بعد التصديق على فوز بايدن.. كيف ستبدأ تركيا حوارها الجديد مع أميركا؟

بعد التصديق على فوز بايدن.. كيف ستبدأ تركيا حوارها الجديد مع أميركا؟
جو بايدن والرئيس التركي

بعد ليلة ذعر وفوضى شهدتها أميركا، انتهت بالدماء والإصابات، بعد اقتحام أنصار الرئيس الأميركي المنتهية صلاحيته دونالد ترامب لمبنى الكونغرس الأميركي، في مشاهد حدثت للمرة الأولى بتاريخ واشنطن، ولكن رغم ذلك صادق مجلسَا النواب والشيوخ على تولي جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة.

تسليم بايدن الرئاسة


صادق الكونغرس الأميركي، اليوم، على فوز بايدن في انتخابات البيت الأبيض، استعدادا لتنصيبه رسميًا في 20 يناير الجاري، بعد أن علقت جلسة أمس لاقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول، حيث أمرت الشرطة الأميركية بإخلاء أبنية مقر الكونجرس ومغادرة الموظفين المبنى واستخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وفيما يتعلق بالخسائر البشرية، قالت الشرطة الأميركية إن سيدة، يعتقد أنها من أنصار ترامب، لقيت حتفها إثر إصابتها بالرصاص وإن ثلاثة أشخاص آخرين توفوا في المنطقة في ظروف لم تتضح بعد. 

وفي تطور للأحداث، أعلن ترامب، اليوم، بعد جلسة الكونغرس، إقراره بفوز بايدن، قائلا: إنه يتعهد بـ"انتقال منتظم" للسلطة، رغم "رفضه المطلق لنتائج الانتخابات".

الموقف التركي


منذ إعلان فوز بايدن في نوفمبر الماضي، يحاول الرئيس رجب طيب أردوغان مغازلة الإدارة الجديدة بعد الإعلان عنها، الشك دفع بسفير تركي في واشنطن مقرب من وزير الخارجية الأميركي المنتظر.

ومع تولي بايدن للحكم، ستبدأ تركيا إجراء حوار جديد مع أميركا للتخلص من العقوبات التي فرضها عليها ترامب، وفقا لما قالته الكاتبة الموالية للحكومة هاندا فيرات في مقالها بصحيفة "حريت" التركية.

وكانت إدارة ترامب فرضت عقوبات على تركيا بسبب إصرارها على شراء النظام الروسي، حيث يرى الناتو وواشنطن أن هذا النظام يشكل خطرا على الحلف وبرنامج المقاتلات الأميركية المتطورة إف-35.

وهو بالفعل ما لمح إليه وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، بأن أنقرة تأمل بدء علاقات جديدة مع إدارة بايدن على صفحة بيضاء. 

الكشف عن محاور المحادثات


وكشفت فيرات، أن أنقرة وواشنطن ستبدآن محادثات خالية من "أي مواجهة"، مشيرة إلى أزمة منظومة الصواريخ الروسية التي حصلت عليها تركيا، بقولها: "إذا حددت الولايات المتحدة صواريخ إس-400 على رأس جدول الأعمال، وفي المقابل ستؤكد تركيا عدم قبولها بدعم واشنطن لمنظمة إرهابية". 

وتقصد بشأن المنظمة الإرهابية، حزب العمال الكردستاني المحظور، وهو جماعة مسلحة في حالة حرب في تركيا من أجل الحكم الذاتي الكردي لما يقرب من 40 سنة.

وسبق أن برر آكار أسباب شراء أنقرة تلك المنظومة، الشهر الماضي، قائلا إن تركيا تحاول تعزيز دفاعها الوطني، مؤكدا أن العقوبات الأميركية لا تليق بعلاقات الحليفين. 

كما أزاحت الكاتبة الموالية لحكومة أردوغان الستار عن أن أنقرة نظمت لقاءات دبلوماسية من الأبواب الخلفية خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية، لتأكيد كونها "تسعى إلى إقامة علاقات جيدة" مع حليفتها في الناتو.

وتابعت أن المحادثات التي ستجري بين أنقرة وواشنطن بعد تولي بايدن منصبه ستكون "حاسمة"، على حد قولها. 

الموقف الأميركي


وعلى خلاف ما قالته فيرات، يرى محللون أميركيون أن موقف إدارة بايدن تجاه تركيا سيكون أكثر صرامة فيما يتعلق بعدة قضايا، منها أزمة نظام الدفاع الصاروخي روسي الصنع "إس-400" وانتهاكاتها مع اليونان وقبرص حول احتياطيات الغاز الطبيعي شرق المتوسط.

كما أشاروا إلى أن إحدى القضايا الجدلية بين البلدين والتي يوليها الرئيس الجديد اهتماما كبيرا هي تعيينه بريت ماكغورك، المبعوث السابق إلى سوريا، رئيسا لمكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي، حيث كان يشغل منصب الموفد الأميركي للتحالف الدولي ضد داعش قبل أن يستقيل في كانون الأول 2018.

بينما كشف بايدن بنفسه عن رؤيته للعلاقات الأميركية مع الرئيس التركي، خلال الانتخابات، في حوار له مع صحيفة "نيويورك تايمز"، حيث وصف أردوغان بأنه " أوتوقراطي".

كما أكد أنه سيدعم المعارضة التركية لهزيمة رجل تركيا في الانتخابات إذا أصبح رئيسا، مبديا عدم ارتياحه بشأن استمرار امتلاك واشنطن لأسلحة نووية في أنقرة، وذلك بسبب سلوك أردوغان.