تقرير يكشف المشروع القطري التركي في أفغانستان
كشف تقرير عن مشروع قطر وتركيا في أفغانستان
في تقرير نشره "معهد السياسات الإستراتيجية الأسترالي"، اليوم الاثنين، عن محاولات مستميتة تبذلها قطر وتركيا جنبا إلى جنب، لأجل إضفاء الشرعية على نظام طالبان الإرهابي، لافتا إلى أن ذلك التحالف القطري التركي في أفغانستان هو امتداد لما قام به البلدان قبل ٢٠١١ لدعم جماعة الإخوان الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما انتهى بالفشل الذريع.
فشل الإخوان وشرعنة طالبان
وقال تقرير المركز الأسترالي: إن الفشل الذريع في أفغانستان أشعل خصومات إقليمية في الشرق الأوسط، في ظل ما تفعله قطر وتركيا لإعادة جماعة إرهابية إلى صدارة الأحداث ومحاولات إضفاء الشرعية على عناصر الحركة الإرهابية.
وأشار التقرير إلى أن قطر الصغيرة الغنية بالنفط وحليفتها تركيا، وحدتا قواهما مؤخرا لمساعدة طالبان وداعميهم الباكستانيين على توطيد سلطتهم واقتناص الاعتراف الدولي بحركة طالبان.
وتساءل تقرير معهد الدراسات السياسية والإستراتيجية الأسترالي: ترى، ما الفائدة لهذين البلدين البعيدين (تركيا وقطر) في أفغانستان؟
تحالف الشر
وأوضح التقرير أن التحالف الحميم بين قطر وتركيا يتبلور إلى حد كبير منذ الثورات التي عرفت باسم "الربيع العربي"، قبل أكثر من عقد من الزمان؛ حيث اشتركت الدولتان بشكل متزايد في الصراعات الإقليمية الجيوسياسية والإستراتيجية المشتركة، ودعمت كل من الدوحة وأنقرة انتفاضات الربيع العربي وجماعة الإخوان في مصر.
كما أشار التقرير إلى المقاطعة العربية التي فرضتها دول الرباعي العربي على قطر بسبب إصرارها على دعم الإرهاب من ناحية، والترابط الشديد معهم من جهة أخرى.
وأضاف التقرير الأسترالي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تسببت رغبته في أن يكون لاعباً محوريا في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي "بمسمى الخليفة" أثار حفيظة دول الشرق الأوسط ضده.
وتابعت: إن أردوغان عمل على تعزيز القاعدة العسكرية لتركيا في قطر، وقدم لها كل ما تحتاجه من مساعدة، بما في ذلك تسهيل معاملاتها مع أوروبا وخارجها.
وذكر التقرير بأن قطر دولة صغيرة للغاية، ويبلغ عدد سكانها الأصليين ما يزيد قليلاً عن 200.000 نسمة، يعيشون بمساعدة مليوني عامل أجنبي.
وأشار التقرير كذلك إلى أن الدوحة استغلت ثروتها النفطية، وعلاقاتها الوثيقة مع تركيا وكذلك الولايات المتحدة، التي لديها أكبر قاعدة في الشرق الأوسط في قطر، وتحاول من خلال ذلك أن تلعب دورًا مهمًا على الصعيدين الإقليمي والدولي.
الجزيرة وطالبان
وأضاف التقرير: أن قطر تسعى دائما لتحقيق وجود وكيان لها في سياسة خارجية.
وأضاف أنه كجزء من ذلك، لم يقتصر الأمر على إنشاء شبكة الجزيرة الإعلامية التي تعرض وجهات نظر نقدية واسعة النطاق، بما في ذلك بعض وجهات النظر التي أزعجت الدول العربية المحافظة، ولكنها استضافت أيضًا مكتبًا سياسيًا لطالبان منذ عام 2013.
وبحسب التقرير، أثبتت وساطة الدوحة بين الولايات المتحدة وطالبان والأحزاب الأفغانية الأخرى قدرتها الشرائية في إغراء طالبان لإبرام اتفاق السلام في فبراير 2020 مع الولايات المتحدة.
صفقة معيبة
وأشار التقرير إلى أن تلك الصفقة كانت معيبة بشكل رهيب، لأنها لم تنص على وقف إطلاق نار شامل وتسوية سياسية، لكنها لبت رغبة الولايات المتحدة الجادة في الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرًا، وهو ما مدده بايدن بأربعة آخرين.
وأضاف تقرير المعهد الأسترالي، أنه مع عودة طالبان وإذلال الولايات المتحدة، وإذلال أقوى تحالف عسكري في العالم، الناتو، فإنه يبدو أن قطر قد ألقت بثقلها الآن وراء طالبان لجعل حكمهم عمليًا وذا مصداقية، وإن كان تحت رعاية وكالة التجسس العسكرية الباكستانية القوية، Inter-Services Intelligence.
سفارة قطر
وبعد نقل نائب زعيم طالبان والمفاوض الرئيسي في الدوحة إلى قندهار في أواخر أغسطس، أرسلت قطر الآن فريقًا تقنيًا للمساعدة في إدارة عمليات مطار كابول لكل من الرحلات الداخلية والدولية. كما أشارت إلى استعدادها لتقديم مساهمة مالية كبيرة لخزينة طالبان وتفعيل الاقتصاد الأفغاني المحتضر.
وأشار التقرير إلى أن اليوم، بعد كل ما كان، فإن أهم سفارة آمنة في كابول، بعد سفارة باكستان، هي سفارة قطر. وتنضم قطر في جهودها إلى جانب تركيا في المساعدة في تفعيل مطار كابول وإبداء استعدادها للعب دور في إضفاء الشرعية علي حركة طالبان.