الدوحة تستغل "القضية" لمهاجمة "الإمارات".. وسامي البشير: الغيرة الدافع الأبرز
هجوم متواصل من الإعلام القطري ضد دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أن أعلنت عن معاهدة السلام مع دولة إسرائيل، ورغم ردود الأفعال الدولية والعربية الإيجابية تجاه الخطوة الإماراتية نحو السلام والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته والمكاسب العربية من معاهدة السلام وعلى رأسها تراجع إسرائيل عن قراراتها بضم مزيد من الأراضي الفلسطينية، إلا أن الدوحة لا تزال تحاول الإساءة لدولة الإمارات وقادتها لأهداف بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية.
أوامر سيادية للأذرع الإعلامية القطرية بمهاجمة الإمارات
مصادر كشفت عن أوامر سيادية الصارمة للعاملين في قناة الجزيرة بتكثيف الهجوم ضد الإمارات وقادتها، ومهاجمة اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل؛ ما وضع إعلاميي الجزيرة في موقف شديد الصعوبة حيث عجزوا عن الهجوم على الإمارات كما ينبغي دون التحدث عن موقف التطبيع القطرية مع إسرائيل خاصةً أن قطر سبقت معظم الدول العربية في تقوية علاقاتها بإسرائيل وفتح الأراضي القطرية ملعبًا لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
مواقف محرجة تعرض لها القائمون على قناة الجزيرة القطرية لتنفيذ الأوامر الصادرة إليهم رغم عدم منطقيتها، واضطر القائمون على القناة لقطع البث عن المحلل السياسي المصري المقيم في الولايات المتحدة "ماك شرقاوي" والذي تم استضافته ليهاجم الإمارات وفاجأ القناة بحديثه عن العلاقات القطرية الإسرائيلية؛ ما اضطرهم لقطع حديثه على الفور.
ووفقاً لمقطع الفيديو الذي نشره شرقاوي على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فإن المذيعة لم تمنحه المجال للحديث عن اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل وقاطعته، وهو ما دعاه للاعتراض أكثر من مرة وطالب بمنحه وقتاً مثل الذي حصل عليه ضيفها من إيران، وأضاف: "كل الدول العربية لها علاقات مع إسرائيل بما فيها قطر"، قائلًا: "أرجوك لا تنفعلي لأن من الممكن أن يشهد الشهر القادم نقاشاً لك عن اتفاقية سلام رسمية بين قطر وإسرائيل فقاطعته المذيعة مرة أخرى وأنهت الحلقة.
خلال الأيام الماضية كان ناشطون قطريون مناهضون للتطبيع مع إسرائيل قد شنوا هجوماً عنيفاً ضد قناة الجزيرة بسبب تورطها في الترويج للجيش الإسرائيلي على خلفية أزمة التفجيرات الأخيرة في لبنان، حيث نشرت القناة خبراً على حسابها على "تويتر" جاء فيه: "الجيش الإسرائيلي يبدي استعداده لإيفاد فرق من جنود الجبهة الداخلية إلى لبنان للمساعدة في جهود الإنقاذ"، خاصةً أنها أول قناة عربية ساهمت نشر التطبيع مع إسرائيل للمنازل العربية بعد أن سخرت شاشاتها لتصريحات المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي وعدد كبير من كبار المسؤولين في إسرائيل.
البشير: نظام قطر "عبثي" ولا يعلم شيئاً عن السياسة.. وهجومه ضد الإمارات "غيرة"
من جانبه، يقول سامي البشير المحلل السياسي السعودي، إن الإمارات نجحت في إثبات جدارتها باحترام المجتمع الدولي لها قيادة وشعبًا، ومن الطبيعي ألا تلتفت إلى "عبث الجزيرة وأشباهها"، خاصةً أن سياسة الدوحة دائمًا ما تعرف بالتناقض وعدم المنطقية، وتحمل كمًّا كبيرًا من المراهقة والانفعالية فلا تعرف شيئًا عن السياسة طويلة المدى لأنها تفتقر في الأساس لأبسط القواعد الأساسية في عالم السياسة وذلك يرجع لأن سياساتها الخارجية لا تتعدى كونها حقائب من أموال الشعب القطري ترشي بها هذه الدولة أو تلك وتدفع لذلك الإعلامي أو ذلك وتدعم هذه المنظمة الإرهابية أو غيرها.
وأضاف البشير: فلم نر من قبل سياسة قطرية واضحة بل فقط ردود أفعال ومحاولات للبحث عن دور أو مكانة لمقارعة الدول الكبرى في المنطقة، وهجومها على الإمارات الفترات الماضية يعكس "غيرة شديدة" واضحة وضوح الشمس من دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب نجاحها الكبير على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية واحترام المجتمع الدولي لها كدولة لها ثقلها في الوطن العربي والعالم.
يقول البشير: إن الهجوم القطري ضد الإمارات يحمل كمًّا هائلًا من التناقض فكيف تهاجم قطر وأذرعها الإعلامية اتفاقية السلام الإماراتية التي ظهرت للجميع على شكل مفاوضات جادة بين دولتين، وحققت مكاسب عديدة للسلام وللقضية الفلسطينية بإيقاف ضم الأراضي الفلسطينية، رغم أن قطر أول من طبع مع إسرائيل بشكل حميمي يختلف تمامًا عن معاهدة الإمارات مع إسرائيل، حيث كانت قطر وما زالت مسرحًا كبيرًا لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية منذ عام 1996 حتى اليوم، وللأسف الشديد ستبقى قطر متاحة دائمًا لإسرائيل ومجرد "ذيل" لكل من يعادي الأمة العربية.
وتابع البشير: الإمارات دولة كبيرة لها ثقلها واحترامها وتعاملت مع إسرائيل بندية واضحة ونجحت في انتزاع مكاسب عديدة، ولكن على الجانب الآخر نرى قطر مجرد أداة سواء هي أو إعلامها وجزيرتها لبث السموم والفرقة بين الشعوب العربية وحكامها، فتأمرها إسرائيل بإرسال حقائب المال إلى حركة حماس لتحافظ على الانقسام الفلسطيني وتفرغ القضية الفلسطينية من مضمونها فلا تستطيع قطر ونظامها إلا السمع والطاعة.
وأوضح البشير، من المستحيل أن يقبل عاقل مقارنة دولة الإمارات العربية بقطر، الدوحة يحكمها نظام عبثي خائن لا يعمل لمصلحة شعبه ولا لمصلحة أي من الشعوب العربية، بل فقط يسخر أمواله وإعلامه وسياساته الخارجية كـ"بوق" للأنظمة المعادية للأمة العربية سواء كانت إسرائيلية أو تركية أو إيرانية.
واختتم البشير تعليقه قائلًا: "لم تقم قطر بأي عمل إيجابي لشعبها أو لشعوب المنطقة العربية منذ انقلاب الحمدين، فهي تعمل فقط في خدمة أعداء الأمة العربية وسياساتها ستؤدي بها إلى الهاوية، وهو ما يظهر الآن واضحًا فيعاني اقتصادها من ضعف ملحوظ لأنها لا تستطيع رفض أي أوامر تصدر لها بالتمويل، فيأمرها أردوغان فلا تستطيع الرفض، وتدفع المليارات وتأمرها إسرائيل فتدفع الملايين لحماس وتأمرها إيران أيضًا لتدفع أموالًا طائلة حتى تسكت إيران عن وجود القاعدة الأميركية في قطر، وهذا أمر مستمر طالما استمر النظام القطري الحالي على كرسي الحكم في قطر للأسف الشديد.