خبراء ليبيون: الجيش المصري قادر على حسم الأمر في ليبيا بسهولة

خبراء ليبيون: الجيش المصري قادر على حسم الأمر في ليبيا بسهولة
صورة أرشيفية

بعد أن رحب مجلس النواب الليبي بكلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في وقت سابق بحضور ممثلين عن القبائل الليبية والتي دعا فيها إلى تضافر الجهود بين ليبيا ومصر بما يحقق الأمن والاستقرار في ليبيا، دعا مجلس النواب الليبي القوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت السلطات المصرية أن هناك خطرًا يطال الأمن القومي للبلدين الشقيقين، ولتحقيق ضمان توزيع عادل لثروات الشعب وعائدات النفط وضمان عدم العبث بثروات الليبيين لصالح الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، والذي يعد مطلباً شرعياً لكافة أبناء الشعب الليبي.

المناورات العسكرية المصرية تؤكد قدرتها على التدخل الحاسم في ليبيا

يقول د.عثمان بركة، المحلل السياسي الليبي إن حجم المناورات العسكرية التي تجريها القوات المصرية وتطوير عمليات الإنزال تشير إلى أن القاهرة تستعد جديًا للتدخل في عملية عسكرية في ليبيا، خاصةً بعد أن سمح البرلمان الليبي للقوات المصرية بالتدخل في الصراع الليبي، مؤكداً أن "للقوات المصرية الحق في حماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت تهديدًا وشيكًا لأمن البلدين".

وأضاف بركة: أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلن في نهاية يونيو أن بلاده مستعدة لمساعدة القبائل الليبية في مكافحة التدخل الأجنبي من خلال تدريبهم وتسليحهم، موضحين أن الرئيس المصري ذكر أيضاً أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا "له الآن شرعية بموجب القانون الدولي"، وبحسب السيسي فإن "الخط الأحمر" لتقدم قوات حكومة الوفاق هو مدينة سرت الواقعة على بعد 900 كيلومتر من الحدود مع مصر ومدينة الجفرة.

وتابع المحلل السياسي الليبي: إن طبيعة التدريبات العسكرية للقوات المسلحة المصرية وحجمها، وأنواع الأسلحة تشير إلى أن مصر بدأت الاستعدادات الإستراتيجية للعملية العسكرية الرئيسية، خاصةً أن المناورات العسكرية للبحرية المصرية تشتمل على تطوير عمليات الإنزال البحري والجوي، يمكن استخدام هذا الإنزال كجزء من الدفاع، وفي الوقت نفسه، يمكن استخدامه كجزء من عملية هجومية لتحريك القوات لمسافات طويلة وإنزالها على الشاطئ، في مناطق تحت سيطرة قوات العدو".

حيث أجرت مصر الأسبوع الماضي مناورات عسكرية واسعة النطاق تحمل الرمز "حسم 2020"، على حدودها المتاخمة لليبيا، شاركت فيها جميع فروع القوات المسلحة المصرية.

على أردوغان أن يشعر بالخوف.. والمجتمع الدولي يدعم حق مصر في حماية نفسها

من جانبه يقول د.سعد رشوان المحلل السياسي الليبي: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلن عن موقفه بشكل واضح في دعم دولة شقيقة وجارة وهي ليبيا، موضحًا أن جميع مواثيق الجامعة العربية والدفاع المشترك بين دول المنطقة تساند خطاب الرئيس السيسي وموقفه القانوني والذي يمتلك الشرعية حيث من يدعوه للتدخل هو الممثل الوحيد للشعب الليبي.

وأضاف: ليبيا الآن تشهد غزواً أجنبياً متبجحاً ويتحدث باسم الشعب الليبي ويملي شروطه، وبالتالي رسائل الرئيس المصري كانت واضحة وحاسمة، ووضع خطوطاً حمراء أمام الجميع وأمام الغزو العثماني، والذي أصبح أمام العالم والليبيين بمثابة استفزاز غير مسبوق حتى بلغ التبجح توزيع الثروات.

وتابع رشوان: ليبيا تمثل عمقًا إستراتيجياً لمصر على كافة الأصعدة الأمنية والاقتصادية، مؤكداً أن الاحتلال التركي لليبيا يهدد بشكل مباشر دول الجوار وعلى رأسها مصر، موضحًا أن استعانة البرلمان المصري بالتدخل العسكري المصري جاء لثقته في قدرة الجيش المصري على وقف أي عدوان يهدد أمنه القومي الذي يتداخل بشدة مع الأمن القومي الليبي، حيث يحتل الجيش المصري المرتبة التاسعة بين أقوى 138 جيشاً على مستوى العالم، بشكل يؤكد القدرات والإمكانات الضخمة للجيش المصري وجاهزيته العالية لصد أي عدوان خارجي.

وأشار إلى أن التدخل المصري يضع أسساً لتحقيق التوازن، ويحجم من الدور التركي في ليبيا الذي ينمو على خلفية الطموحات المتزايدة لأردوغان وأطماعه في الدول العربية، موضحًا أن أردوغان يجب أن يشعر بالخوف من وصول الأمر لحرب شاملة في ليبيا مع الجيش المصري حيث تشير كافة الآراء أن المجتمع الدولي سيدعم مصر لأنها تدافع عن أمنها القومي ضد محتل غاصب يدفع بقواته وميليشياته آلاف الكيلومترات للبحث عن ثروات الغير والاستيلاء عليها.