خبراء اقتصاديون.. المقاطعة السعودية كبدت تركيا خسائر بالمليارات
مخاطر عديدة أحاطت بالاقتصاد التركي منذ القرار الشعبي السعودي بمقاطعة المنتجات التركية وانحياز عدة شعوب عربية للمملكة في قرارها الشعبي، خسائر الاقتصاد التركي بالمليارات خاصة مع اعتمادها الكبير على الأسواق العربية الأضخم في المملكة والإمارات ومصر.. خبراء أكدوا لـ"العرب مباشر" أن الاقتصاد التركي أضعف من أن يتحمل المقاطعة السعودية والعربية طويلًا، وأن الخسائر ستتجاوز عشرات المليارات وتهدد الاقتصاد التركي بانهيار غير مسبوق.
العجلان: الاقتصاد التركي سيخسر 20 مليار دولار بسبب المقاطعة السعودية
يقول عجلان العجلان، رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية، إن القرار الشعبي بمقاطعة المنتجات التركية تسبب في أضرار بالغة للاقتصاد التركي خاصة بعد تأييد عدد من الشعوب الصديقة للحملة ومشاركتها في مقاطعة كل ما هو تركي.
وأضاف: السعودية كانت تدعم الاقتصاد التركي بما يقرب من مليون سائح سعودي، وكان السائح السعودي الأكثر إنفاقا في الأسواق التركية كمشتريات مباشرة من أسواقهم، الآن لن يذهب سعودي واحد إلى تركيا وهذا يمثل ضربة قوية للسياحة التركية، بالإضافة إلى أن حجم الاستيراد السعودي للمنتجات التركية كان يصل لقرابة 15 مليار ريال سعودي، وكذلك الاستثمارات السعودية في تركيا كانت تتجاوز عدة مليارات من الدولارات، وكل هذا أصبح الآن يساوي صفرا، موضحًا أن الإحصائيات المبدئية تؤكد أن خسائر الاقتصاد التركي من حملة المقاطعة ستصل إلى 20 مليار دولار خلال الفترة القادمة.
وتابع: حالة العداء والكراهية التي يبثها أردوغان لعدد كبير من دول العالم وعلى رأسها العداء الممنهج ضد المملكة العربية السعودية ومعظم دول الخليج وأيضًا عدائه الواضح لمصر وليبيا بالإضافة لمعاداته لأرمينيا وقبرص واليونان جميعها أمور كشفت حقيقة التآمر المستمر منذ سنوات من النظام التركي ضد أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
وأضاف: الشعوب العربية أصبحت واعية، والشعب السعودي رأى بنفسه كيف تكشف القيادة التركية عن عدائها ضد المملكة وشعبها بشكل مباشر، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في أحد تصريحاته العدائية: إن هناك دولا في الشرق الأوسط موجودة الآن ولن تكون موجودة مستقبلاً في تهديد مباشر لبعض الدول العربي وهو تهديد لا يحتمل أي لبس.
يقول العجلان: لذلك انتفض الشعب السعودي ممثلاً في مؤسساته وشركاته ومواطنيه ليعلنها صراحة أنهم يرفضون التعامل مع تركيا، التي تعاني في الأساس من انهيار اقتصادي غير مسبوق أدى لانخفاض عملتها أكثر من 313% منذ عام 2013 حتى الآن وقفز الدولار الذي كان يساوى 2 ليرة لتصبح قيمته 8 ليرات مع تضاعف حجم الدين والبطالة والتضخم بسبب السياسات الخرقاء والمدمرة لأردوغان ونظامه.
وأوضح أن السعوديين قرروا التصدي للعداء التركي الواضح ضد وجودنا وبلادنا وقياداتنا، وقررنا أن لا تعامل منذ اليوم سواء في مجالات السياحة أو الاستيراد أو الاستثمار وهذا أقل شيء نقدمه لأوطاننا.
"الدرس السعودي" لأردوغان شديد القسوة والاقتصاد التركي لن يتحمله طويلًا
من جانبه، يقول د. ماهر السيف المحلل الاقتصادي السعودي، القرار الشعبي بمقاطعة المنتجات التركية كان درسًا واضحًا للحكومة التركية بأن الشعب قادرًا على معاقبة كل من يتجاوز ضد المملكة وأمنها، موضحًا أن الأرقام المبدئية تؤكد أن الاقتصاد التركي لن يتحمل المقاطعة طويلًا خاصة مع توسعها ودعم عدة شعوب عربية لها، في ظل الانهيار الحاد الذي يعاني منه الاقتصاد التركي بسبب سياسات حكومته، خاصة أن حجم التبادل التجاري بين المملكة تركيا انخفض في السنوات الماضية وفقًا لبيانات رسمية صادرة عن وزارة الخارجية التركية، موضحًا أن الحملة الأخيرة زادت من خسائر الاقتصاد التركي بشكل غير مسبوق.
وأضاف: هناك أكثر من 200 شركة تركية تعمل في السعودية، فالمملكة هي الدولة الخليجية الثانية بعد قطر والدولة السابعة على مستوى العالم على صعيد حجم الأعمال التي ينفذها المقاولون الأتراك وكل هذه الأرقام إذا أضفنا إليها غياب السائح السعودي عن أنقرة والذي وصفته الإحصائيات الرسمية التركية بأنه أهم السائحين على مستوى العالم وأكثرهم إنفاقًا فنرى بوضوح المأزق الذي يمر به الاقتصاد التركي المتداعي في الأساس نتيجة سياسات حمقاء لقياداته ونظامه الحاكم.
وتابع السيف، الدرس الشعبي السعودي لأردوغان كان قاسيًا وهذا ظهر بوضوح في تصريحات عدة مسؤولين أتراك، من بينهم رئيس اتحاد مصدري الملابس في إسطنبول الذي أكد أن العلامات التجارية العالمية التي تنتج في تركيا ولها متاجر في السعودية تأثرت جميعها بالمقاطعة؛ ما تسبب في خسائر مادية جسيمة للمزارعين والمصدرين في عدة مدن تركية، مؤكدًا أن الخسائر ستتوالى إذا استمرت تلك الحملة.