة أخرى إلى الحياة السياسية المصرية عقب طردهم شر طردة من المشهد السياسي بعد ثورة ٣٠ يونيو ، ويبدو أنها وجدت في شخص الطنطاوي هذا الأمل .

فالرجل أثبت خلال هذه الفترة القصيرة أنه يمكن أن يتحالف مع الشيطان في سبيل الوصول إلى حكم مصر ، فلا يهمه إذا كانت هذه الجماعة هي إرهابية بحكم القانون المصري وأحكام القضاء ، ولا يهمه أن هذه الجماعة وأتباعها قتلوا ما يزيد عن أربعة آلاف مصري في عملياتها الإرهابية المختلفة إلر جانب آلاف الجرحى من المدنيين وضباط ومجندي القوات المسلحة والشرطة المصرية.

ليس لدى الطنطاوي مشكلة مع إعلام الجماعة الذي يتواجد برعاية مخابرات أجنبية والذي يعمل ضد مصالح الدولة المصرية ويبث الفوضى والأكاذيب آناء الليل وأطراف النهار ، وليس لديه أي مشكلة في أن يلتقي واجهة المخابرات الأجنبية أيمن نور في لبنان ليكون الراعي الرسمي لاتفاقه مع الجماعة الإرهابية وتظهر بوادر هذا الاتفاق في الدعم اللامحدود الذي يقدمه إعلام الجماعة وإعلاميوها ولجانها الإلكترونية لصالحه وفي المقابل يعلن مدير حملته الانتخابية أبو ديار أن المرشح ليس لديه أي مانع من التصالح مع الجماعة الإرهابية وبدلا من أن يعدل المرشح من هذا التصريح فيخرج ليقول إن مصر ليس بها أزمة من الأساس حتى نتحدث عن مصالحة! بل ويزيد أن موضوع الإخوان هو مجرد فزاعة تستخدمها السلطة لمحاولة فرض الوصاية علي المجتمع ويتساءل بكل سذاجة وهل المجتمع يحتاج إلى حماية؟!  

بالطبع لم يستمع الطنطاوي إلى الأصوات التي تقول إن ان المجتمع المصري واجه هذه الجماعة ودفع ثمن هذه المواجهة من دماء أبنائه وأن يستمع إلى أنين آلاف الأمهات اللاتي فقدت فلذات أبنائهن في مواجهات مع إرهاب هذه الجماعة الخائنة.
لن يستمع إلى أصوات الأجراس التي كانت تدق لتستغيث بالجيش والشرطة لحمايتها من الحرق بأيادي أنصار هذه الجماعة ، الذين حرقوا ودمروا أكثر من ٨٠ كنيسة في يوم واحد عقب فض بؤرة رابعة الإرهابية. 

كما لن يجيب طنطاوي عن الأسئلة المشروعة عما دار في اللقاء بينه وبين أيمن نور ومن أجمل نفقات تواجده في لبنان لمدة عام كامل أو من ينفق على حملته الانتخابية ، كل هذه الأسئلة وأكثر منها سيتجاهلها المرشح المحتمل فهو لا يهتم بشيء سوي إتمام الصفقة المشبوهة بينه وبين الجماعة الإرهابية ، صفقة يبدو أنه مصمم على اكتمالها حتى لو كان الثمن فيها هو تصريح لمستشاره السياسي المتواجد في باريس يدعو فيه إلى فتح معبر رفح في نفس الوقت الذي طالب فيه أحد المتحدثين العسكريين الإسرائيليين بمطلب مشابه ليكون هدفهم معا نقل المشكلة الفلسطينية وتصديرها إلى سيناء لتتحول غزة من خنجر في ظهر إسرائيل يذكرها دائما بوجود ملايين الفلسطينيين لهم حقوق سيحصلون عليها مهما طال الزمن ، فتتحول المشكلة إلى مصر وتتحول إلى وقيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني .

كل هذا لا يهم الطنطاوي ومستشاريه وفريق حملته وبالطبع لا يهم الإخوان فقد حاولوا إتمام هذه الصفقة المشبوهة من قبلهم  .

ولكن ما يهم الطرفين هو إتمام الصفقة المشبوهة بينهم ولكن تناسوا أن هناك شعبا مصريا واعيا لن يقبل بعودة القتلة مرة أخرى أو بتسليم بلاده إلى الفوضى مهما كانت صعوبة الظروف.