غزة تحت الحصار.. شهر من المعاناة المتزايدة ونداءات عاجلة للمساعدات الإنسانية

غزة تحت الحصار.. شهر من المعاناة المتزايدة ونداءات عاجلة للمساعدات الإنسانية

غزة تحت الحصار.. شهر من المعاناة المتزايدة ونداءات عاجلة للمساعدات الإنسانية
حرب غزة

بعد مرور شهر على قطع إسرائيل المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة، حذرت وكالات الإغاثة من تدهور الوضع الإنساني بشكل خطير. 

وكشفت تقارير الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، فضلاً عن تصريحات عدد من المدنيين في غزة الذين تحدثوا مع شبكة CNN الأمريكية، عن تفشي الجوع، وانخفاض فرص الوصول إلى المياه النظيفة، وانتشار القمل في مخيمات اللاجئين المؤقتة.

التصعيد الأخير


وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد قد أدى التصعيد العسكري الأخير الذي شنته إسرائيل في شهر مارس الماضي إلى تفاقم المعاناة في القطاع، حيث شهدت غزة أوامر إخلاء جديدة أدت إلى تشريد أعداد كبيرة من المدنيين، ما جعل الوضع أكثر تعقيدًا.

وفي هذا السياق، قال أسامة النبهي، المتحدث باسم بلدية غزة، لـCNN: إن "الناس يتم تشريدهم في كل مكان، على الطرق الرئيسية، في المتنزهات العامة، بالقرب من مكبات النفايات، وفي الساحات، بل وحتى في المباني المهددة بالانهيار".

الاحتياجات الإنسانية


وأوضح النبهي، أنه "حتى قبل أوامر الإخلاء الأخيرة، كان 40% فقط من المدينة يتمكنون من الوصول إلى المياه".
وأكد أن نحو 175 ألف طن من النفايات قد تراكمت في المدينة، مما يعكس الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان القطاع.

وأضاف مسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA): أن غزة تواجه "حربًا بلا حدود"، محذرًا من تزايد خطر المجاعة وسوء التغذية نتيجة للحصار الكامل المفروض على القطاع، والذي دخل شهره الثاني.

توقف المخابز 

أعلنت منظمة الأغذية العالمية (WFP) -في تقرير لها يوم الخميس-، أن جميع المخابز المدعومة من الحكومة قد أغلقت بسبب نقص الغاز والدقيق.

وأفادت المنظمة، بأن أكثر من مليون شخص قد حرموا من الحصول على الحصص الغذائية في شهر مارس، فيما أكدت أن الإمدادات من الوجبات الساخنة ستستمر لفترة لا تتجاوز الأسبوعين.

وفي ذات السياق، أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن وصول المياه ما يزال محدودًا للغاية، حيث لا يمكن لنحو ثلثي الأسر في غزة الحصول على ستة لترات من الماء يوميًا.

الآثار الصحية والصعوبات


من جانبه، أكد الدكتور فاضل نعيم، مدير مستشفى الأهلي العربي في غزة لـCNN، أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الموارد، حيث تم إجبارهم على "تحديد الأولويات" في إجراء العمليات الجراحية.

وأشار أن العديد من المرضى توفوا أثناء انتظارهم للعلاج بسبب نقص غرف العمليات والأطباء.

الضغط الدولي


حاولت الإدارة الأمريكية السابقة ممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية للسماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك تعليق شحنة من القنابل بسبب المخاوف بشأن الوضع المدني في القطاع.

لكن هذا الضغط تضاءل تحت إدارة ترامب، وأشار غافين كيلهير من المجلس النرويجي للاجئين في نهاية مارس، أن "أكثر من مليون شخص في غزة لا يزالون في حاجة ماسة إلى الخيام، لكن منظمتنا لا تملك شيئًا لتوزيعه".

وفي الأسابيع الأخيرة، قُتل أو أصيب نحو 100 طفل يوميًا في غزة، حسبما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

 وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: إن "أطفال غزة قد دخلوا مرة أخرى في حلقة من العنف المميت والحرمان".

كما أكدت المنظمة أنها لم تتمكن من توفير الملابس أو المواد الأساسية للأطفال اللاجئين الذين لا يمتلكون سوى الملابس التي يرتدونها.

نقص الإمدادات الطبية والمستشفيات

وبحسب الشبكة الأمريكية، فإنه منذ استئناف القتال في 18 مارس، أصبحت مستشفيات غزة مكدسة بالمرضى، وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن مستشفى الشفاء في شمال القطاع يستقبل نحو 400 مريض يوميًا، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف متوسط عدد المرضى قبل تجدد الأعمال العدائية.