أساليب وحشية وجرائم إلكترونية جديدة للنظام القطري لقمع المنتقدين
من البحر للجو وحتى البر، وصلت جرائم قطر للفضاء الإلكتروني أيضًا، والتي يتم الكشف عنها دائمًا في المحافل الدولية، ليقتل كل محاولاتها في تحسين صورتها، ليتم فضحها أمام العالم أجمع.
الفضيحة الجديدة
وفي آخِر تلك الفضائح العالمية، تقدم الرأسمالي الاستثماري والرئيس السابق للجنة المالية في الحزب الجمهوري، "إليوت برويدي"، بشكوى قانونية إلى المحكمة الاتحادية الأميركية أمس، موثقة بالأدلة الدامغة، تكشف ضلوع حكومة قطر بنشاط إلكتروني إجرامي منظم على شبكة الإنترنت في جميع أنحاء العالم، وهو ما أثار جدلاً دوليًّا ضخمًا.
وأثبتت أن تلك القرصنة تسعى لقمع منتقدي قطر الأميركيين من خلال شبكة من المستشارين الإعلاميين الذين استخدموا المعلومات السرية المقرصنة، والتابعة لشخصيات أميركية لشن حملات علاقات عامة منهجية هجومية على الشخصيات المؤثرة، والضغط على اليهود الجمهوريين وغيرهم من المحافظين، بهدف التأثير على سياسة البيت الأبيض.
وكشفت أوراق القضية تعاون قطر مع شركة أمنية في داخل الولايات المتحدة لمساعدة الدوحة في الحصول على عرض لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، وإسكات الأصوات الأميركية البارزة التي تنتقد الحكومة القطرية.
وجاء في الشكوى، أنه من بين موظفي الشركة الأمنية الخاصة "غلوبال ريسك أدفايزر"، في مقرها بمدينة نيويورك، قراصنة مدربين تدريبًا عاليًا على يد المخابرات الأميركية، مقابل أكثر من 100 مليون دولار قدمتها قطر، من أجل اختراق ومراقبة وإسكات كل من ينتقد الدولة النفطية الغنية ليس فقط في الولايات المتحدة، وإنما في جميع أنحاء العالم.
وأكد "برويدي"، في شكواه، أن رسائل بريده الإلكتروني تم اختراقها وتسريبها إلى الصحافة بسبب انتقاده البارز لقطر، مضيفًا أن القراصنة هم من الطراز العالمي الذين عملوا سابقًا في وكالة الأمن القومي، ووكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي أيه"، بالإضافة إلى القوات المسلحة الأميركية.
وتابع أن شركة "غلوبال ريسك أدفايزر"، أتاحت الفرصة للدولة القطرية للوصول إلى بعضٍ من أهم موظفي مكافحة التجسس السابقين للمساعدة في تأمين مكانة قطر كمضيف لكأس العالم لكرة القدم، مشيرًا إلى أن هذا الجهد كان يرأسه الرئيس التنفيذي للشركة "كيفين تشالكر" وهو عميل سابق في وكالة المخابرات المركزية وأستاذ مساعد في جامعة "ييل" وهو من قاد حملة واسعة لإسكات "ثيو زوانزيجر"، الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم الألماني الذي كان آنذاك عضوًا في اللجنة التنفيذية للفيفا.
مقاضاة قطر
كما كشف في الشكوى أن "تشالكر" وشركته عملا على برنامج سري يدعى "العمليات السوداء" مستخدمين منصات تكنولوجيا المعلومات لاستهداف أفراد وكيانات عبر قارات متعددة، ومع حلول ربيع عام 2014، نجح "تشالكر" في التأثير على عضو اللجنة التنفيذية للفيفا، "وانزيجر" لتأييد بقاء كأس العالم 2022 في قطر، مدعيًا أنها ستكون وسيلة لتحسين جهود إصلاح العدالة الاجتماعية هناك.
وأضاف أن الشركة الأمنية الخاصة طلبت أكثر من 500 مليون دولار لهذا العمل، بجانب حصولها على عقود استشارية بقيمة 100 مليون دولار على الأقل، معظمها تشمل نشاطات غير قانونية، بحسب الشكوى القضائية التي زعمت بأن "شالكر" وشركة "جي آر أي" اقترحا على حكومة الدوحة العديد من البرامج لإجراء تحسينات أمنية وطنية وتطوير عمليات المراقبة.
وتضمن ذلك طرح مشروع يدعى "المنحرف"، لتدريب الضباط القطريين على التكتيكات الدفاعية المضادة والعمليات الاستخبارية الهجومية التي تتضمن مهارات متقدمة ومعقدة يحظر القانون الأميركي على عملاء المخابرات والعسكريين الأميركيين المدربين السابقين من كشفها ونقلها إلى دول وحكومات أجنبية.
قراصنة سابقون
كما تضمنت الشكوى أن شركة "غلوبال ريسك أدفايزر"، بعد حصولها على ثقة العائلة المالكة القطرية، وسعت عملياتها لاستهداف الشخصيات البارزة التي تنتقد الحكام القطريين المتمركزين في أميركا، بما في ذلك "إليوت برودي"، زاعمة أن الشركة ورئيسها التنفيذي وافقا على شن سلسلة من الهجمات الإلكترونية وعمليات قرصنة للاتصالات والوثائق الخاصة التابعة له لغرض الوصول إلى معلومات سرية خاصة لهدف التلاعب بها ونشرها بطريقة استراتيجية لإلحاق الضرر الاقتصادي بالسيد "برويدي" الذي كان معارضًا دائمًا لقطر لإيمانه التامّ بأن حكومة "آل ثاني" تدعم الإرهاب الدولي.
وفي ديسمبر عام 2017 شنت شركة "غلوبال ريسك أدفايزر" هجومًا إلكترونيًّا استهدف الاتصالات الشخصية للسيد "برويدي" مستخدمة تقنية القرصنة المعروفة باسم "صياد الرماح" بإشراف السيد "تشالكر" شخصيًّا، بناء على المعلومات التي قدمت في الدعوى القضائية والتي زعم فيها المشتكي بأن هذا الهجوم لم يكن معزولا، بل إنه كان عملاً منسقًا نفذته الشركة بناء على طلب من الحكومة القطرية كجزء من مشاريع الشركة الخاصة غير القانونية في قطر، مضيفًا أن هذه العمليات نفذت تحت إشراف المسؤول القطري "علي الذوادي"، الذي أطلق عليه زملاء "تشالكر" الاسم الحركي "Shep"، وهو كبير الموظفين بمكتب الأمير "محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني" ، شقيق أمير قطر الذي أشرف على حملة تأمين استضافة بطولة كأس العالم.