جرائم حرب بالجملة.. راهبة تروي اغتصابها على يد جنود الجيش الإثيوبي
تعرضت راهبة إثيوبية لاغتصاب علي يد جنود آبي أحمد
كشفت راهبة من إقليم تيجراي عن مأساتها المروعة، بعدما تعرضت للاغتصاب الوحشي على يد قوات أبي أحمد أثناء اقتحامهم للإقليم، خلال عمليات إبادة وحشية لسكان الإقليم من عرقية التيجراي.
اعتداءات جنسية
وكشفت تقارير عدة عن انتهاكات وحشية ارتكبتها القوات الإثيوبية بحق مواطنين إثيوبيين من عرقية التيجراي، بدءًا من عمليات القتل الجماعية، وصولاً إلى اغتصاب نساء وفتيات واعتبار المناطق المدنية امتدادًا لساحة المعركة.
وحسبما أوردت "سى إن إن"، قالت براميلا باتن، مسؤولة الأمم المتحدة العليا المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، في أبريل الماضي، إن "نساء وفتيات تيجراي يتعرضن للاعتداء الجنسي بقسوة بالغة".
تسجيل 1000 حالة اغتصاب
وكشفت تقارير إعلامية، عن شهادات المسعفين الذين أكدوا أنهم أزالوا المسامير والحجارة من جثث الضحايا.
ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، سجلت المرافق الصحية المحلية في تيجراي أكثر من 1000 حالة عنف جنسي في غضون ثلاثة أشهر فقط. وعلاوة على ذلك، فإنه في كثير من الأحيان، يمنع الخوف ووصمة العار العديد من الناجين من التقدم للإبلاغ عن محنتهم.
اغتصاب راهبة
وكشفت الراهبة تيمتو أفورقي عن حالة إنسانية مؤثرة ومحزنة بسبب وحشية الجنود التابعين للحكومة الفيدرالية الإثيوبية برئاسة آبي أحمد، التي اقتحمت الإقليم منذ فبراير، وشنت حرب إبادة واسعة ضد أبناء الإقليم الواقع في شمال إثيوبيا.
وفي تصريحات لمحطة تلفزيونية تابعة لإقليم تيجراي، كشفت الراهبة تيمتو أفورقي، التي تبلغ من العمر 65 عامًا، عن مأساتها، مؤخرًا، بعدما تأكدت من سيطرة جبهة تحرير تيجراي على المنطقة، وأنه لن يصيبها المزيد من الضرر إذا ما كشفت عن المأساة التي عاشتها أثناء الإبادة الجماعية التي تعرض لها سكان الإقليم عام 2020، على أيدي الجيش الإثيوبي والقوات التابعة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد من إقليم أمهرة وجنود إريتريا.
تفاصيل مروعة
وروت الراهبة أفورقي التي كرست حياتها للعبادة، رافضة الزواج، عن مشاهد مروعة وجريمة لا إنسانية تعرضت لها على يد القوات الإثيوبية التي اقتحمت إقليم تيجراي، ومارست أبشع أنواع الإبادة ضد مواطني الإقليم.
وقالت الراهبة تيمتو أفورقي: إنها عاشت حياتها لله والصلاة في الأديرة داخل إثيوبيا وخارجها، وعاشت لأكثر من عقد في الدير الأرثوذكسي الإثيوبي التاريخي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوفيت أختها فجأة قبل بضع سنوات تاركة وراءها أطفالها الصغار، لذا كان على الراهبة المسنة أن تعود إلى إثيوبيا وتحديدًا إقليم تيجراي للاعتناء بأبناء شقيقتها.
وفي مدينة حميرة غرب تيجراي، عاشت الراهبة تيمتو أفورقي مع ابنتي أختها وابن أخيها، إلى أن بدأت حرب الجيش الفيدرالي الإثيوبي على الإقليم، وبدأت معها فظائع الإبادة الجماعية التي مارستها قوات آبي أحمد على أهل تيجراي في 2020.
وأشارت أفورقي إلى أن مأساتها جاءت في أواخر نوفمبر 2020، عندما داهم ثلاثة جنود إريتريين وميليشيا أمهرة التابعة للجيش الفيدرالي الإثيوبي منزلها وأخرجوها بالقوة من المنزل واغتصبوها في الأماكن العامة، مؤكدة أنهم قاموا باغتصابها عدة مرات، واصفة الأمر بأنه أصبح بمثابة "ألم ثقيل يجثو فوق قلبها".
وتقول الراهبة الإثيوبية إنها لم تكن تجرؤ على الاعتراف بما وقع بحقها إلا بعد التأكد من عودة قوات تحرير شعب تيجراي إلى الإقليم وتحرير أجزاء كبيرة منه، لذا بقيت تعاني آلامها طوال الفترة الماضية في صمت، خشية المزيد من عمليات الانتقام.
وقالت أفورقي في مقابلة مع التلفزيون الخاص بإقليم تيجراي، "إنها لم تكن تعرف أبدًا أن البشر يمكن أن يكونوا غير إنسانيين وغير أخلاقيين وبربريين إلى هذا الحد، حتى رأت أن قوات الأمهرة والجيش الإريتري يرتكبان جميع الفظائع البشعة التي لا يمكن تصورها ضد شعب تيجراي بما في ذلك هي نفسها".
وأضافت الراهبة تيمتو أفورقي، 65 عامًا: إن جنود أبي أحمد قاموا باغتصابها عدة مرات، وفي الأماكن العامة، لتصف الأمر بأنه كان مأساة مروعة للغاية.
فيما أشار تقرير تلفزيون تيجراي إلى أن الراهبة تيمتو أفورقي تعيش حاليًا في مدينة شيري، بعدما أجبرتها قوات أبي أحمد على الخروج من غرب تيجراي. حيث استولى القادمون الجدد من أمهرة على منزلها، بعدما جلبتهم حكومة ولاية أمهرة الإقليمية.
الموت جوعًا
وأضافت الراهبة الإثيوبية المسكينة أنها أصبحت تتضور جوعًا مع الأطفال الثلاثة الذين تركتهم أختها وراءها.
وكشفت العديد من منظمات حقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة عن تعرض آلاف النساء الإثيوبيات من تيجراي للاغتصاب والاستعباد الجنسي، مؤكدة أن قوات أبي أحمد استخدمتهم كأسلحة حرب.
وقالت منظمة العفو الدولية: إن انتشار الاغتصاب والاستعباد الجنسي في تيجراي يرقى إلى جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية.
كما حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين مما جرى في تيجراي من عمليات التطهير العرقي على يد القوات الفيدرالية بقيادة أبي أحمد.
وبحسب التقارير، فقد نزح مليونَا شخصٍ، ويواجه أكثر من 350 ألفًا آخرين خطر المجاعة، في حين يحتاج ملايين آخرون إلى مساعدات غذائية طارئة، إضافة إلى وضع يأس بعدما فرضت حكومة أديس أبابا، بقيادة أبى أحمد، حربًا وقتالاً طويلاً، وأغلقت طرق المساعدات الإنسانية.