بعد تعنت فرماجو.. المعارضة الصومالية قد تلجأ لمجلس الأمن الدولي لمواجهته

بعد تعنت فرماجو.. المعارضة الصومالية قد تلجأ لمجلس الأمن الدولي لمواجهته
الرئيس الصومالي

منذ الشهر الماضي، لم تشهد الأزمة الصومالية حلا جديدا على الإطلاق، بل ازدادت تعقيدا يوما بعد يوم، بسبب تعنت  الرئيس المنتهية ولايته عبدالله فرماجو، وتأجيله لإجراء الانتخابات الرئاسية، واستمراره في الحكم بما أشعل غضب المعارضة.

لقاء الحكومة 


تشهد الصومال احتجاجات وأحداث عنف عديدة بعد قرار فرماجو تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المفترض إجراؤها في 8 فبراير الماضي، بذريعة انهيار المباحثات بين ساسة بارزين، ليفرض الرئيس المنتهية ولايته سيطرته على الحكم، ولاحتواء الأوضاع، تدخلت وساطة دولية، نجحت في عقد لقاء بين ممثلين من الاتحادين الإفريقي والأوروبي وسفراء أوروبيين، مع مبعوث الأمم المتحدة في الصومال جيمس سوان، مع الحكومة والمعارضة.

وعقب ذلك، وعبر وساطة محلية أخرى، تم عقد لقاء بين الحكومة برئاسة محمد حسين روبلي، والمعارضة في العاصمة مقديشو، لمناقشة سبل حل الأزمة، ووضع خارطة طريق من أجل كسر جمود ملف الانتخابات ومنع انزلاق البلاد نحو الفوضى.

وشهد اللقاء تمسك اتحاد مرشحي الرئاسة المعارض بتقديم الحكومة الصومالية اعتذارا رسميا على القوة المفرطة التي استخدمتها ضد محتجين سلميين وإطلاق النار عليهم ومهاجمة مقرات بعض المرشحين بينهم الرئيسان السابقان حسن شيخ محمود وشريف شيخ أحمد، كما طالبت بخطوات محددة لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة، والتي تتعلق بإجراء الانتخابات المقبلة.

اللجوء إلى جهات دولية


وعقب لقاء الحكومة، قالت مصادر محلية: إن اللقاء لم يسر على نحو جيد، حيث شهد تعنتا من الحكومة لاستمرار تواجد فرماجو في السلطة، بينما طالبت المعارضة بجدول زمني يتضمن مسيرة ومواعيد لإجراء الانتخاب العامة، مع ضمان نزاهتها.

وأكدت أن المعارضة بالصومال لا تثق في التزام الحكومة بتنظيم الانتخابات ونزاهتها، لذلك من الممكن أن تلجأ إلى الاتحاد الإفريقي أو مجلس الأمن الدولي، أو غيرهما من الجهات الدولية الفاعلة، لإنهاء سيطرة النظام الحالي المرفوض شعبيا.

وتابعت: إن المعارضة تهدف لإصدار بيانات دولية صارمة بشأن العودة للمفاوضات بين الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم وأطراف المعارضة، لتنظيم خريطة انتقالية تحت رقابة الأمم المتحدة.

وأشارت إلى استمرار المعضلة الحالية خاصة في ظل دعوة المعارضة لخروج احتحاجات جديدة الجمعة المقبلة، بينما أعلنت الحكومة منع التجمعات العامة بإغلاق المحال ووقف الدراسة في الجامعات.

المعارضة وخارطة طريق


وقبل أيام، أعلن مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة الصومالية خارطة طريق لحل الأزمة السياسية الراهنة في البلاد، تتضمن 10 بنود أساسية، أبرزها إجراء تحقيق مستقل في هجوم استهدف فندقا كان يقيم فيه رئيسان سابقان، وإطلاق النار على محتجين بقيادة مرشحي المعارضة في مقديشو.

كما تضمنت الخارطة تسليم الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو السلطة لمجلس انتقالي وطني، لفقدانه ثقة الأطراف السياسية وانقضاء عهدته الدستورية، ومشاركته بالجولات القادمة كمرشح عادي وليس كرئيس، بالإضافة إلى تسريع التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن القضايا الخلافية الثلاث حول الانتخابات.

وأكدت المعارضة أهمية خلق بيئة سياسية مستقرة تشمل حرية التعبير وعقد الاجتماعات والحملات، مع ضرورة إقالة أو استقالة قادة القوات المسلحة الصومالية، وخاصة الجيش والمخابرات والشرطة، المتهمين بالمشاركة في الهجمات على المدنيين وإطلاق النار على المرشحين الرئاسيين.

وطالب المرشحون الرئاسيون بعقد الاجتماعات القادمة عن الانتخابات في مكان آمن في مقديشو تؤمنه قوات محايدة مع ضمانات دولية لمتابعة التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاقيات التي سيتم التوصل إليها.