فايننشال تايمز: نقاط ضعف أردوغان تمنعه من ابتزاز أوروبا أو إغضاب العرب
كشفت فايننشال تايمز أن نقاط ضعف أردوغان تمنعه من ابتزاز أوروبا أو إغضاب العرب
وصفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالحليف المثير للغضب، حيث أكدت أن محاولاته لابتزاز الدول الأوروبية أو العالم العربي أصبحت فاشلة وغير ممكنة بسبب معاناته مع نقاط ضعف داخلية تهدد حكمه وعلى رأسها الانهيار الاقتصادي وتراجع شعبيته بصورة كبيرة قبل عدة أشهر من انطلاق السباق الانتخابي الرئاسي.
ديكتاتورية أردوغان
تقرير صحيفة "فايننشال تايمز" قال لا شك في أن أردوغان حليف مثير للغضب، فبعد إسقاط اعتراضاته الأسبوع الماضي على انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، أثار الرئيس التركي على الفور شكوكًا جديدة، مشيرًا إلى أن البرلمان التركي قد لا يوافق على الاتفاقية، ما لم تسلم السويد 73 شخصًا تتهمهم تركيا بالإرهاب، ولكن تسليم أي شخص إلى رحمة نظام أردوغان هو طلب صعب لأي ديمقراطية، فعلي سبيل المثال صلاح الدين دميرتاش، كردي وسياسي معارض بارز، مسجون منذ عام 2016، على الرغم من قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بإطلاق سراحه معتبرة سجنه كان مجرد غطاء لغرض سياسي خفي، ولا تعد هذه القضية الوحيدة، حيث سُجن عثمان كافالا، وهو رجل أعمال ومحسن، مدى الحياة دون الإفراج المشروط في شهر إبريل الماضي بتهمة التخطيط لانقلاب، وعلى الرغم من أن ضعف الأدلة ضده أدت إلى احتجاجات من قبل الحكومات الغربية وجماعات حقوق الإنسان والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، إلا أنه تم سجنه مع سبعة متهمين آخرين، بمن فيهم هاكان ألتيناي، الأكاديمي البارز، لمدة 18 عامًا بناءً على أدلة مشكوك فيها للغاية، وأفادت الصحيفة، أن سلوك أردوغان يثير أسئلة غير مريحة للناتو، حيث يقول التحالف إنه يعمل على الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن سجن المعارضين السياسيين بتهم ملفقة أمر لا يمكن السكوت عنه، كما أن استعداد أردوغان لابتزاز الناتو مستخدمًا ملف فنلندا والسويد يثير أيضًا شكوكًا حول الطريقة التي قد تتصرف بها تركيا في الأزمات المستقبلية، فالمادة الخامسة للناتو تنص على ضمان الدفاع المتبادل في قلب التحالف الذي قد ينجم عن هجوم روسي يعتمد على التصويت بالإجماع.
نقاط الضعف
وبحسب الصحيفة، فإن أردوغان قد شوه بشكل خطير أوراق اعتماد تركيا الديمقراطية، ولكن لا تشكل تركيا أي تهديد أمني لبقية دول الناتو ربما باستثناء اليونان، التي تشعر بالقلق من استعراض عضلات أردوغان في بحر إيجه، وأردوغان يعرف ذلك، إنه يستخدم النفوذ الذي أعطته له الحرب في أوكرانيا، ولكنه ليس بعيد المنال حيث يمتلك أعضاء الناتو الآخرين أيضًا نفوذًا يمكنهم استخدامه في تركيا ضد أردوغان، وبالمثل الدول العربية التي تمتلك مفتاحًا آخر لنقاط ضعف أردوغان، فعلى سبيل المثال عندما قاطع السعوديون بشكل غير رسمي البضائع التركية فلم يتحمل الرئيس التركي مثل هذا الضغط، وكانت رسالة إنذار خطيرة أن العرب قد يضغطون على أردوغان بطرق متعددة وبسيطة، وأفادت الصحيفة، أن الاقتصاد التركي الضعيف يمنح أعضاء الناتو الآخرين بعض النفوذ المضاد على أردوغان، حيث بلغ معدل التضخم في تركيا الآن نحو 80 في المائة - ويرجع جزء كبير منه إلى سوء إدارة أردوغان للاقتصاد، كما انخفضت العملة التركية بأكثر من 60 في المائة خلال العامين الماضيين، وتعاني البلاد من عجز ضخم في الحساب الجاري وكان هناك حديث مستمر عن أنها ستحتاج في النهاية إلى خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي، وسيكون هذا إذلالًا لأردوغان مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في عام 2023، ولتجنب كارثة اقتصادية ، من المرجح أن تحتاج تركيا إلى مساعدات خارجية، وهذا هو المكان الذي يمكن أن يساعد فيه حلفاؤها في الناتو، وفي مقابل المساعدة الاقتصادية ، قد يتعين على تركيا اتخاذ موقف أكثر منطقية بشأن عضوية الناتو لفنلندا والسويد، الصحفية أشارت إلى صعوبة طرد تركيا من الناتو حاليًا، حيث ستصبح أوكرانيا غير ساحلية فعليًا وسيمتد النفوذ الروسي إلى البحر الأبيض المتوسط - إلا أن ضعف الاقتصاد التركي يمنح أعضاء الناتو الآخرين بعض النفوذ المضاد على أردوغان.