وقف إطلاق النار في غزة الحل الوحيد لوقف الحرب الشاملة في شمال إسرائيل

وقف إطلاق النار في غزة الحل الوحيد لوقف الحرب الشاملة في شمال إسرائيل

وقف إطلاق النار في غزة الحل الوحيد لوقف الحرب الشاملة في شمال إسرائيل
صورة أرشيفية

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل على طول الحدود اللبنانية، حيث بدأ التصعيد ليلة 3 يونيو بعد اشتعال النيران في أجزاء واسعة من شمال إسرائيل في أعقاب إطلاق حزب الله صواريخ على المنطقة، وأتت الحرائق المستعرة على أكثر من 3000 فدان.

عواقب وخيمة

وأكدت الصحيفة، أن تصاعد التوترات في الجبهة الشمالية هو تذكير لحكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة بأن إطالة أمد حرب غزة لا تقتصر آثارها المدمرة على الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين فحسب، بل تمتد إلى شمال إٍسرائيل الذي أصبح جزءًا كبيرًا منه مهجور إلى حد كبير.

وتابعت، أنه ومن الواضح على نحو متزايد أنه بدون وقف إطلاق النار في غزة، فإن الوضع على الحدود الشمالية يمكن أن يتدهور بسرعة إلى حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله.

لقد تم ربط الجبهتين منذ بداية الحرب. ودخل حزب الله الصراع في الثامن من أكتوبر، وأطلق النار على مواقع عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل بعد أقل من 24 ساعة من هجوم حماس من غزة.

وتابعت، أنه منذ ذلك الحين، تخوض إسرائيل حرب استنزاف شاقة، وإن كانت محصورة، مع تبادل يومي تقريبًا للصواريخ والطائرات المسلحة بدون طيار وإطلاق الصواريخ، الأمر الذي يتطلب قوة بشرية وموارد عسكرية ثابتة وقوية.

وقد صرح زعيم حزب الله حسن نصر الله مرارًا وتكرارًا أن حزب الله سيواصل هجماته طالما استمرت الأعمال العدائية في غزة. 

وقد أشارت المجموعة إلى أنه حتى وقف القتال في غزة من شأنه أن يدفعها – على الأقل مؤقتًا – إلى التنحي إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه، تمامًا كما فعلت خلال توقف القتال لمدة أسبوع في أواخر العام الماضي. 

وأضافت الصحيفة، أن أي صفقة تهدف إلى استقرار الوضع في الشمال سوف تعتمد على التوصل إلى حل حاسم للصراع في غزة تقبله حماس، وحتى مع ذلك، فإن النازحين الإسرائيليين لديهم شكوك مفهومة في أن وقف إطلاق النار الذي يتبعه اتفاق دبلوماسي يمكن أن يستعيد الأمن، وبالتالي فإنهم يدفعون باتجاه عمل عسكري كبير.

أضرار واسعة

وأكدت الصحيفة، أن تصاعد التوترات تسبب في أضرار للعديد من المنازل والبنية التحتية، وما يزال عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تم نقلهم إلى الفنادق ليس لديهم أي فكرة عما إذا كان بإمكانهم العودة إلى منازلهم ومتى، أو تحت أي ظروف. 

ومع اقتراب العام الدراسي من الانتهاء وحاجة الناس إلى التخطيط لفصل الخريف، ليس لدى الكثيرين أي فكرة عما إذا كانوا سيتمكنون من العودة إلى حياتهم أم لا، اختار البعض مغادرة الفنادق والانتقال لمدة عام آخر على الأقل ويعاني الكثيرون من ضائقة اقتصادية لأن أعمالهم لا تستطيع العمل، ولم تزودهم الدولة بجدول زمني أو خطة.

وأضافت، أن دخول حزب الله إلى الحرب أمر مهم،  فالجماعة هي العمود الفقري لما يسمى بمحور المقاومة الإيراني، والذي يضم الحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، والجهاد الإسلامي وحماس في الأراضي الفلسطينية، وقد عملت بلا كلل منذ حرب لبنان الثانية عام 2006 لبناء يصل قوتها، لكن ثمن أي تصعيد إضافي، لكلا الجانبين، سيكون أعلى بما لا يقاس مما كان عليه في الصراع السابق.

ومع ذلك، أعطى المستوى السياسي الإسرائيلي الأولوية لهزيمة حماس في غزة، على الرغم من أن ترسانة حزب الله أقوى بكثير.
 
تدعي إسرائيل أنها تحقق إنجازات تكتيكية مهمة ضد حزب الله في جهودها لتأمين الحدود، ولكن مع التزايد المطرد في عدد الطائرات بدون طيار والصواريخ التي يتم إطلاقها من لبنان (شهد شهر مايو أكبر عدد من الهجمات منذ أكتوبر)، فربما أصبح التجول في البلدات الشمالية شبه الفارغة الآن أكثر خطورة بكثير من التجول في المدن القريبة من غزة.