تليجراف: لماذا تعيش المرأة القطرية في العصور المظلمة حتى الآن؟
تعيش المرأة القطرية في العصور المظلمة حتى الآن
«تمييزًا عميقًا» هكذا تصف المنظمات الحقوقية الأوضاع الإنسانية في قطر وخاصة حقوق المرأة، حيث كشفت بطولة كأس العالم التي تقام حاليًا في قطر، كيف يكافح لاعبو كرة القدم والمعلقون للإدلاء بتصريحات غير سلبية عن الدولة الصغيرة الغنية، رغم تأكيد المراقبين أنه من المروع إقامة البطولة في مكان سياسات الهوية به تتبع بشكل صارم الطائفة السلفية المتطرفة، التي لا تتواجد سوى في قطر بالنسبة للمنطقة العربية، فهذا التفسير الخاطئ والمتشدد للإسلام له أيضًا عواقب وخيمة على النساء اللائي يعشن في ظل نظام وصاية قمعي، تسميه منظمة هيومن رايتس ووتش "تمييزا عميقا"، حيث يتعين على المرأة الحصول على إذن الرجل عادة الأب أو الأخ للزواج والسفر والحصول على التعليم، كما أطلقت قطر تطبيقا يسمح للرجال باستخدام حق النقض على تصاريح السفر ورخص القيادة والخدمات الحكومية الأخرى للنساء غير المتزوجات تحت سن 25 عامًا.
سجن دائم
في قطر لا يعتبر الاغتصاب الزوجي أو العنف المنزلي غير قانوني، بحسب صحيفة "تليجراف" البريطانية، حيث يمكن للرجال أن يتزوجوا أربع نساء وفقًا للشريعة الإسلامية ولكن ما يضيف السوء لهذا الأمر أنه يمكن للزوج تطليق زوجته دون إخبارها أو منحها حقوقها الشرعية التي نصت عليها الشريعة، كما أن القانون لا يمنح النساء حق الوصاية على أولادهن فليس لديها السلطة لاتخاذ قرارات بشأن مدارس أطفالهم أو الشؤون المالية أو العلاج الطبي، قد يتم إرسال المرأة التي تبلغ عن اغتصابها إلى السجن، وكل هذا لا يندرج تحت الشريعة الإسلامية، وتابعت الصحيفة في تقريرها، أن أثناء وباء كورونا، قارنت إحدى هؤلاء النساء، والتي تدعى "أسماء"، حياتها بالإغلاق الدائم، حيث قالت "بالنسبة للفتيات أنت باستمرار في الحجر الصحي، وما يعيشه العالم كله الآن، هذه هي الحياة الطبيعية للفتيات في قطر كنت أرغب في الدراسة بالخارج ولكن والدي رفض الأمر تمامًا، على الرغم من أنني كنت سأحصل على منحة دراسية".
الواقع مختلف
وأوضحت الصحيفة أنه ليس من المتوقع أن يفهم لاعبو كرة القدم كل الطرق التي يتم من خلالها تقليص حياة المرأة القطرية، فبعد كل شيء، يبدو ظاهريًا أن العديد من القطريات يعشن حياة مميزة وهن متطورات ومتعلمات للغاية، لديهم خادمات وسائقين ومربيات يقومون بجميع الأعمال المنزلية ويتقاضون أجرًا زهيدًا، ولكن حتى مع وجود جيش من الخدم، لا تزال حياة المرأة القطرية محكومة بأهواء أسرتها، ما يصعب فهمه هو أن الوصاية لا تعمل ببساطة من خلال القانون، ولكن من خلال الأسر، إنه مزيج من السياسات والممارسات الثقافية والدينية، وتابعت أنه على الرغم من أن الحكومة وعددا متزايدا من القطريات يتحدثن عن المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة وتمكين المرأة، إلا أن الحقيقة هي أنه لا يوجد مكان يذهبون إليه للشكوى ولا مراقبة لكيفية معاملة المرأة، وما تفعله الحكومة حقًا هو منح الأسر تفويضًا للسيطرة على فتياتها بكل طريقة ممكنة، إذا أراد الأب إخراج ابنته من التعليم أو ضربها، فلا بأس بذلك، إن الطبيعة الأبوية المتطرفة في قطر تعني أن كل ما تفعله المرأة خاضع لسيطرة عائلتها.