أحمد جاب الله".. يد قطر والإخوان للتآمر على فرنسا

أحمد جاب الله
أحمد جاب الله

تحت ستار الدين والعمل الوطني، يتاجر الكثيرون بالإسلام ومصالح بلدانهم والتجارة بهم من أجل مصالحهم الخاصة والجماعات والميليشيات الداعمة لهم، وهو ما دعمته بشدة جماعة الإخوان الإرهابية وقطر وتركيا، ولكن في كل مرة يتم كشف الأمر.
أحمد جاب الله.. أحد القادة البارزين بجماعة الإخوان، حيث ضلع في استغلال فرنسا وبلده تونس من أجل تنفيذ أغراض الجماعة الإرهابية بدعم قطري.

مَن هو "جاب الله"؟


ولد عام 1956 بتونس، وهو مقيم في فرنسا منذ سنة 1980، وحصل على الإجازة العالية في أصول الدين من كلية الشريعة وأصول الدين بالجامعة الزيتونية بتونس سنة 1979، ثم درجة الماجستير في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة "السوربون" بباريس 1982، والدكتوراه في نفس القسم بجامعة "السوربون" بباريس سنة 1987.


يعمل حاليا مديرا للمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس، التي تعد ظاهريا مؤسسة تعليمية جامعية مسجلة لدى وزارة التعليم العالي في فرنسا، وأستاذا للدراسات العليا في نفس المعهد.


يعتبر أحد الأوجه الإخوانية البارزة، حيث شغل عدة مناصب تخدم الجماعة، منها عضوية الهيئة العالمية للتعليم الإسلامي، وعضو الهيئة الشرعية للمجلس الفرنسي للمالية الإسلامية (COFFIS)، وعضو جمعية "الأديان من أجل السلام" في فرنسا (Religions Pour la Paix)، وعضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقطر، وعضو مجلس أمناء الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي، ونائب الأمين العام للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.


لوث أفكار الشباب في فرنسا عبر مؤلفاته في مجالات الفكر الإسلامي، منها كتاب "مفهوم العمل في القرآن"، وكتاب "كيف نربي أبناءنا في أوروبا؟"، وكتاب "رسالة المسلمين في بلاد الغرب" بالاشتراك مع باحثين آخرين، وكتاب "مستقبل الإسلام في فرنسا وفي أوروبا"، وكتاب: "تفعيل مقاصد الشريعة في قوانين العمل وحقوق العمال".

التآمر على فرنسا


ارتبط "جاب الله" بعلاقات قوية مع قادة الإخوان في بلاده، وعلى رأسهم "راشد الغنوشي" زعيم حزب النهضة، الذي يبذل ضده البرلمان جهودا مضنية لسحب الثقة منه، كما أنه يعتبر من الشخصيات التي نشأت في حضن الإسلام السياسي في سبعينيات القرن الماضي ضِمن مجموعة كان يتحكم فيها قيادات إخوانية في مقدمتهم راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو وصالح كركر وبن عيسى الدمني، ودافع جاب الله باستماتة لأفكار الغنوشي ضد مورو في الثمانينيات من القرن الماضي واندلعت معركة أيديولوجية بين الشخصيتين حول المرجعية الفكرية إما الإبقاء على مراجع سيد قطب "الغنوشي" أو القطع معها لتتلاءم مع البيئة التونسية "مورو". 


اتضح أنه يتآمر ضد باريس، من خلال استغلاله منحة فرنسا للتغلغل في المجتمع الفرنسي وتجنيد أفراد من الجالية التونسية، حيث إنه قبل أربعة عقود سافر الإخواني التونسي إلى باريس بمنحة حكومية، لفرنسا عام 1981 بجامعة السوربون بباريس، ضمن مجموعة من الطلبة للدراسة في الخارج دون اعتبارات فكرية وأيديولوجية.


وخلال تلك الفترة عمل عالم اللاهوت على توطيد نفوذ الحركة الإخوانية والتغلغل في المجتمع الفرنسي وتجنيد أفراد الجالية التونسية، وأسس  مؤسسة تعليمية  تحت مسمى "المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية" (IESH) ، والتي ترأسها وتمولها قطر لنشر التطرف بالبلاد.

مفرخة الإرهابيين


وكشفت وثائق مسربة أن تلك المؤسسة تعتبر بمثابة "مفرخة للإرهابيين"، حيث إن الكثير من المتورطين في أعمال إرهابية بفرنسا مروا على المعهد ودرسوا فيه وكان من بين أبرزهم رضا هام وأنيس مدني المتورطين في عمليات تفجير وإرهاب بفرنسا.


 كما ثبت أن قطر ضالعة في تمويل معهد جاب الله ولها دور تخريبي في نشر التطرف في البلاد، حيث إن المعهد يقع بالضاحية الشمالية لباريس، والذي يقوم بتدريب الأئمة والمدرسين في المدارس القرآنية وأيضًا المواطنين العاديين الذين يرغبون في تعلم اللغة العربية أو الاقتراب من الإسلام، ويتخرج في تلك المدرسة سنويا حوالي 1500 طالب.


وبعد فضح حقيقة المعهد وجاب الله، كشفت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أن المدعي العام الفرنسي في مدينة بوبيني بإقليم "سين سان دوني" فتح تحقيقا أوليا، وجه فيه تهم "خيانة الأمانة" و "إخفاء خيانة الأمانة"، ضد إدارة المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، الممول من الدوحة، بينما أنكر القيادي الإخواني التونسي أمام قاضي التحقيق كل ما نسب إلى المعهد من اتهامات ودوره في إقحام الإسلام السياسي بالمجتمع المدني، بما يخالف حقيقة الأمر، وهو ما أثار غضب النخب السياسية بفرنسا وتونس.