الشاب جمال بن إسماعيل.. حكاية شاب احترق بنار الفتنة تهز الجزائر
أقدم عدد من الشعب الجزائري علي حرق وسحل الشاب جمال بن إسماعيل بسبب اتهامه باطلا بأنه وراء حرائق الجزائر
حالة من الحزن والصدمة تسيطر على المجتمع الجزائري، بسبب فظاعة صور ضرب وسحل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل، تم اتهامه زورا بإضرام النيران بمنطقة الأربعاء نايث إيراثن بولاية تيزي وزو، رغم أنه جاء إلى المنطقة متطوعا للمساعدة في إخماد الحرائق.
من هو جمال بن إسماعيل؟
ويعتبر الشاب جمال بن إسماعيل، والذي يدعوه أصدقاؤه بـ"جيمي"، هو من مدينة مليانة ولاية عين الدفلى غربي العاصمة، وهو فنان موسيقي ورسام، حيث يكتب الأغاني ويؤلف ويعزف على أكثر من آلة موسيقية، وكان يمتلك صوتا مميزا.
وقبل أيام، أبدى الشاب رغبته في مساعدة أهالي ولاية تيزي وزو، في حديثه لأصدقائه وعائلته، وحرص الشاب قبل مغادرته على جمع المال لأجل الذهاب إلى تيزي وزو والمساعدة في إخماد الحرائق.
كما ظهر في مقطع فيديو، قبل وفاته عبر إحدى القنوات التلفزيونية، قال فيه إنه حضر للمساعدة من أجل إطفاء الحرائق ومساندة إخوانه في منطقة القبائل.
العدالة لجمال
وبعد وصول الشاب ترصدت له مجموعة من الأشخاص واعتدوا عليه بعد اتهامه زورا في إشعاله الحرائق، ليتم إصدار حكم الغاب عليه وقتله حرقا في الشارع العام وسط حشود غاضبة كانت تبحث عن كبش فداء للحرائق، ولم تنجح الشرطة في إنقاذه.
وعقب ذلك، سادت بين مواقع التواصل الاجتماعي مطالبات بتوقيف المتسببين في مقتل الشاب وتقديمهم للعدالة، كما انتشر وسم "العدالة لجمال بن إسماعيل" بشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بالتحقيق العاجل ومتابعة الفاعلين ومعاقبتهم بصرامة، وفي أقرب وقت ممكن، خاصة بعد انتشار صور وفيديوهات للواقعة الخسيسة والتقاط البعض صورا مع بقايا الجثة بطريقة سافرة.
القتل من أجل الفتنة
فيما خرج والد الشاب الضحية رافضا استغلال وفاة نجله لإشعال نار الفتنة، مطالبا السلطات بتطبيق القانون.
ودعمه في ذلك الكثير من الأهالي وأعيان المدينة بضرورة إخماد نار الفتنة التي تلوح في الأفق، داعين إلى المبادرة بزيارة أهل الضحية "لجبر الخواطر وتهدئة النفوس"، وتقديم الاعتذار ودية القتل، لقطع الطريق أمام أي فتنة.
بينما أصدرت نيابة الجمهورية في محكمة الأربعاء ناث ايراثن، قرارا بفتح تحقيق في ظروف وملابسات مقتل الشاب للكشف عن هوية الفاعلين وتقديمهم أمام القضاء لنيل جزائهم الصارم طبقا لما تقتضيه قوانين الجمهورية حتى لا تمر هذه الجريمة البشعة بدون عقاب.
كما شارك الآلاف من مدينة "خميس مليانة" بعد صلاة العشاء في دفن جثمان الشاب المقتول بعد وصوله من ولاية تيزي وزو، حيث ساد الحزن والألم جراء تلك الواقعة المؤلمة.
وبلغت حصيلة قتلى حرائق الغابات المتواصلة منذ الاثنين في الجزائر إلى 69 هم 28 عسكريا و41 مدنيا، لذلك أعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الأربعاء، الحداد لمدة 3 أيام بعد مقتل العشرات جراء الحرائق المستعرة.