مع تنصيب إبراهيم رئيسي.. ما هي رسائل واشنطن لإيران؟
أرسلت واشنطن عدة رسائل إلي إيران مع تنصيب إبراهيم رئيسي
استعرض تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية ما يدور من تكهنات وصدامات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، خصوصا مع تنصيب إبراهيم رئيسي، صاحب التوجه المتشدد، لمقاليد الأمور في البلاد.
وبحسب الهيئة، فقد دعت الولايات المتحدة الرئيس الإيراني الجديد إلى العودة إلى المحادثات الخاصة بإحياء الاتفاق النووي التاريخي.
وحذر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية من أن نافذة الدبلوماسية لن تبقى مفتوحة إلى الأبد.
كما أشارت الهيئة البريطانية إلى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ عام 2018، عندما انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي وأعاد العقوبات.
وأدى إبراهيم رئيسي اليمين يوم الخميس، قائلا: إنه سيدعم "أي خطط دبلوماسية" لإنهاء العقوبات المفروضة على إيران.
وقال "يجب رفع جميع العقوبات الأميركية غير القانونية عن الأمة الإيرانية".
وأشارت "بي بي سي" إلى الاتهامات التي وجهتها دول غربية إلى إيران التي تسعى لصنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.
وأضافت أن الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وست دول أخرى -الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا- شهد بالفعل وقف بعض الأعمال النووية مقابل إنهاء العقوبات التي تضر باقتصادها، إلا أن إيران أعادت بدء العمل النووي المحظور بعد انسحاب ترامب من الاتفاق.
ووصفت "بي بي سي" المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا بين إيران ودول أخرى بأنها مفاوضات شائكة حول صفقة بالية، في محاولة لإحياء الاتفاق ورفع العقوبات، إلا أنه ومع ذلك، فقد تم تعليق المحادثات لعدة أسابيع.
كما أوردت الشبكة تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين، في أعقاب تنصيب رئيسي، إذ قال: "نحث إيران على العودة إلى المفاوضات قريبًا حتى نتمكن من السعي لإنهاء عملنا".
وأضاف برايس: "رسالتنا إلى الرئيس رئيسي هي نفس رسالتنا إلى أسلافه.. ستدافع الولايات المتحدة عن مصالح أمننا القومي ومصالح شركائنا وتعززها. ونأمل أن تغتنم إيران الفرصة الآن لدفع الحلول الدبلوماسية".
لكنه حذر في الوقت ذاته من أن "هذه العملية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية".
وبحسب التقرير، خلف السيد رئيسي، رجل الدين المتشدد، حسن روحاني، الذي يُنظر إليه في الغرب على أنه معتدل نسبيًا.
وأضاف: أن الرجل البالغ من العمر 60 عامًا مقرب من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وقد وُصف بأنه خليفة محتمل.
ومن بين التحديات الرئيسية التي يواجهها ابراهيم رئيسي هي الاقتصاد المنهك، ما أدى إلى تزايد السخط بين عامة الإيرانيين، الذين شهدوا ارتفاعًا حادًا في تكلفة المعيشة. كما ألقت إيران باللوم على العقوبات الأميركية في النقص الحاد في الأدوية.
وإلى جانب الأزمة الاقتصادية، تكافح إيران جائحة فيروس كورونا. إنها الدولة الأكثر تضرراً في المنطقة، وقد سجلت أكبر عدد من الحالات في الأيام الثلاثة الماضية على التوالي.
كما هزت إيران موجة من الاحتجاجات في الشوارع في الجنوب الغربي، نجمت جزئيًا عن النقص الحاد في المياه.
وبحسب "بي بي سي"، تعرض رئيس القضاء السابق، إبراهيم رئيسي، لانتقادات شديدة بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان. واتهمته جماعات انتخابية بالتورط في إعدام آلاف السجناء السياسيين عام 1988.
وأشارت إلى أن رئيسي كان أحد أربعة قضاة جلسوا في محاكم سرية، تُعرف باسم "لجنة الموت" التي حكمت على السجناء بالإعدام.
وقال: إن الأحكام كانت مبررة لأن المرشد الأعلى آنذاك آية الله روح الله الخميني أصدر فتوى أو حكمًا دينيًا.
كما أشارت الشبكة إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على رئيسي في عام 2019 بسبب انتهاكات فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان.