تطهير الإعلام من الإخوان.. تونس تغلق قنوات جديدة مملوكة لأعضاء الجماعة

أغلقت تونس عدة قنوات تتبع جماعة الإخوان

تطهير الإعلام من الإخوان.. تونس تغلق قنوات جديدة مملوكة لأعضاء الجماعة
صورة أرشيفية

بعد أسابيع قليلة من إغلاق تونس لقناة الزيتونة التابعة للإخوان، قررت اليوم إغلاق قناة أخرى، ضمن الحملات الوطنية لتطهير البلاد من سيطرة الجماعة.

إغلاق نسمة 

واليوم، قررت الهيئة المستقلة لتنظيم الإعلام السمعي والبصري في تونس، إغلاق محطة تلفزيون "نسمة" لصاحبها رئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي، وإذاعة "القرآن الكريم" لمالكها النائب بالبرلمان المجمّد ورئيس "حزب الرحمة" حسين الجزيري، بسبب نشاطهما غير القانوني، واحتجزت معداتهم بأكملها.

وأعلنت الهيئة المسؤولة عن تنظيم المشهد الإعلامي في تونس، أسباب قرارها بأنه جاء نتيجة عدم امتثال هاتين المحطتين الإعلاميتين للقانون، رغم التنبيهات والتحذيرات التي وجهتها إليهما بإيقاف البث لعدم الحصول على الترخيص القانوني ودعوتهما لتسوية وضعهما لكن دون جدوى، إضافة إلى تجاهلهما للعقوبات المالية المسلطة عليهما.

قنوات الإخوان

وتعتبر قناة "نسمة" وإذاعة "القرآن الكريم"، المملوكتان لمؤيدي الإخوان، من القنوات الموجودة بالبلاد منذ أعوام دون ترخيص من السلطات المختصة، ما كان سبّب جدالا واسعا بالبلاد، لاسيما بعد أدوارهم في التأثير السياسي خلال الانتخابات السابقة واستغلالهما من طرف أصحابهما للقيام بالدعاية الانتخابية، رغم أن ذلك كان من المحاذير القانونية بتونس، بالإضافة إلى الشبهات العددية حول مصادر التمويل.

وفي نهاية الشهر الماضي، تم القبض على رئيس حزب "قلب تونس" والمرشح السابق في انتخابات الرئاسة التونسية نبيل القروي، في مدينة تبسة شرق الجزائر، قرب الحدود التونسية، بعد وجود معلومات بإقامته في منزل أحد المواطنين بجهة تبسة.

واختفى نبيل القروي، رجل الأعمال التونسي ومالك قناة نسمة المحليّة، من سبتمبر الماضي، بعد ملاحقته في بلاده بتهم تتعلق بالفساد المالي والتهرب الضريبي، حيث توارى عن الأنظار منذ إطلاق سراحه منتصف شهر يونيو الماضي، ورفع حجر السفر عنه في الـ23 من الشهر نفسه، فانتشرت ترجيحات بوجوده خارج البلاد.

وفي ظل ذلك الاختفاء، يعيش حزبه "قلب تونس"، حليف "حركة النهضة، وثالث أكبر كتلة في البرلمان التونسي أزمة كبيرة، وسط أزمة عن مستقبله المجهول، لذلك استقال عدد من ممثليه وفرض الإقامة الجبرية على آخرين، بعد القرارات الاستثنائية للرئيس قيس سعيّد يوم 25 يوليو، بتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه.

وكان القروي اعتُقل في أغسطس 2019، خلال حملة الانتخابات الرئاسية، وتغلب من داخل سجنه على معظم المرشحين في الدور الأول من الانتخابات، وتم إطلاق سراحه قبل أيام من جولة الإعادة التي خسر فيها أمام الرئيس الحالي قيس سعيّد، لكن ظل تحيط به شبهات الفساد المالي.

إغلاق منصات الإخوان

وفي ٦ أكتوبر الجاري، داهمت قوات الأمن التونسية مصحوبة بأعضاء من "الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري" (الهايكا) وعدول تنفيذ، مقر قناة الزيتونة في العاصمة وقاموا بحجز معدات البث للقناة.

ووفقا لـ "الهايكا"، فإن قرار الحجز يأتي بعد عديد التنبيهات بإيقاف البث لعدم حصول القناة على الترخيص القانوني ودعوتها لتسوية وضعيتها القانونية، وكذلك بعد تسليط مخالفات مالية ولكن دون أي تجاوب من القناة المذكورة.

وتعد قناة "الزيتونة" الخاصة، مقربة من حزب "النهضة"، إذ إن مؤسسها أسامة بن سالم هو ابن القيادي في الحزب والوزير السابق المنصف بن سالم، قبل أن يبيع أسهمه في القناة لصالح شريكه.

كما تم القبض على عامر عياد، وهو مقدم برنامج حواري في القناة، بتهمة "تقويض أمن الدولة".

وصدر قرار الإغلاق قبل 4 أعوام ولكن عطلته حركة النهضة الإخوانية التي كانت تسيطر على مقاليد الحكم في البلاد جراء أن مؤسس القناة هو الإخواني والقيادي بالحركة أسامة بن سالم، نجل الإخواني والوزير السابق المنصف بن سالم.

ولاقت تلك الخطوات إشادات واسعة بالبلاد، حيث أبدت 19 منظمة حقوقية تونسية، في بيان مشترك، ارتياحها لتطبيق القانون على قناة الزيتونة التي كانت تبث بشكل فوضوي بالإضافة إلى حثها على التفرقة بين التونسيين والدعاية الحزبية لحركة النهضة، وتشويه سمعة معارضيها والاستخفاف بقرارات الهيئة العليا المستقلة للسمعي والبصري (الهايكا).

وطالبت الجمعيات "الهايكا"، بأن "تضع حدا للبث غير القانوني لكل من قناتي نسمة وحنبعل (الخاصتين)، موضحة أن الحكومات السابقة وقفت موقف المتفرج إزاء تمردهما على القانون، وما انجر عن ذلك من إحكام قبضة لوبيات سياسية ومالية على وسائل الإعلام، وانتهاكات صارخة لأخلاقيات العمل الصحفي، واستغلال فظيع للصحفيين الشبان، وإساءة لمكانة المهنة الصحفية في المجتمع".