أعلنت الشرطة الإيرانية في محافظة أصفهان الوسطى عن ضبط ورشة تصنيع غير قانونية تضم معدات مخصصة لصناعة الطائرات المسيّرة والطائرات الصغيرة، مشيرة إلى توقيف أربعة أشخاص مشتبه بهم على خلفية تشغيل الورشة.

جاء هذا الإعلان على لسان نائب قائد الشرطة، الذي أكد أن الاعتقال يأتي في إطار عمليات أوسع لملاحقة شبكات التخريب والتجسس في البلاد.

وأكدت "إيران واير"، أن الورشة، التي وصفتها وسائل الإعلام الرسمية بـ"بيت تصنيع الطائرات المسيّرة"، تم الكشف عنها في وقت تصاعدت فيه الاتهامات حول تورط شبكات اختراق داخلية في تسهيل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي الإيرانية. 

ووفقًا لبيانات بثها التلفزيون الحكومي، فإن السلطات تقوم حاليًا بتوسيع دائرة التحقيقات والاعتقالات المرتبطة بما يُعتقد أنه اختراق أمني واسع النطاق.

في السياق ذاته، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف: إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تكن لتتحقق لولا ما وصفه بـ"التغلغل الداخلي" في المؤسسات الإيرانية، محذرًا من أن هذه الاختراقات تُشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الإيراني. 

وأضاف قاليباف: أن الأجهزة الأمنية بحاجة إلى مراجعة شاملة لتحديد مكامن الضعف ومعالجة الثغرات الأمنية التي مكّنت العدو من تنفيذ عمليات دقيقة داخل العمق الإيراني.

إيران تعترض طائرات إسرائيلية متقدمة في ديلوران

على الصعيد العسكري، أعلنت القوات الإيرانية إسقاط ثماني طائرات إسرائيلية مسيّرة متطورة في منطقة ديلوران الحدودية، وذلك في إطار التصدي لسلسلة من الهجمات الجوية التي تنفذها إسرائيل منذ أيام على أهداف عسكرية ومدنية في إيران.

ووفقًا لوسائل الإعلام الرسمية، فإن حصيلة الضربات الإسرائيلية منذ بداية التصعيد العسكري، يوم الجمعة، وصلت إلى 128 قتيلاً وأكثر من 900 جريح، وذلك نتيجة استهداف مباشر لمستشفيات ومراكز إطفاء ومنشآت خدمية وعسكرية منتشرة في أنحاء متعددة من البلاد، بما في ذلك العاصمة طهران ومناطق في الوسط والجنوب والشرق.

في المقابل، أعلنت إسرائيل أن ثمانية أشخاص قُتلوا خلال الليلة الماضية جراء الهجمات الإيرانية على مدن إسرائيلية رئيسية من بينها تل أبيب وحيفا، فيما تشير أرقام رسمية صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووسائل إعلام محلية، أن حصيلة القتلى الإسرائيليين منذ يوم الجمعة بلغت 24 قتيلاً.

تغلغل إسرائيلي في أعلى المناصب الحكومية الإيرانية

نقل موقع "إيران واير" عن دبلوماسي إيراني رفيع المستوى -لم يُفصح عن اسمه–، تأكيده أن عناصر من جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" تمكّنوا -خلال السنوات الماضية- من التغلغل إلى "أعلى المناصب" داخل الحكومة الإيرانية. 

وقال الدبلوماسي: إن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة هو ما أتاح لهذا الاختراق أن ينجح، مؤكدًا أن بعض كبار قادة الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات باتوا مقتنعين بأن وحدات مكافحة التجسس نفسها مخترقة بعناصر موالية لإسرائيل.

وأضاف المصدر: أن الهجمات الدقيقة التي نفذتها إسرائيل فجر الجمعة، وأسفرت عن مقتل قيادات بارزة في منازلهم ومقارهم القيادية، تمثل دليلًا على مدى حجم التسلل الإسرائيلي داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية. 

وأوضح، أن مثل هذه العمليات المعقدة تتطلب شهورًا، وربما سنوات، من الرصد وجمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، مؤكدًا أن العملية لم تكن وليدة أسابيع بل نتاج عمل استخباري طويل الأمد.