فلسطينيون يَروُون معاناتهم مع حركة "حماس" واستغلالهم للقضية

فلسطينيون يَروُون معاناتهم مع حركة

لا تهدأ حماس عن إثارة الفتن دخل فلسطين بزعم مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ولتحقيق أكبر قدر من المكاسب باسم القضية الفلسطينية، ولتحقيق مكاسبها وجذب أكبر قدر من التمويلات الخارجية، لا بد من إحداث انقسام دائم بين الصفوف الفلسطينية، وكان عام 2007 بداية الانقسام الفلسطيني مع تصدر حركة حماس للمشهد وحدوث انقسامات واضحة مع حركة فتح.


ورغم انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، ووجود مساحة لتحقيق مكاسب للجانب الفلسطيني والوصول إلى تسوية وفض النزاع، إلا حماس خشيت توقف مصادر الدعم المالي للمقاومة.
 
حماس حولت القضية الفلسطينية لتجارة عالمية


قال "محمد غازي"، 32 عامًا فلسطيني مقيم في رام الله، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن الشعب الفلسطيني كان يثق في حركة حماس وقت ظهورها، وكنا نصدق الشعارات التي تخرج بها من مقاومة الاحتلال واستعادة الأراضي المحتلة وغيرها، خاصة انتفاضة عام 2003.


وتابع غازي، أنه في عام 2005، أعلنت إسرائيل انسحابها من قطاع غزة، وبات الأمر مفتوحًا لخلق أرضية حوار بين طرفَي النزاع، ووقف إراقة الدم الفلسطيني، إلا أن حماس عادت لتأجيج الأحداث مرة أخرى بدعم من إيران وقصفت مناطق متفرقة في إسرائيل بشكل متتالٍ، ما جعل الجانب المحتل يرد بالقصف على غزة.


وأوضح غازي، أن تاريخ حماس مع المقاومة لا يتعدى خطابات منمقة حماسية لإثارة مشاعر الشعب الفلسطيني، والجميع يعلم أن قادة حماس متفرقو الإقامة بين إيران وتركيا وإنجلترا، ويحصلون على التمويلات التي من شأنها أن تصل إلى الشعب الفلسطيني، وهم على علم أن القضية باتت غير قابلة لمزيد من النقاشات عديمة الجدوى، خاصة فيما نعانيه من تردٍّ للأوضاع الاقتصادية والصحية وعدم استقرار أمني.
 
مطالب بمحاكمة حركة "حماس" 


فيما قال أسعد الزرقاني، 54 عامًا فلسطيني مقيم بإحدى الدول الأوروبية، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، ما تشهده القضية الفلسطينية اليوم نتاج طبيعي لانقسام وحدة الشعب بين حركتي فتح وحماس، لافتًا أنه منذ ظهور حركة حماس لم تهدأ الأوضاع في فلسطين، وكان لحماس دومًا اليد الطولى في وقف مساعي المجتمع الدولي لإيجاد حل ينهى أزمة الاحتلال ويؤمن حياة الشعب الفلسطيني.


وطالب الزرقاني، بضرورة محاكمة قيادة حماس، ومعرفة مصدر ثرائهم المفاجئ، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني يعلم مَن أتى قيادات حماس بالقصور الفارهة والسيارات الحديثة وأرصدة البنوك المتصاعدة، فهم يقتاتون على حساب القضية الفلسطينية ويتاجرون بها للحصول على مزيد من أموال الدعم الخارجي التي لا تصل للفقراء في فلسطين.
 
حماس تقاوم الاستقرار لا الاحتلال الإسرائيلي


وفي السياق ذاته قال "نجاد العلي"، 44 عامًا فلسطيني مقيم بإحدى دول الخليج، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن حركة حماس تسببت في زيادة سوء الأوضاع داخل فلسطين وتحديدًا داخل قطاع غزة، لافتًا أنه كان ضِمن الفارين من حصار غزة، وأوضح لم نجد قوت يومنا ولم نجد سوى القصف والحصار، وتوفي أحد أبناء جراء الحصار ولم أجد مشفى لعلاجه ولم أكن أمتلك نفقات العلاج.


وأوضح نجاد، أن التمويلات الضخمة التي يحصل عليها قادة حماس وفي مقدمتهم إسماعيل هنية باسم القضية الفلسطينية هي حق للشعب الفلسطيني، ولكن لا يوجد من يسأل عن مصير تلك التمويلات التي يمكن أن تحسن من أوضاع الشعب الفلسطيني.


وأكد نجاد، أن حركة حماس استغلت ضعف الشعب الفلسطيني، واستغلت القضية لتحدث الفرقة بين أطيافه، وحتى الآن حماس ناجحة في إحداث الفرقة بين صفوف القادة الفلسطينيين وتتزعم المشهد وسط تخاذل من القادة أصحاب القرار.


واستطرد نجاد، بناء على هذا ليس من المستغرب أن تهاجم حركة حماس اتفاق السلام الذي وقعته دولة الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل، لأنه يضمن انتقال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شكل آخر بعيدا عن مرتزقة القضية الفلسطينية الذين يستغلونها لجمع الأموال وزيادة أرصدتهم البنكية فقط دون تحقيق أي تقدم يذكر في القضية.
 
خطر حماس تجاوز فلسطين إلى الدول العربية 


وفي هذا الشأن فإن خطر حركة حماس لم يقتصر على فلسطين فقط بل تطور ليصبح خطرًا كبيرًا على استقرار وأمن دول أخرى، ولنا عبرة كبيرة فيما ارتكبه مجرمو حركة حماس في أحداث 25 يناير 2011 عندما اقتحموا الحدود الشرقية لمصر وأسهموا في هدم السجون وتهريب قيادات الإخوان وغيرهم من المجرمين الآخرين، وحولت الحدود المصرية الفلسطينية لبؤرة حرب لتزيد من الضغوط التي وقعت تحتها مصر في فترة تاريخية كنا ننتظر فيها كمصريين بسط يد العون من الأشقاء لكن ما وجدناه يد الغدر والخيانة كتهريب السلاح والمرتزقة الإرهابيين إلى مصر، أو استقطاب الشباب السيناوي لتدريبه على العمليات الانتحارية ضد قوات الجيش والشرطة المصرية، وزرع الألغام في طريق القوات.
 
تجاوزات حماس ضد الصحافة والإعلام


ولا تتوقف تجاوزات حماس ضد كل مَن يكشف عنها الستار، لتتعدى على حرية الصحافة والإعلام، وسبق في العام الماضي 2019، أن عبر صحفيون وإعلاميون فلسطينيون، عن رفضهم الشديد للانتهاكات التي تمارسها الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس في غزة بحق زملائهم بعد اعتقال البعض منهم، بالإضافة لحملة تخوين واتهامات لتشويه سمعتهم.


وأكدوا في بيان رسمي، أن هجمة حماس على الصحافيين لا تخدم القضية الفلسطينية بل تخدم أجندة إسرائيل، مطالبين حماس بالتراجع عن الاعتقالات التي تمت دون مبرر أو مسوغ قانوني. وقال نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة د. تحسين الأسطل: إن بيان حماس يشكك في وطنية الصحافيين ويحرض ضدهم بما يرقى لدرجة استباحة دمائهم وقتلهم وملاحقتهم ونبذهم من المجتمع.