أفغانستان تواجه المجهول.. خبير دولي: طالبان ترتكب جرائم حرب
تواجه أفغانستان مستقبلا قاتما مع سيطرة طالبان علي مقاليد الأمور
منذ بداية الاستعداد للانسحاب الأميركي لأطول حرب خاضتها الولايات المتحدة، بسطت حركة طالبان يدها الإرهابية داخل عدة مدن جديدة لتتسارع بأفغانستان الأحداث بصورة مخيفة، حتى وصلت لاقتحام طالبان كابل من كافة الأطراف، وسط هلع المواطنين.
اقتحام كابل
خلال الأيام الماضية، تسارعت الأحداث في أفغانستان، حيث دخلت طالبان عدة مناطق وسيطرت عليها، إلى أن وصلت اليوم للعاصمة كابل واقتحمتها من عدة أطراف ودخلت ضواحي العاصمة، فيما يعد مطار كابل هو المخرج الوحيد الباقي تحت سيطرة قوات الحكومة.
وأعلن أحد قادتها أن الحركة أمرت المقاتلين بالإحجام عن العنف في كابل والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، وطالب النساء بالتوجه لأماكن آمِنة.
كما أعلنت طالبان انتظارها تسليما سلميا لمدينة كابل، حيث من المرجح أن مفاوضين من الحركة "يتجهون إلى القصر الرئاسي للتحضير لانتقال السلطة".
ورغم ذلك، نقلت وكالة "رويترز" 'عن شهود عيان أن مقاتلين من طالبان يدخلون كابل بعنف، بينما صرحت الحركة، بأنها لا تريد اقتحام كابل بالقوة.
تحركات أفغانية
وفي ظل تلك الأوضاع، أجرى الرئيس الأفغاني، أشرف غني، اليوم الأحد، محادثات طارئة مع المبعوث الأميركي خليل زاده ومسؤولين في حلف شمال الأطلسي.
وأفادت الرئاسة الأفغانية بأنه سمع دوي إطلاق نار في أكثر من منطقة في محيط كابل، مشيرة إلى أن القوات الأمنية "تسيطر على الوضع".
بينما يضع انهيار القوات الحكومية الرئيس أشرف غني تحت ضغوط متزايدة للاستقالة.
كما أعلن وزير الداخلية الأفغاني أن حركة طالبان بدأت اقتحام كابل من جميع الجهات، قائلا إنه لن يكون هناك قتال في كابل وأنه سيكون هناك اتفاق سياسي وسلمي بشأن العاصمة الأفغانية.
فيما نشرت تقارير محلية نقلا عن مصادر موثوقة أن رئيس البرلمان الأفغاني، مير رحماني، وعددا من القادة والمسؤولين الآخرين غادروا إلى إسلام آباد بباكستان.
هلع في كابل
ووسط تلك الأحداث، ساد الخوف والهلع بين أهالي كابل مع تقدم طالبان، فيما أكد ثلاثة مسؤولين أفغان لوكالة "أسوشيتد برس" أنه لم يكن هناك أي قتال حتى الآن، حيث دخل مقاتلو طالبان في مناطق كالكان وقراباغ وباغمان، ما يثير هلع المواطنين.
وتسببت تلك الاشتباكات الضارية السابقة في نزوح أكثر من ربع مليون شخص من مناطقهم، حيث اتجه غالبية الفارين مسبقا إلى كابل بحثا عن الأمان.
تحركات طالبان
ويأتي ذلك بعد أن سيطرت طالبان على آخر المدن الرئيسية خارج العاصمة الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية المعزولة في البلاد، وهي مدينة خوست عاصمة ولاية خوست، ما أدى إلى فصل العاصمة عن الشرق.
وسيطرت طالبان مسبقا على جلال آباد وعاصمة ولاية ميدان وردك غرب كابل، حيث أصبحت الحدود الأفغانية الباكستانية تحت سيطرة طالبان.
وبالأمس سقطت مدينة مزار شريف شمالي أفغانستان في يد طالبان، وبذلك أصبحت الحركة تسيطر على 90% من البلاد.
من ناحيتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنشر 5000 جندي للمساعدة في إجلاء مواطنيها، كما سيصل حوالي 600 جندي بريطاني إلى كابل في نهاية الأسبوع للمساعدة في إجلاء الرعايا البريطانيين.
دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الثلاثاء الأطراف المتنازعة إلى وقف القتال في أفغانستان وطالبت طالبان بإنهاء العمليات العسكرية في المدن، وقالت إن مكتبها تلقى تقارير عن وقوع جرائم حرب محتملة.
جرائم حرب
من ناحيته، أكد الدكتور محمود عطا الله، أستاذ القانون الدولي، ضرورة وقف القتال في أفغانستان، ومنع تمدد طالبان وإنهاء عملياتها العسكرية والتي وصلت للحدود الباكستانية، حيث يعد ذلك بمثابة جرائم حرب، كونه يهدد السلم والأمن الدوليين ويثير هلع المواطنين.
وأضاف عطا الله أن استخدام العنف ضد المدنيين يعتبر انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ويصنف كجريمة حرب وضد الإنسانية، لذلك يجب محاسبة منتهكيه.
وأشار إلى أهمية لجوء أفغانستان لمجلس الأمن الدولي لحماية أمنها والدفع بالمجلس لإجراء مباحثات لإنقاذ البلاد من حركة طالبان، خاصة مع سيطرتها على أغلب البلاد وانتشار أنباء عن قتل الحركة لأفراد من الشرطة والجيش الأفغاني.